سعيد لـ “الراي”: “حزب الله” قد يلجأ إلى أعمال أمنية محسوبة لفرض شروطه الرئاسية

حجم الخط

أكد منسق الأمانة العامة لقوى “الرابع عشر من آذار” الدكتور فارس سعيد أن “حزب الل” يضع عراقيل كثيرة لانتخاب الرئيس، مشيراً إلى أن” الحزب” يضع دفتر شروط لهذا الانتخاب يقول فيه ان لا رئاسة في لبنان إذا لم يُنتَخب رئيس يؤمن مصلحته.

وحذّر سعيد عبر “الراي”،  من أن “حزب الله” لا يزال يحتفظ من خلال الأوراق التي يملكها بورقة أمنية هو قادر على تحريكها في لحظات معينة من التعقيدات السياسية الداخلية، موضحاً أنه عندما يصل إلى حائط مسدود على المستوى السياسي يقوم بعملية اغتيال من أجل تبديل الأوضاع السياسية وإدخال لبنان من مرحلة إلى مرحلة أخرى.

وإذ رأى منسق الأمانة العامة أن تطيير النصاب مرده الى ان أن التسوية لم تنضج بعد»، أكد أن “14 آذار” ستظل موحدة ومرشحها إسمه سمير جعجع الذي تريد إيصاله لسدة الرئاسة وهي لا تناور بترشيحه.

سعيد الذي تابع وقائع الدورة الأولى من الإنتخاب من معراب مقر رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، أكد أن نبش القبور من خلال التصويت لضحايا الحرب هو “موضوع غير أخلاقي”، نافياً أن يكون ما حصل قد أحرج “14 آذا”ر اذ شدد على أننا نفاخر بأننا دعمنا مرشحنا الذي هو سمير جعجع ونعتبر أن مسيرته السياسية منذ أن تحالفنا مع “القوات اللبنانية” في لقاء قرنة شهوان ومن ثم في 14 آذار هي ناصعة البياض. وفي ما يلي نص الحوار:

• في أيّ اتجاه يسير الاستحقاق الرئاسي؟

ـ مسار انتخابات رئاسة الجمهورية يمرّ بمراحل، وهذه المراحل تواكبها حركة داخلية وطنية وأيضاً حركة إقليمية. في الحراك الداخلي أعتقد أن جلسة الثالث والعشرين من أبريل كانت جلسة إبراز الإرادة الوطنية وأن في لبنان كتلاً نيابية قادرة على أن ترشح وتقترع وأن تكون موجودة، وبالتالي نعتقد أن جلسة 23 نيسان أعادت إلى لبنان واللبنانيين الثقة بالذات وبأن هناك مساحة وطنية في ظل هذا الاستحقاق.

المرحلة الثانية، بعد تثبيت الإرادة الوطنية، هي مرحلة إنتخاب الرئيس. وفي هذا السياق يضع “حزب الله” عراقيل كثيرة؛ فهو يضع أولاً دفتر شروط لانتخاب الرئيس ويقول ان الرئيس الذي يجب أن يُنتخب هو الذي يؤمن مصلحة “حزب الله” في لبنان تحت عنوان أن هذا الرئيس لجميع اللبنانيين وأن الحزب هو جزء من لبنان، وبالتالي على الرئيس أن يأخذ في الاعتبار مصلحة “حزب الله” في لبنان.

ثانياً، يقول “حزب الله” من خلال دفتر الشروط هذا انه أنه سيطيح بالاستحقاق الرئاسي إذا لم يضْمن انتخاب رئيس يؤمن مصلحته.

ثالثاً، لا يزال الحزب يحتفظ من خلال الأوراق التي يملكها بورقة أمنية قادر على تحريكها في لحظات معينة من التعقيدات السياسية الداخلية، وهذا ما رأيناه مع اغتيال الوزير محمد شطح؛ اي أنه عندما يصل إلى حائط مسدود على المستوى السياسي يقوم بعملية اغتيال من أجل تبديل الأوضاع السياسية ونقل لبنان من مرحلة إلى أخرى. وبالتالي هو قادر أيضاً على تحريك الوضع الأمني في الداخل اللبناني من أجل أن يفرض دفتر شروطه أو وجهة نظره على سائر اللبنانيين. هكذا نرى الاستحقاق الرئاسي من كل جوانبه.

