قد يكون الدكتور عبد المنعم يوسف أخطا بتوجيه كتاب الى المديرية العامة للأمن الداخلي لحماية الطابق الثاني من مبنى سنترال العدلية، ونحن لا نبرئه، قد يكون اللواء أشرف ريفي اخطأ بعدم الإمتثال لقرار وزير الداخلية زياد بارود، ونحن لسنا بمعرض الدفاع عنه، رغم أن موقفه قد أثبت أن ما زال في هذه المساحة من الأرض شخص مستعد لأن يتحمل المسؤولية والملامة دفاعاًعن مبادئ يحلم بها كل إنسان ينتمي إلى الجهورية اللبنانية، وهو بهذه الأفكار ليس ببعيد عن طموحات الوزير بارود أو رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اللذين ينتميين الى هذه الفئة من الناس الذين ينتمون الى الجمهورية اللبنانية، رغم أنه وللأسف لا نستطيع أن نمارس قناعتنا هذه في جمهورية المجانين التي نعيش بظلها.
قد يكون وقد يكون وقد يكون… ولكن أكيد أيضاً أن الوزير شربل نحاس خالف القانون والدستور، أكيد أيضاً ان أفراد شعبة المعلومات من الضابطة العدلية وليسوا بميليشيات كما يحلو للنائب عون وزعيم ميليشيا "حزب الله" أن يطلق عليهم، وثابت أيضاً أن وصف المليشيات الوارد في كل معاجم العالم ينطبق على عسكريتاريا "حزب الله"، وثابت ايضاً أنّ لميليشيا "حزب الله" شبكة اتصالات خاصة به على طول وعرض الجمهورية اللبنانية، وثابت أيضاً أن مليشيا "حزب الله" استحدثت أو حدّثت مؤخراً شبكة اتصالتها في البقاع الغربي وأقدمت للغاية على التعرض للأملاك العامة وحفرت الطرق العامة ومددت شبكتها الهاتفية غير الشرعية على طول الطريق من مشغره الى لا أحد يعلم الى أين على مرأى ومعرفة من البلديات الخاضعة لسلطة وصاية وزارة الداخلية، ومرأى القوى الأمنية من أمن داخلي وجيش وأمن دولة وأمن عام، وبمعرفة وزارة الأشغال المسؤولة عن أكثرية هذه الطرق. والغريب أن أحداً من نواب الأمة ووزارائها التغيريين والإصلاحيين الغيارى على احترام الدولة ومؤسستها الشرعية لم يحرك ساكناً، بل لربما انهم باركوا وقدسوا وسبحوا معلمهم وسيّدهم سيّد مقاومتهم وإصلاحهم وتغييرهم لكل مبادئهم وثوابتهم وقناعات الناس الذين أمنوا بهم وصدّقوا اقوالهم وقدموا لهم أصواتهم وثقتهم…..
ثابت وثابت وثابت……
والقصة لا تنتهى،
ولكن… فقط في جمهورية الموز، فقط في مزرعة الفوضى ينبري الفاجر ليأكل مال التاجر، فقط في هذه الجمهورية يُفنى الغنم ويَسْلُم الديب، فقط في ظل هكذا أيديولوجيات بائدة من زمن الإستكبار العالمي الغائب في دهاليز عقولهم الفارغة نسمع هكذا روايات، نقرأ هكذا أخبار، نشاهد مثل هذه التراجيديا..
ينكلون بالدولة ويحاضرون بالوطنية،
يخونون الوطن وينادون بالمقاومة،
يتاجرون بالمبادئ وهم أبعد ما يكون عنها،
ربّ يوم يأتي ونستيقظ لنجد أنفسنا تخلصنا من هؤلاء التجار،
ربّ طوفان ينظف أرضنا المقدسة من دويلاتهم واحلامهم الرجعية،
ربّ قارئ يتوقف ليسأل نفسه كيف يتجرأ الخارج عن القانون ومنتهك الدستور وخائن مبادئ الجمهورية أن يحاضر بالقانون والدستور والوطنية
الجواب عندكم، الجواب في تمسكنا بفكرة الدولة وحلم الجمهورية ومبادئ الحرية.