سركيس: الغاء الطائفية بوجود السلاح بيد الطائفة الشيعية يخلق هواجس وقلقا لدى معظم اللبنانيين من مسيحيين ومسلمين

حجم الخط

وضع عضو الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق جو سركيس علامة استفهام كبرى حول اصرار الرئيس نبيه بري على مسألة تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية. واعتبر ان تشكيل هذه الهيئة مادة دستورية غير أنّ توقيت طرح هذا المطلب غير مناسب على الإطلاق إذ يدرك بري أنه وبوجود السلاح بيد الطائفة الشيعية من خلال "حزب الله"، فإنّ إلغاء الطائفية السياسية قد يؤدي إلى خلق هواجس وقلق وخشية كبيرة لدى معظم اللبنانيين من المسيحيين والمسلمين وسط عدم التوازن القائم.

ولفت سركيس في حديث لـnow lebanon إلى أنه قد يكون ورد في أذهان البعض في فترة من الفترات أنه يمكن أن يُستعاد السيناريو الذي ساد مطلع التسعينيات والذي قضى بعزل "القوات" وصولاً إلى إلغائها، بيد أنّ هؤلاء اكتشفوا أنّ هذا الامر قد فشل وأنه غير قابل للحياة في الوقت الحاضر بفعل الاختلاف في الظروف الراهنة عما كانت عليه يومذاك حين حُلَّ حزب القوات وأُدخل الدكتور سمير جعجع الى المعتقل.

سركيس الذي أعرب عن ترحيب القوات اللبنانية باللقاءات والمصالحات الجارية، والتي لا ترى أنها موجهة ضدها، أشار إلى أنه لم يتم تلمّس جدية هذه التحركات بعد وما ستكون فائدتها الفعلية، معتبرًا أن اللقاءات الجارية هي لالتقاط الصور وتبويس اللحى ولن تفضي الى نتائج ملموسة وعملية.

وشدد سركيس في المقابل على وجوب أن يتواصل كل الاطراف مع بعضهم البعض مع احترام الجميع للاختلاف السياسي القائم والواضح جداً، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ النائب وليد جنبلاط صرّح في أكثر من مناسبة أنّ اللقاءات الجارية إنما هي كناية عن مصارحات وأنّ الاختلاف في الرأي موجود وبالتالي على كل الاطراف أن يجلسوا مع بعضهم البعض.

إلى ذلك، إستبعد سركيس أن تشهد التحالفات تبدلات تُذكر، لافتاً الى أنّ "التغيرات التي عرفتها قوى 14 آذار ولا سيما بخروج النائب جنبلاط من صفوفها لن تؤدي الى إنهاء هذا التحالف السياسي والوطني الذي فرضه الشعب اللبناني عام 2005.

وفي هذا الإطار لفت سركيس الى أنه من اليوم وحتى ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط المقبل سيشهد اللبنانيون مجددًا صورة 14 آذار وسيتأكدون مرة إضافية أنّ هذا التجمع سيحافظ على ذكرى شهدائه بالشكل اللائق بهم حيث سيثبت الجمهور مجدداً ان حركة 14 آذار هي قيم ومبادئ مستمرة.

وعن المبادرة التي تعتزم القوى المسيحية في 14 آذار اطلاقها قال سركيس إن هذه المسألة مطروحة لقيام لقاء بين هذه القوى وهناك عدة احتمالات على هذا الصعيد حيث ارتأى بعض القيادات في 14 آذار انه وخلال الفترة الراهنة، وبعد التطورات التي شهدتها الساحة اللبنانية وتحالف 14 آذار وترؤس الرئيس الحريري للحكومة، حصل نوع من التعديل في نمط تحرك هذه القوى مما ادى الى الاعتقاد بان الفريق المسيحي في صفوفها اكثر مقدرة على التحرك والتعبير بالنسبة الى حركة 14 آذار ومشروعها ومبادئها بحيث تنطلق هذه التحركات من فريق من داخل 14 آذار وليس من فريق يبتعد عن هذا التحالف.

إلا أنّ سركيس شدد على أن أيّ تحرك من قبل المسيحيين في 14 آذار سيحصل باستمرار بالتفاهم التام مع سائر مكونات هذا التحالف، مؤكدًا وجود اتصالات وتحركات تشمل كل مكونات هذه القوى وهناك خياران إما أن ينعش المسيحيون التجمع داخل صفوفها وإما أن يعود الامر الى 14 آذار ككل، إذ إنّ النتيجة واحدة في نهاية المطاف والتركيز فقط هو على وسائل التعبير والتحرك.

واوضح سركيس أنّ الوقت يداهم المسؤولين اللبنانين بالنسبة إلى إقرار الاصلاحات المقترحة واللامركزية الادارية لكي تُجرى الانتخابات البلدية على أساسها، موضحا أنّ "الفترة الزمنية باتت قصيرة مما يضع المسؤولين امام احتمالين إما إجراء هذه الانتخابات على اساس القانون المتبع حالياً أو قيامهم بجهود استثنائية لاقرار مجموعة من الاصلاحات تدرج في قانون جديد".

المصدر:
NOW LEBANON

خبر عاجل