خسر والده قبل وفاته.. غياث يزبك وجد حب حياته في عز الحرب

حجم الخط

ضيفي في “قهوتك كيف” لهذا الأسبوع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك.

*غياث يزبك قهوتك كيف؟

“ما بشرب قهوة”، لكن كلمة قهوة تعني لي الكثير، وتحرك عمقي وتعيدني لأيام الهدوء والاستقرار والبساطة، وتذكرني بوالدي.

*5 أسئلة سريعة

 – الإيمان بالله أو الخوف منه؟

الإيمان والصداقة مع الله

– أموال الغربة أو القلة بالوطن؟

القلة بالوطن

-الاعلام أو السياسة؟

لا ينفصلان عن بعضهما البعض

-الحرية أو الأبوة؟

لا أبوة صالحة ما لم يكن الانسان حراً

-الحب أو الحرب؟

الحب

*غياث يزبك خسر والده، سنده، بعمر صغير جداً. كيف تمكنت من التعويض عن غيابه؟

المشكلة إنني خسرت والدي قبل وفاته، لأن الحرب أخذتني عنه، كنت صغيراً وفي جبهات الشمال. أبي انسان رقيق جداً ورباني على منطق المحبة بعلاقة متماسكة فيها الحنو والتواصل اليومي. الانفصال القسري بسبب الحرب أثر عليه وقصر عمره، ولم أتمكن من تعويض غيابه لأني لم اشبع منه.

*معروف عنك انك مؤمن جداً. أخبرنا عن محطة اساسية لمست فيها وجود الله بحياتك

“ولا مرة ما كان موجود”، ورافقني كل حياتي وما كنت حياً اليوم لولاه، هو الذي أنقذني من مئات الحوادث أيام الحرب. وعلى مستوى الحياة الروحية يزودني الله بكمية هائلة من الفرح والتفاؤل في قلبي التي أبقت طفلاً في داخلي، واعتبر هذا الأمر نعمة إلهية.

على الرغم من كل الأزمات التي مررت بها من سجن وإصابة وحرب واقفال أبواب رزق ومحطات تلفزيونية ومطاردات واقتحام بيتي والعيش بهاجس الاغتيال، كان ربي في اللحظة الأخيرة يمسكني ويضعني على الطريق من جديد. كما ان ابنتي تعرضت لسوء تقدير طبي خطير في صغرها ولكنها ظلت حية، الله والقديسة ريتا لديهما الكثير علي.

*خذنا إلى القلب، تربطك بزوجتك علاقة مميزة، كيف تعرفتما على بعضكما؟

“بالحرب، بعد معركة زحلة قررنا تخليداً لبطولات زحلة انشاء معرض في الكازينو، وهناك التقيت بها وكانت مسؤولة في جمعية “هلب ليبانون” لمساعدة الأولاد على خطوط التماس، كما كانت مسؤولة عن جهاز الشهداء والمعوقين في البيت المركزي، وكنا نتواصل عبر الهاتف الداخلي بين المجلس الحربي والبيت المركزي، وبعدها قررنا ان نتزوج”.

كان عمري 24 سنة وهي 23، ومن دونها لا وجود لي، فليس سهلاً قرارها بالزواج بي وأنا غير مقتدر مادياً، ومن جبهة الى أخرى ولا استقرار. إلا أنها امسكت العائلة بأسس دعائم هائلة وهي سند ومصدر الهام وراحة فكرية لي، وهي من ربت الأولاد وزرعت بهم الأسس الوطنية.

*ابنك خارج البلد، لماذا تصر دائماً على عدم اعتباره مهاجراً. هل العاطفة هي السبب؟

بالنسبة لأولادي الأربعة، ثلاثة منهم في لبنان والأصغر في الخارج، لحظة السفر هي لحظة سياحة، ولا غربة عن لبنان في قاموسهم، وصحيح ان ابني اليوم في دبي لكنه كل شهر يأتي نحو 10 ايام الى لبنان الموجود في قلبه، وهو غير مستقيل من مسؤوليته الوطنية.

*غياث يزبك تاريخ في الصحافة. كيف تنظر الى واقع الصحافة اليوم في لبنان؟

واقع الصحافة في لبنان ليس بصحة جيدة بالأساس، فكرة ان يُقبل الانسان على الصحافة تبدأ ما قبل الجامعة، ويُعرف سريعاً ما إذا كان الانسان يتمتع بـ”قماشة الصحافة”.

الدخول الى الصحافة يتطلب رغبة بالتعلم يومياً، مع ثقافة ومعرفة، وحب للتعلم والتواضع، وللأسف هذه المفاهيم باتت تقريباً مفقودة.

*أفراد عائلتك هم دائرتك، وجودهم يغنيك عن الجميع، لماذا الى هذا الحد؟ هل خُزل غياث يزبك من الأصدقاء؟

بمفهومي للصداقة، الصديق بمثابة أخ وأخت، والأصدقاء موجودون ولو بقلة، وافتخر بهم واتقاسم معهم حلاوة الحياة ومرارتها.

أما أولادي وعائلتي الصغيرة فهم ملجئي. في المجتمع القاسي وخصوصاً أننا في دولة لا استقرار فيها، أخرج من منزلي لألتقي بجميع أنواع الناس وعلي العيش معهم، وانا احب هذا المجتمع لا أكرهه، أشفق عليه أحياناً ولو اتعبني، وارفض المفاضلة بين كرامتي ولقمة عيشي. لكني أضع مجهوداً كبيراً لأتمكن من السير في المجتمع والبقاء على مبادئي وقيمي وافكاري ومن هنا بيتي هو الملجأ الأمين.

لدى غياث يزبك كمية نضج انساني وروحي وحياتي مميزة جداً، أخبرنا عن حادثة بنت مدماكاً بهذا الأمر.

أعود الى طفولتي، الى “غياث طفل ماسكو بيو بإيدو وعم يوصلو عالمدرسة، بلاقي عالأرض 25 ليرة، كانت شغلة بوقتا، طبيت كرمال لمها، سبقني حذاء بيي وكبها تحت الطريق، قلي “ليك يا بيي اذا انقطش نصنا ما بنلمو، نحنا ما بنلم شي عن الطريق”، وهذا الامر شكل أمثولة لي مدى الحياة.

حادثة صغيرة ثانية، يوم كنا بالحرب، كنا نمر على دكان صغير ونحنا شباب ومقاتلين، كان صاحبو بس يشوفني يقلي “لا تتكبر ولا تتجبر أنت عبد” وهذه الكلمة شكلت لي “مونة” ولم اتكبر ولم اتجبر.

بالسياسة:

كيف تقرأ زيارة حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري الى السعودية؟ هل يمكن ان نشهد عودة خليجية تنقذ لبنان؟

لا يجوز إعطاء الزيارة أكبر من حجمها ومنصوري توجه الى السعودية للمشاركة بمؤتمر عن المصارف ولا يمكن عدم دعوته وهو حاكم بالإنابة، لكن وجوده هناك، يمكن أن يساهم ببناء أمور إيجابية، خصوصاً مع طروحاته التي تستحق التوقف عندها بإيجابية وتتلاءم مع ما يُطلب من لبنان وحاكم مصرف لبنان للمحافظة على ما تبقى من أموال المودعين.

لكن لن يحصل أي شيء هناك ما لم تستقم أمور الدولة بأن يكون لدينا رئيس جمهورية وحكومة مكتملا الاوصاف ولديهما مشاريع نهضوية.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل