“بثلاثين من الفضة”: سيرة عون بقلم محفوض

حجم الخط

كتبت مي عبود أبي عقل في "النهار": "لأني أخاف عليكم ولا أخاف منكم، لأني عرفت جئت اعرفكم، ولكي لا نكرر بوجهكم ذاك القول: لا تبك كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال، اقرأوا هذه المحاولة علها تنير دربكم". بهذه الكلمات يقدم رئيس " حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض كتابه الخامس الذي يحمل عنوان " بثلاثين من الفضة" .

150 صفحة من القطع الوسط موزعة على 16 فصلا تروي بالوقائع المدعمة بمستندات ووثائق ما يعتبره محفوض " فضائح وخدعا وويلات" تسبب بها العماد ميشال عون منذ تسلمه المسؤولية وما ادت اليه من "حروب وخراب ودمار وقتلى ، ولعل ابشعها على الاطلاق ما حصل في الشرقية ، ذاك الجنون الذي اودى بالوجود المسيحي الحر الى الهلاك"، واراد من خلاله " تأدية واجبي، حتى لو كلفني قول الحق والمجاهرة بالحقيقة حياتي ثمنا. سوف املأ الساحات والميادين والشاشات صارخا مزمجرا وهادرا في سبيل اعلاء صوت المنطق لتغليبه على صوت الجنون المتمادي منذ اواخر الثمانينيات، والذي كنا جزءا منه".

محفوض الذي كان من الناشطين الاوائل ومن كبار المتحمسين للعماد عون خلال توليه رئاسة الحكومة الانتقالية وتعرض مرات عدة للاعتقال والسجن بسبب توجهه السياسي العوني، بدأ بالابتعاد تدريجا في آب 2006 عن الخط السياسي الذي اعتبر لسنوات انه يمثل الحقيقة الوطنية بعدما " اكتشف انه كان ضحية خداع "، ليبدأ بعدها مرحلة جديدة ومختلفة كليا عن سابقتها تتمحور على كشف " المزيد من خدع وفضائح هذا الزمن الاغبر الذي يتحول فيه الخائن بطلا قوميا ، والمنقلب على ناسه واهله وكنيسته صاحب حق".

يفند محفوض في كتابه مسيرة عون منذ " توسط بشير الجميل لدى الرئيس الياس سركيس ليتسلم قيادة افواج الدفاع ، وتحذير جوني عبده من تحمل نتائج ما سوف يحصل" الى " الانكسارات المسيحية والمحطات التاريخية المؤلمة في تاريخ المسيحيين" التي يحمله مسؤوليتها منذ 14 شباط 1989 الى 13 تشرين الاول 1990 ما مكن " النظام السوري من ان يحكم لبنان مباشرة مدة 15 سنة".

في الفصل التاسع شهادة للنائب حاليا في البرلمان والعقيد السابق في الجيش انطوان سعد يسرد فيها تجربته مع العماد عون وتصرفاته داخل المؤسسة العسكرية " وتجاوزه الاعراف والتقاليد المتبعة داخل المؤسسة العسكرية، ولعل ابرزها على الاطلاق تخطيه الدائم لقادة الوحدات وتواصله المباشر مع صغار الضباط ، وهذا ما سبب احراجا ، وفي بعض الاحيان خربطة داخل التركيبة العسكرية. وعن وصول عون الى قيادة الجيش يروي سعد ان "الوزير السوري عبد الحليم خدام الذي كان حاضرا اجتماع مجلس الوزراء في بكفيا هو من طرح اسم الضابط ميشال عون ليتولى قيادة الجيش، وبحسب معلوماتي فان الرئيس امين الجميل كان يؤيد تولي العميد حبيب فارس للقيادة". ويروي فصولا من التحقيقات والاعتقالات والسجن والتعذيب الذي تعرض له مع مجموعة من الضباط الاخرين، واتهامه بالتحضير لانقلاب على عون بالاتفاق مع "القوات اللبنانية" والبطريرك الماروني".

لا يفوت محفوض التحدث عن الاجتياح السوري للمنطقة الشرقية في 13 تشرين الاول 1990 محملا عون المسؤولية وانه " تسبب بحصوله ، عن قصد او عن غير قصد، فالتهور لدى القادة لا يؤذي صاحبه بل يؤذي وطنا وشعبا(…).

ويفرد محفوض فصلين كاملين يتحدث في اولهما عن " كيفية تحويل التيار الى فرع في حزب الله، ودور بروباغندا الحزب في تشتيت التيار وانقسامه"، والثاني يسأل فيه عون "من اين له هذا؟" مرتكزا على شهادة مفتش سابق في التفتيش المركزي، ويعرض صورا لطلبات تحويل مصرفية بملايين الدولارات الى حسابات عون في باريس.

المصدر:
النهار

خبر عاجل