فليصمت الإخوان … المسيحيون !!

حجم الخط

للاستماع الى رأي حر

عندما تحدث سمير جعجع إلى جريدة الأخبار ، وتحديداً إلى المحرر فيها نادر فوز منذ نيف وعام ، قال في حينه كلاماً تم اجتزاؤه من قبل أنصار الجنرال ، مختصرينه بعبارة واحدة : فليحكم الإخوان !

لكن ما قاله جعجع وبصياغة المحرر وتصرفه هو التالي :

لا مكان في معراب لحجة تخويف المسيحيين من الثورات . فهنا قناعة راسخة : يحكم من يحكم . المهم ضمانة أمور ثلاثة : الديموقراطية وحقوق المرأة والاقتصاد الحر . في منطقة كلها مسلمون ، ماذا تنتظرون ؟ أن يحكم الإخوان المسيحيون ؟ الإخوان المسلمون طبعاً ، ولا ضير طالما أن العناوين الثلاثة لن تُمَس .

هذا الكلام الذي نقله محررالأخبار ، وبمعزل عن دقته ، لأنه كُتب بصيغة غير مباشرة ، يستدعي أسئلة منطقية جداً :

في معراب لا مكان لتخويف المسيحيين . أليس هذا هو المطلوب ؟ بالتأكيد سمير جعجع لا يخاف ، ولا يخاف على المسيحيين ويرفض تخويفهم ، على غرار ما يفعل بعض المزايدين الأغبياء ، بدلاً من أن يشدوا عزيمة المسيحيين لإبقائهم في موطنهم وأرضهم التاريخية . بل إن هؤلاء يريدون المسيحيين مجرد أهل ذمة يحتاجون دائماً إلى نظام متسلط لحمايتهم  وكأن في الأمر منّة ، وليس حقاً .

عندما يشترط سمير جعجع توافر الديموقراطية وحقوق المرأة والاقتصاد الحر لأي حكم في هذا المشرق سواء كان إسلامياً أم لا ، فأين المشكلة ؟ أليست هذه العناوين هي الضمانة بالحرية والتنوع ؟

وإذا اختار الشعب الإخوان المسلمين للحكم ، فهل نقول لا للديموقراطية ، وإذا اختار سواهم نقول نعم للديموقراطية ؟

عندما يتحدث سمير جعجع عن الديموقراطية ، يعني أن من يأتي به الشعب اليوم قد يرحّله غداً، وأن الديموقراطية تعني الحكم والمعارضة ، وأن الديموقراطية تُصلح ذاتها بذاتها ، وبالتالي فالديموقراطية هي تداول السلطة ، وإلا تصبح كذبة .

اليوم الشعب المصري الذي انتخب أمس بأغلبيته محمد مرسي ، هو نفسه يقول اليوم بأغلبيته : ” لا نريد محمد مرسي ، إرحل “، مطالباً بانتخابات مبكرة .

هذا مغزى الكلام المحوّر لسمير جعجع . إنه عين الصواب . دعوا الإخوان المسلمين يحكمون إذا انتخبهم الشعب ، ولنرَ . وها قد رأينا . أما استبدال ديكتاتورية بأخرى فهذا عين الخطأ ، بل الخطيئة الكبرى .

في الذكرى ما قبل الأخيرة لحل حزب القوات اللبنانية ، فوجىء كثيرون في احتفال البيال ، بالضيوف العرب ، وكان أبرز هؤلاء الضيوف المتكلمين الدكتورة منى عبيد إبنة الزعيم القبطي الشهير مكرم عبيد الذي ساهم في صياغة دستور 1954 في مصر ، والناشطة الليبرالية المعروفة عالمياً بدفاعها عن حقوق الإنسان . كما كان من الضيوف النائب المصري الدكتور محمد أبو حامد ، المعارض للإخوان المسلمين والذي اتهمه السلفيون بأنه ارتكب معصية بتقبيله البابا الراحل شنوده ، ورد عليهم بأنه يفتخر ببركته .

نعم يا سادة ، هذه هي القوات اللبنانية بوجهها المنفتح والمتنور والمحاور ، لأن المراوحة في السلبية والصراخ والعنتريات الجوفاء لا توصل إلى مكان ، بل إلى المزيد من المصائب والإنحطاط .

المسيحيون في لبنان والمشرق اليوم على المحك ، ولا خلاص لهم إلا بدعم الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان . وهذا ما يريده بالتأكيد أكثرية المسلمين ، والمثال حي في ما يحصل في مصر اليوم . أما التمسك بالديكتاتوريات بحجة الحماية ، فنتيجته ما يحصل اليوم في سوريا وما حصل ويحصل في العراق .

لا تغفر لبعض حاملي اسمك يا أبتاه ، لأنهم يدرون ماذا يفعلون بالرعية ، لصالح ذئاب المصالح والكراسي والأموال النظيفة . والسلام

المصدر:
إذاعة لبنان الحر

خبر عاجل