جعجع لـ”اللواء”: حزب الله والسلفيون وجهان لعملة واحدة وإذا كان نعي بري لـ”8 آذار” ليس خدعة مركبة “فالله يسمع منّو”
كتب محمد مزهر في “اللواء”:
يتوقف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، مليّا عند حادثة الإنفجار الذي وقع الثلاثاء الماضي في بئر العبد وأبعاده وخلفيّاته، مستشفّا حقبة جديدة لا تخلو من العنف والتصعيد الأمني، رابطا ما حصل بتدخّل “حزب الله” في سوريا، قائلا “نحن جبنا الدب على كرمنا، وللأسف نحن نحصد ما زرعه الحزب ولا يزال”.
جعجع، الذي يعلن رفضه لأي أعمال إرهابية، في أي منطقة لبنانية سواء في الضاحية الجنوبية أو في الطريق الجديدة أو في الأشرفية، يقول إنّ أخطر من تفجير بئر العبد “هو ذلك المشهد الذي رأيناه في طرابلس من توزيع للحلوى، والذي وإن نرفضه جملة وتفصيلا، لكنّه بلا شك أتى كردة فعل على ما قام به أنصار “حزب الله” لحظة سقوط القصير، وقبله أثناء استشهاد اللواء وسام الحسن ووليد عيدو وجبران تويني، حيث ولّد ذلك احتقانا مذهبيا سنّيا-شيعيا بلغ أوجه في الآونة الأخيرة، ما ينذر بخطر أعظم إذا ما استمرّ الحزب على ذات السياسة التي ينتهجها اليوم”.
ومن هذا المنطلق “ولكي لا تقع الفأس في الرأس”، يدعو جعجع “حزب الله” إلى إعادة النظر بمواقفه وسياساته لتجنّب وقوع لبنان في المحظور، لكنّه يستدرك قائلا “إنّ المسألة قد تبدو حلما، خصوصا وأنّ الحزب قراره مرتهن لإيران، وهو في صلب الثورة الإسلاميّة، وهنا مكمن الخطر الحقيقي، حيث لا يتورّع السيّد حسن نصرالله وحزب الله، عن انتهاج سياسة “إما القاتل أو المقتول” لتحقيق الهدف الأساسي للثورة أي تصديرها إلى كل الوطن العربي وحتّى الإسلامي، وهذا ما يجعل من الصعوبة بمكان إقناع الحزب بتغيير نهجه، والعودة إلى كنف الدولة اللبنانية والكيان اللبناني، الذي ليس له وجود حقيقي عنده، لأنّ لبنان وسوريا والعراق وأي دولة عربية أخرى وفق عقيدة “ولاية الفقيه” ليس إلا إقليم أو محافظة تتبع للدولة الأم أي إيران تحت عباءة المرشد الأعلى”.
جعجع والسلفيون
ولكن هل الخطر الأساسي على لبنان سببه “حزب الله”؟ وماذا عن التيّارات الإسلامية المتطرّفة الحالمة بعودة الخلافة الإسلاميّة مثل حزب التحرير؟ بشكل قاطع يجيب جعجع “موقفي من السلفيين هو موقفي من حزب الله، ولذلك لا أحد يزايدنّ على القوات اللبنانية، التي لحظة الإعتداء على الجيش في عبرا من قبل مسلّحي الأسير، أعلنت دعمها المطلق للجيش اللبناني وضرورة القضاء على الأسير ومسلّحيه لأنّ الإعتداء على الجيش هو خط أحمر وهذا أمر مفروغ منه”.
وعن موقف “القوات اللبنانية” من الحملة التي يتعرّض لها الجيش اللبناني من قبل “تيّار المستقبل”، يقول جعجع إنّ “تيار المستقبل هو قلبا وقالبا مع الجيش اللبناني، وما يقوم به هو لتثبيت الحاضنة الشعبية السنيّة للجيش، خصوصا وأنّ أحداث عبرا وما تلاها من ممارسات، ولّدت حقدا لدى الجمهور السنيّ، الذي بات يشعر أنّه مستهدف استهدافا مباشرا دون باقي الطوائف اللبنانية، وخير برهان على ذلك تغاضي الجيش اللبناني عن حادثة مقتل الشاب هاشم السلمان وقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على الرغم من أنّ الجهة والأسماء المتورطة معروفة، ولكن حتّى الساعة لم يتم إلقاء القبض على أي متهم، ولذلك ولكي تبقى كرامة الجيش محفوظة، لا بدّ من معالجة هذا الأمر، وإلا سيكون له تداعيات وخيمة، قد تصعب في مرحلة لاحقة السيطرة عليها”.
