ثمة شاهد منّا وفينا، المطران سمير مظلوم. كان يراقب من كثب ويستمع شخصياَ الى الكلام المسيء، كان شاهداً فأصبح شريكاً، لان الشاهد الاخرس كالمذنب الذي اقترف جريمة، المذنب اقترف بيديه والشاهد الاخرس بصمت عينيه ولسانه!
كيف تقبل يا سيدنا أن تصمت لذاك الذي يدّعي في الاسلام معرفة وفي الدين فقهاً، ماهر حمود، وهو يكيل للمسيحيين هذا الكيل من الشتائم والاتهامات؟! لماذا يا سيدنا علينا دائما وباسم الانفتاح والشراكة وما شابه من عبارات، ان نتهاون في حق الرد حين تمتد السنة السفهاء علينا وتحاول أن تنال من رموزنا وسياسيينا؟!
كيف تقبّل ضميرك يا سيدنا أن يسخر ذاك المدعي من شخصية مارونية كبيرة، سواء اكنت من خطها السياسي او لا، مشبها اياها بـ”اشعب” في دلالة على ان “سمير جعجع كذبة كبيرة وصدق انه مرشح لرئاسة الجمهورية وان ثمة من يمنعه ويحاربه وهو لا يراها في حياته ولو حتى رأى الحلم”، وهو يضحك ساخراً تلك الضحكات الصفراء التي تقطر مع السم خوفاً مستتراً ايضاً؟!
كيف لا تجيبه يا سيدنا وتخبره، ان سمير جعجع هو المرشح الجدي الوحيد صاحب المشروع الحقيقي وان اكبر اكذوبة يعيشها لبنان، هو الحزب الذي ينضوي تحت لوائه ذاك الشيخ التافه.
كيف تصمت يا سيدنا عندما يحاول شيخ كذاك، التعدي على كرامات اشخاص منضوين تحت عباءة البطريركية المارونية، تلك البطريركية التي لها ما لها في تاريخها وحاضرها من حكايات وحكايات في الدفاع عن حقوق المسيحيين واللبنانيين عبر عصور من الاضطهاد؟!
كيف تقبل أن ينعت ذاك الحاقد من أغدق عمره في النضال بانه “واحد ذبح وقتل وفجّر وراح على اسرائيل وخروجه من السجن غلطة دستورية” وانت تستمع الى كل هذا الهراء بهدوء وصمت قاتل؟ العل ذاك الشيخ كان يتحدث عن شخصية عدوة تجهلها فدخلت في الصمت المريب؟! ربما إفتكرت انه يقصد في حديثه عن عملاء إسرائيل العميد فايز كرم او منسق وحدة العمليات الخارجية 910 في “حزب الله” المرتبطة بالامن العسكري للحزب محمد شوربة؟!
يا سيدنا كيف تقبل وتتقبل هذا الكم من الاسفاف أمام عينيك ومسامعك، وعندما تُسأل عن رأيك تذهب في التعميم وتوزيع اللوم سواسية على الافرقاء المسيحيين كافة، وانت تعرف تماما من عرقل قيام الدولة وانتخاب رئيس للبلاد، ومن اغتال رموزاً لبنانية عريقة ويستمر في عرقلة قيام الجمهورية؟!
لماذا يا سيدنا تقبل أن نكون موضوع سخرية على لسان شخص لطالما امتهن الشتيمة والتعصّب والتفرقة، يلبس عمامة هي بالاساس اشارة الى المحبة واحتواء الناس الى اي طائفة انتموا، فاذا به يحوّلها الى لسان أفعى تحوي اللدغات وتنفث السم وان كان سمّه لا ينفع ولا يترك أثرا لان أمثال هؤلاء نهايتهم قمامة تاريخ تتربص بهم، فمن حوّل دينا هو بالاصل دين المحبة الى منبر شتيمة، حوّلته الايام الى قعر الذاكرة، الى لا شيء، الى حرف يسقط حين تمتلئ السطور باسماء ناس الذهب، ونحن نحن الذهب…
عتبنا عليك يا سيدنا ولا عتب على ذاك التافه الحاقد…