تمنّى رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع على رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والمكلّف تمام سلام ان “يعلنا ان الامر لنا اليوم قبل الغد والا فإن البلد سيذهب الى الخراب”. واشار الى اننا امام “خيارين لا ثالث لهما: مجاراة “حزب الله” بما يقوم به اي ذهاب لبنان الى الخراب او التصرّف طبقاً لمفهومنا ونظرتنا للمصلحة اللبنانية العليا عبر إعادة تشكيل المؤسسات الدستورية وفي طليعتها الآن حكومة انقاذية لتأمين المصلحة اللبنانية”.
وقال في حديث لـ “المركزية” “يا ليت ما يحصل في لبنان من حوادث امنية متنقلة يُمكن حلّه عبر الجلوس معاً الى طاولة الحوار، لكن للآسف هناك حزب من الاحزاب اللبنانية خرج كلياً عن السيطرة اللبنانية، واصبحت كل حساباته الاستراتيجية مرتبطة بالامّة، تحديداً بايران”، مذكراً بان “كل الفرقاء اللبنانيين جلسوا منذ سنة تقريباً الى طاولة مستديرة في بعبدا وتوصّلوا الى اتفاق مهم هو “اعلان بعبدا”، لكنه بقي حبراً على ورق لانه لم يتم الالتزام به”، لذلك، اعتبر جعجع ان اي “مبادرة حوارية او طرح للعودة الى طاولة الحوار ليس واقعياً في الوقت الحاضر لانه لن يُعطي اي نتيجة”.
واشار الى اننا امام “حلين لا ثالث لهما: اما مجاراة “حزب الله” بما يقوم به اي ذهاب لبنان الى الخراب او التصرّف طبقاً لمفهومنا ونظرتنا للمصلحة اللبنانية العليا”. واضاف ان “الحوار بين هذين الخيارين مستمر منذ 8 سنوات ولكن من دون نتيجة، فطما دام “حزب الله” اصبح خارج السيطرة اللبنانية ويؤمن تماماً بما يقوم به، علينا إعادة تشكيل المؤسسات الدستورية وفي طليعتها الآن حكومة إنقاذية لتأمين المصلحة اللبنانية”.
ورأى رداً على سؤال ان “الطائفة الشيعية تعلم تماماً ما معنى لبنان وما معنى قتال “حزب الله” خارج لبنان انّ في القصير او حلب او البوسنة والهرسك او اي دولة اخرى”، داعياً رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف والمجلس النيابي الى تحمّل مسؤولياتهم في هذا الشأن”.
واذ اعتبر ان “مواقف الرئيس سليمان في اطلالته التلفزيونية الاخيرة بداية جيّدة لطريق جيّدة”، شدد في المقابل على “ضرورة ان تُستكمل هذه الطريق حتى النهاية لان البلد لم يعد يحتمل المسايرة او التأجيل”.
وقال جعجع “رئيس الجمهورية قام بما عليه في هذه المرحلة ولا بأس بذلك، ولكن على الرئيس المكلّف ان يُلاقيه في النصف الاخر من الطريق، خصوصاً ان مواقفهما متجانسة، لذلك عليهما الاقدام عبر تشكيل حكومة حيادية كي تقوم بمحاولة جدّية لانقاذ البلد وهي قادرة على ذلك”، رافضاً “مقولة انه بالقوة تستطيع السيطرة على الاخرين”.
ولفت الى ان “الدول لا تُبنى بالتمنّي فقط بل بالموقف الصلب والمواجهة الادبية والمعنوية وهذا ما نحتاج اليه الان”، موضحاً ان “”حزب الله” لن يصل الى مرحلة إخضاع كل الشعب اللبناني، ولكن على بقية اللبنانيين التحلّي بالجرأة الادبية كي يُجاهروا بموقفهم علناً وعدم المسايرة”.
وسأل رداً على سؤال “كيف يُمكننا تحصين الساحة المسيحية من الحوادث الامنية التي نشهدها وفريق من المسيحيين مُتحالف مع “حزب الله””؟، مؤكداً اننا “متحالفون مع “تيار المستقبل” الذي تتطابق نظرته للبنان مع نظرتنا تماماً ومع نظرة البطريرك الحويك وشارل مالك وادوار حنين وصولاً الى بكركي الحالية”.
وعما اذا كانت نظرة بكركي حاليا في هذا الاتجاه قال: نعم هي تذهب في هذا الاتجاه، بغضّ النظر عن بعض التصريحات الصغيرة، فمن يعبّر عن نظرة بكركي في نهاية المطاف هو البطريرك، نافيا أي فتور بينه وبين الراعي. وأشار الى أن اللقاء الأخير الذي جمعه بالبطريرك كان ناجحا جدا ووديا وكان هناك تطابق في وجهات النظر ، وأضاف “في أي حال فبكركي هي بكركي الميثاق والصيغة ولبنان الحر السيد المستقلّ، وليس بكركي “وثيقة التفاهم أو أي شسء آخر” .
