ضيفتي في “قهوتك كيف” لهذا الأسبوع الوزيرة السابقة مي شدياق.
*مي شدياق قهوتك كيف؟
بلا سكر
*5 أسئلة سريعة
– الجمال أو الأناقة؟
الاثنان، لا أؤمن أن المرأة إن كانت جميلة عليها الاستهتار بشكلها، والله يحب الجمال.
– الثقة بالآخرين أو العلاقات الحذرة؟
أنا من مبدأ “كل العالم منيحة حتى يثبت العكس”، بينما أختي من مبدأ “كل العالم سيئة حتى إثبات العكس”، بقا هودي مدرستين.
– الالتزام الكنسي أو علاقة حرية مع الله؟
علاقة حرية مع الله طبعاً. أنا مؤمنة جداً، لكنني أمارس إيماني بحرية مطلقة وأرفض أن يفرض علي أي شيء.
– كلفة القناعات أو مسايرة القوي؟
مهما كلّفت القناعات غالياً ألتزم بها، ومستعدة لإعادة الزمن عينه لأنني لا أساوم على قناعاتي.
– الأنا أو الجماعة؟
أحياناً الأنا تطغى على الجماعة، وأحياناً مصلحة الجماعة تطغى على أنانية الفرد.
* الثمن الغالي الذي دفعته مي شدياق نتيجة تمسكها بقناعاتها بوجه منظومة وأنظمة كبيرة، هل كان يستحق؟
في 25 أيلول الذكرى الـ18 لمحاولة إغتيالي، والخطأ لم يكن مني نتيجة دفاعي عن وجودنا الحر وعن لبنان السيد والحر والمستقل، إنما الخطأ ارتكب ممّن حارب الكلمة بأداة القتل ولم يحترم حرية التعبير. وأنا لا أندم على أي كلمة قلتها ولا أزال مستمرة وفق القناعة ذاتها وألوم من يساوم على قناعاته.
*ما سر الصلابة الفائقة التي تتمتعين بها، وقدرتك على التكيف مع ظروف تُركع سواك؟
الإيمان بالمطلق، وكذلك ثمة مكونات تصنع من الإنسان ما هو عليه. أنا منذ بداياتي حياتي كانت صعبة، خسارة الأحبة وخسارة الأب السند، وظروف الحرب إذ ترعرعت على خطوط التماس، وسواها. لم أصل لأي شيء بسهولة إنما تعبت لأحقق ما أريد، وأنا لدي إرادة منذ تكويني واستطعت تحمّل كل شيء. كل فترة أمرّ بتحدٍّ جديد، وبالنسبة إليّ، لا خيار بالاستسلام وهو ممنوع مهما كانت التحديات.
*حياتك لم تكن سهلة، لحظات الفرح كانت قليلة كما تقولين دائماً. ما الذي يُضحك مي كطفلة صغيرة ويلمس قلبها؟
ما يضحكني من قلبي العائلة والأولاد، وأنا أعتبر أنني أمّ بالوكالة، فأختاي ميراي وميشلين لديهما 8 أولاد، وأقول دائماً “جابوا ولاد عني وعنهم”. الأولاد يعطون البسمة وطاقة الأمل بأن يكون الغد أفضل ممّا نحن فيه، وبراءة ضحكة الأولاد تشعرني أن هناك أموراً حقيقية بعد في الحياة.
*حلم لم تتمكن مي شدياق من تحقيقه؟
كنت أتمنى أن يكون لدي طفل ولكن ظروف الحياة لم تسمح، وربما في الحياة التي واجهتها من الأفضل ألا يكون لدي طفل. أحلم أيضاً أن يكون لي منزلاً مستقلاً على البحر، أستريح فيه وأختلي بنفسي، فيكون كالصومعة الخاصة بي، بعيداً عن كل الناس.
كيف تستريح مي شدياق نفسياً؟
أرتاح نفسياً عندما يصل نضالنا إلى تحقيق لبنان الذي نحلم به، لبنان السلام والهدوء والازدهار، لبنان نعيش فيه بقناعة ولا نصدّر أولادنا للخارج. أنا مع صيغة جديدة للبنان تؤمّن لكل إنسان حياة يحلم فيها في منطقته وفق قناعاته.
*تربطك بمار شربل علاقة مميزة جداً. “شو قصة حتى 25 سرقوها مني”؟
“محاولة اغتيالي تمّت بـ25 أيلول، وكل سنة متل هالوقت بصير إغلي غلي، وجسمي ما بكون مرتاح بيوجعني ع الوقت، خصوصاً أني صرت خاضعة لـ48 عملية. وبطلع دائماً بـ25 على مار شربل حتى صلّي لأني بعتبر هو يلي خلّصلّي حياتي، بقا يتركولي ياه هالنهار.
السنة الماضية 25 أيلول نهار أحد سمعت إنو عاملين مسيرة بـ هالنهار، فطلعت بـ24، كمان لقيت في هجوم عالكنيسة، صرت إغلي، ما في محل أقعد، فتت تخانقت مع مار شربل وفلّيت. وكانت أبشع سنة بحياتي وتعرّضت لكتير حوادث. فخلص، قلتلو شو ما عملت ما بقى إتشارع معك”.
*”كيف بتقدر مي تضحك ع جروحاتها؟”
شعاري “إضحك تضحك لك الدنيا. ابكي بتبكي لحالك”، أحياناً تسبقني دمعتي لكن “شو بعمل بحط الحزن بالجرن وبقعد بندبو؟”.
أنظر الى المرآة وهي شريرة كثيراً بحقي. “هيدا الجسم تشقف صار بشع كتير، كان كتير حلو قبل. بغطي، بحافظ ع أناقتي وبقول كتر خير الله حافظلي ع وجّي، وبتصالح مع حالي”.
*شقيقتك ميشلين هي توأم روحك ورافقتك بكل مراحلك، إلى أي حد تستطيع تقبّل مي بكل حالاتها؟
نتشاجر أحياناً كثيرة، في النتيجة لسنا شخصاً واحداً، لكن تربطنا علاقة مميزة، وعندما تسافر لزيارة أولادها في أميركا، أشعر كأنها خيانة عظمى بحقي، ونحن أصدقاء بقدر ما نحن إخوة.
*هل استطاعت مي شدياق ايجاد أصدقاء حقيقيين؟
قليلون جداً جداً، لدي الكثير من المعارف، لكن الأصدقاء المقربون يعدّون على أصابع اليد الواحدة.
بالسياسة:
ماذا تتوقع مي شدياق من زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان إلى لبنان، خصوصاً مع تكاثر الحديث عن انفراج رئاسي في أيلول؟
كنت أتمنى أن تكون السياسة الفرنسية الخارجية أنجح، لكن للأسف هناك تخبط كبير في كل سياساتها الخارجية، ليس فقط في الشرق الأوسط إنما في إفريقيا أيضاً.
أتوقع ألا حظوظ للمبادرة الفرنسية التي ولدت ميتة، ولا أعتقد أنه سيكون هناك نتيجة، وعلى عملية انتخاب رئيس للجمهورية أن تخضع للأسس الدستورية.