• ما الذي يريده “حزب الله” من التعطيل ومن الورقة الأمنية التي يملكها؟

ـ هو يريد تحسين ظروف مفاوضاته مع فريق “14 آذار” وأن يجبر هذا الفريق على الخضوع لدفتر شروطه. هو يحاول بشتى الوسائل منذ 7 ايار 2008 أن يضع دفتر شروط وأن يقوم بأعمال أمنية شبه عسكرية باغتيالات تبدل الأوضاع السياسية من أجل أن يضع الشعب اللبناني أمام خيار من اثنين إما الخضوع لـ”حزب الله” أو الاستمرار في الوضع الذي يذهب بلبنان إلى حالة عدم استقرار أمني فنكون بمكان ونذهب إلى مكان أكثر خطورة ومعقد جداً.

• لماذا لم يسمِّ “حزب الله” إلى الآن أي مرشح للانتخابات؟

ـ هنا يُطرح سؤال ماذا يريد الحزب منذ تورطه بالقتال في سورية؟ هو يريد كسب صداقة الجو السني في لبنان وتبريد علاقته معه لأنه في مواجهة مع الجو السني في سورية، وبالتالي إذا استطاع من خلال عملية التبريد أن يصل إلى مساحة مشتركة مع تيار “المستقبل” وعبر هذا التيار مع “14 آذار”، فهو يختار هذا الطريق. أما إذا عاندت “14 آذار” التوافق مع “حزب الله” على الاسم الذي يريده هذا الأخير فعندئذ سيلجأ الحزب إلى إعادة خلط الأوراق من خلال افتعال بعض الأمور الأمنية المحسوبة لتحسين ظروف مفاوضاته مع فريق “14 آذار”.

• تعطيل النصاب في الجلسات التالية ما الهدف منه؟

ـ لأن التسوية لم تنضج بعد.

• ماذا عن رمزية نبش القبور وإعادة إحياء ضحايا الحرب من خلال التصويت بأسمائهم في جلسة الإنتخاب الأولى؟

ـ هذا الأمر لا علاقة له بالسياسة بل بالأخلاق العامة. وأعتقد أن هذا الموضوع غير أخلاقي. فإعادة فتح ملفات الحرب وتنقية الذاكرة لا يحصل من خلال مناسبات إنتخابية أو مناسبات سياسية. فهذا موضوع له علاقة بمرجعيات أخلاقية في البلد سواء أكانت زمنية أو روحية تأخذ على عاتقها أن تكون مصالحة ومسامحة ومصارحة، اي عودة إلى الوراء في أجواء كنسية روحية، وأجواء مرجعيات روحية إسلامية ومسيحية، وأجواء أكاديمية. أما القول ان فلاناً قتل فلاناً خلال الحرب الأهلية فهذا أمر مرفوض ومدان ومَن منهم بلا خطيئة فليرجمها بحجر.

• ألم يحرج هذا الأمر حلفاء الدكتور جعجع في “14 آذار”؟

ـ مطلقاً وعلى العكس تماماً، فنحن نفاخر بأننا دعمنا مرشحنا الذي هو سمير جعجع ونعتبر أن مسيرته السياسية منذ أن تحالفنا في “لقاء قرنة شهوان” ومن ثم في “14 آذار” ناصعة البياض.

• يسعى العماد عون إلى تقديم نفسه كمرشح توافقي عبر ترويج إعلامي لتفاهم بين تيار “المستقبل و”التيار الوطني الحر”.. لماذا اعتمد العماد عون هذا الإيحاء؟

ـ معركة عون ارتكزت على نظرية لم تثبت فاعليتها في السابق، حيث ظنّ أنه أقرب المسيحيين إلى “حزب الله” وظنّ أن سعد الحريري هو أقرب المسلمين إلى الاستقرار الاقتصادي أو المالي أو إلى جلب الاستثمارات. وحاول أن يبرم مقايضة قاعدتها أنه يأتي بالاستقرار من خلال الموْنة على سلاح “حزب الله” وأن سعد الحريري يأتي بالاستثمار من خلال الموْنة على المملكة العربية السعودية.

هذه هنْدسة جُربت في مرحلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس إميل لحود وانتهت في 14 شباط 2005 (باغتيال الرئيس رفيق الحريري). وإذا كان العماد عون قادراً على أن يأتي بضمانة خطية لدى كاتب العدل بأنهم لن يقتلوا سعد الحريري في حال وضع المال في تصرف الأمن فنحن معه في هذه النظرية.

• أي هندسة ستعتمدها “14 آذار” لمواكبة الإستحقاق الرئاسي في مواجهة التعطيل؟

ـ أولاً بالتأكيد على المساحة والإرادة الوطنية من خلال التأكيد على ترشيح سمير جعجع. وثانياً التأكيد أن هذا الإستحقاق يجب أن يحصل في موعده، وبالتالي تجنب لبنان واللبنانيين عملية الفراغ. وثالثاً إذا حاول حزب الله تعطيل الحياة الوطنية في لبنان من خلال تعطيل المجلس النيابي أي اللعبة الديموقراطية أو إدخال لبنان في لعبة أمنية ستجتمع 14 آذار وترى كيف يمكن أن تعالج هذا الوضع.

• هناك خشية من تركيب مرشح عبر وساطة يضطلع بها النائب وليد جنبلاط، كيف ستواجه 14 آذار هكذا تحرك لا سيما مع تمسكها بترشيح الدكتور جعجع؟

ـ أعتقد أن الكلام مع الوزير وليد جنبلاط واجب من 14 آذار في هذه المرحلة الإنتخابية. وصلت رسالة وليد جنبلاط، فوجهة نظره غير قابلة للمعالجة على مستوانا الوطني والبلدي والمحلي. فهذا الموضوع إما يُعالج من خلال اندفاعة عربية أو لا يُعالج.

• ثمة إجماع على أن الخارج غير مهتمّ بالملف اللبناني؟

– لقد تابعنا ونتابع الزيارات المتكررة للوزير وائل أبو فاعور للمملكة العربية السعودية، وهذه الزيارات ندعم توجهها لأننا نؤكد أن وليد جنبلاط على الأقل واضح في خياراته، فهو لن ينتخب أخصامنا السياسيين لسدة رئاسة الجمهورية. وبالتالي في هذا الموضوع الحساس المتعلق بالوزير وليد جنبلاط ربما يجب أن نعطي للاندفاعة العربية وقتها لانضاج موقف معين إلى جانب الاندفاعة اللبنانية التي أثبتناها في 23 نيسان.

• لا خشية إذاً من تفرُّد إيراني بالملف اللبناني؟

ـ لا أبداً.

• حذر الدكتور جعجع من وصول رئيس لا يمثل المصلحة الوطنية ولا سيما مع وجود إنطباع بأن هناك محاولة لخطف النصاب الدستوري لإنتخاب رئيس والمقايضة عليه إما بمرشح يقبل به حزب الله وإما الفراغ.. كيف ستتعاطون مع هذه المسألة؟

ـ نحن أولاً ضد الفراغ ومع إنتخاب رئيس. أما بالنسبة الى الاجراءات، فما من أحد قادر على استشراف الخواتيم التي ستصل اليها الأمور، لكن الأكيد أننا سنظل موحدين وأن لدينا مرشح اسمه سمير جعجع ونريد إيصاله لسدة الرئاسة ونحن لا نناور بترشيحه.

• ألا ترون أن تشبث كل فريق بموقفه سيوصلكم إلى مرحلة تحتّم التفاهم والتوصل إلى تسوية ما؟

ـ سنرى حينها، نحن والدكتور جعجع.

• ماذا عن التحركات المطلبية، لا سيما الاتحاد العمالي العام بموازة الجلسة الثانية لإنتخاب رئيس للجمهورية. هل ترون أن هناك نوعاً من التواطؤ أو ما يثير الريبة في توقيت التحرك؟

ـ أنا لا أضع التحركات الإجتماعية في دائرة الشبهات، وأنا شخصياً ـ أتحدث باسمي الشخصي لا باسم 14 آذار – معها ولست ضدّها.

المصدر:
الراي الكويتية

خبر عاجل