وعن مساع تبذل من البطريرك لجمع القيادات المسيحية قال جعجع “لا أخفي أن ثمة صدمة من التجربة الماضية حيث حاولنا على مدى عام أن نعيش مع بعضنا الى أن غدر فريق بفريق آخر، الى أن غدر فريق العماد عون بنا بعد اجتماعنا به قبل بضع ساعات، وكانوا يعرفون رأينا تماما. فبعد هذه التجربة واكتشافنا بان الفريق الآخر لا يريد التوصل الى شيء معين، بقدر ما يريد المناورة لكسب تأييد شعبي، لم يعد بمقدورنا الجلوس معهم والبحث في قضايا جدية.”
وفي موضوع الطعن بالتمديد، كشف جعجع أن القوات ستسير حكما بأي قرار يصدر عن المجلس الدستوري، من دون أي اعتراض أو تعليق، معربا عن أسفه لأنه وفي الايام القليلة الماضية، مورس الكثير من الضغوط على المجلس الدستوري، مثل تصريح أحدهم الذي قال ان “الطعن الذي قدمناه “مبكّل قانونيا” بشكل أن المجلس الدستوري لا يمكنه الا أن يحكم لصالحنا”، مضيفا “لكننا حكما سائرون بقرار المجلس الدستوري مهما يكن”.
وتابع جعجع “الخيار هو بين التمديد وقرار الستين ولا بين التمديد واجراء انتخابات، وان ذهبنا بأنفسنا وأجرينا انتخابات على قانون الستين، سنكون قد أقفلنا أي طريق على الوصول الى قانون انتخابات جديد، مضيفا “لست أفهم كيف أن التيار الوطني الحر الذي ينعى قانون الستين منذ 4 سنوات ويعتبره أسوأ قانون في تاريخ لبنان وقانونا مجرما بحق المسيحيين، كيف يعود اليه اليوم ويريد اجراء الانتخابات على أساسه ؟”.
وقال” لا يمكننا أن ننسى الوضع الامني في البلاد، صحيح أنه لا يشكّل قوة قاهرة لكن يشكّل نوعا من الظرف الاستثنائي، من الصواريخ على الضاحية والترتيبات التي يتخذها حزب الله في الضاحية وغيرها، وصولا الى الوضع في طرابلس ومحاولة اغتيال الشيخ ماهر حمود والشيخ بريدي، وغيرها، ففي المحصلة لا يجب من جهة أن نجري الانتخابات وفق قانون الستين، ومن جهة اخرى لا يجب اجراؤها في هذا الوضع الاستثنائي، هذان العاملان يحتمان التمديد، ولو أننا كنا نتمنى أن يكون التمديد لمدة أقصر”.
وفي ما يتعلّق “بالغيارى على حسن سير المؤسسات الدستورية” على حد قوله، ذكّرهم جعجع بأنهم “في الماضي القريب، أبقوا بعبدا لمدة ستة أشهر من دون رئيس جمهورية، لسبب بسيط وليس لظروف قاهرة، وهو أن البعض لم يكن يريد أن يصل أحد سواهم الى سدة الرئاسة، وقبل ذلك أقفلوا أبواب المجلس النيابي من دون سبب أيضا، كما عطّلوا أيضا تشكيل الحكومة لخمسة أو ستة أشهر ليحصلوا على حقيبة معينة لا أكثر ولا أقل”، وأضاف “دعهم من المزايدة علينا الآن في حرصهم على حسن سير المؤسسات الدستورية، المزايدة يريد التيار الوطني الحر من خلالها اجراء الانتخابات اليوم لاعتباره أنه ان حصلت الآن فسيحقق مكاسب معينة”.
وعما اذا كان حزب الله لا يناسبه اجراء الانتخابات اليوم قال جعجع “هذا صحيح، ومن هنا موقفهم من التمديد، لكنه استطرد “لا أظن أن حزب الله يفتعل هذه التوترات لتعطيل الانتخابات”، مشيرا الى أن التفلت الامني سببه مشاركة حزب الله العلنية والواسعة النطاق في حوادث سوريا، كلّنا يعرف أن السنة يؤيدون المعارضة والشيعة يؤيدون النظام، وكان ذلك يقتصر على المواقف، لكن الوضع لم ينفجر في لبنان الا حين اصبح تدخل حزب الله العسكري واضحا”.
وتابع “صحيح أن هناك مجموعات لبنانية كانت تذهب للقتال الى جانب الثوار، لكن ذلك كان يحصل على صعيد محدود وفردي ولا على مستوى التنظيمات الكبرى كتيار المستقبل أو 14 آذار”.
ورأى أن مشاركة حزب الله في معارك سوريا ضربت هيبة الدولة، فلم يعد بمقدورها اليوم توقيف أي مسلّح يعبر الحدود للقتال الى جانب الثوار، مجددا القول ان التوتر الامني اليوم سببه هذه المشاركة الواسعة لحزب الله في سوريا.
وختم جعجع “هناك حل واحد كي لا تتدهور الاوضاع أكثر وهي أن يقول رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الامر لنا” اليوم قبل الغد، والا فالبلاد ستخرب أمام أعينهما”.