ولأنّ الهوّة تزداد يوما بعد يوم، على محور “8 و 14 آذار” من جهة، والمحور السنّي-الشيعي من جهة أخرى، يرى جعجع أنّ بداية العبور إلى الحل للأزمة الراهنة، وتدارك الفتنة السنيّة-الشيعية، هو تشخيص المشكلة الأساسية من دون مواربة ومن دون خوف أو مسايرة، والمشكلة اليوم بنظره هي في “حزب الله” الذي لا يتوانى عن توريط لبنان، في حروب عبثيّة بداعي القضاء على الإستعمار العالمي، سائلا : ما الذي يمنع الحزب بعد الحرب السوريّة، التوجّه نحو الجولان لتحريره، ومن ثمّ إذا تحرر الجولان ما الذي يمنعه أن يختلق ذريعة تحرير القدس، ومن ثمّ التوجّه إلى العراق للدفاع عن حكومة المالكي، وبعدها إلى السعودية لحماية المزارات المقدسّة..إلخ؟ ويجيب لا شيء يمنعه من ذلك طالما أنّ مستوجبات الدفاع عن المشروع الإيراني تتطلّب ذلك.
الحكومة والتمديد للقادة الأمنيين
وعلى اعتبار أنّ مشروع “حزب الله” هو نقيض الدولة اللبنانية أي مشروع قوى الرابع عشر من آذار، يجدد جعجع المطالبة بضرورة عدم إشراك الحزب في حكومة الرئيس تمّام سلام “لأنّ ذلك سيقضي على ما تبقى من سياسة النأي بالنفس وسياسة الحياد التي فضّل لبنان إنتهاجها لتجنّب نيران الأزمة السوريّة، ولكن ذلك لم يحصل بسبب أنّ حزب الله فاتح على حسابو”، مضيفا “وما الضير من عدم مشاركة الحزب في الحكومة، وهو الذي شكّل حكومة على قياسه، ومن دون مشاركة قوى الرابع عشر من آذار، دون أن يرف له جفن، علما أنّ استبعاد حزب الله لا يعني استبعاد الطائفة الشيعية، على اعتبار أنّ الحصّة الوزارية الشيعية مكانها محفوظ داخل الحكومة”.
من هنا، يدعو جعجع الرئيس سلام إلى المبادرة والإسراع في تشكيل الحكومة، وعدم تضييع المزيد من الوقت، مفصحا في هذا المجال عن اتصال أجراه بالرئيس المكلّف قبل يومين طالبه بتقديم تشكيلته الحكوميّة إلى رئيس الجمهوريّة، معتقدا في هذا المجال أنّ تفجير الضاحية الجنوبية سوف يسرّع في عمليّة التشكيل “كون الأمور بلغت حدّا لا يطاق”، محذّرا هنا من مغبّة أي ردّة فعل قد يقدم عليها “حزب الله” في حال تشكّلت الحكومة من دونه “لأنّ الحزب بذلك يكون تجاوز الخطوط الحمراء وارتكب الخطيئة الكبرى”.
إذاً، وعلى وقع تزايد الكباش الإيراني-السعودي في المنطقة، من سوريا ومرورا بمصر ووصولا إلى لبنان، يخشى جعجع من دخول البلاد في الفراغ على كافة الجبهات، بدءا من المجلس النيابي “حيث يصرّ الرئيس برّي مدفوعا على ما يبدو من حزب الله، على جدول أعمال موسّع يناقض فعليّا العمل التشريعي في ظل حكومة تصريف الأعمال”، ووصولا إلى القادة الأمنيين “حيث انتهت ولاية مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي من دون الإتيان بأصيل، والخوف من أن تنتهي ولاية العماد جان قهوجي أيضا من دون الإتيان بأصيل، بما يدخل البلاد ساعتئذ في مجهول الفراغ الأمني، وحينها الخوف كلّ الخوف من العرقنة أو الصوملة”.
وعلى هذا الأساس، هل تؤيّد “القوات اللبنانية” التمديد لقائد الجيش؟ يقول جعجع إنّه “في حال لم تتشكّل حكومة جديدة قبل انتهاء ولاية العماد جان قهوجي، فإننا في قوى الرابع عشر من آذار نصرّ على أن يشمل التمديد اللواء أشرف ريفي أيضا، انطلاقا من المشروع المعجّل المكرر الذي قدّمه نواب تيّار المستقبل قبل انتهاء ولاية ريفي، أمّا وإن تشكّلت الحكومة وتراجعت حظوظ التمديد لقائد الجيش وتعيين قائد جديد، فساعتئذ لا يعود الحديث عن التمديد لريفي ذي جدوى، وبين هذا أو ذلك فبالنسبة لنا الأمور مفتوحة على جميع الإحتمالات”.
تحالفات جديدة
وهل سينسحب هذا “الستاتيكو” على استحقاق الرئاسة الأولى، يرى جعجع إنّ ترشّحه لرئاسة الجمهورية سابق لأوانه وأنّ “حزب الله الذي لم يعد لديه شيء ليخسره، حتما سيعمل على إفشال هذا الإستحقاق مثلما يفعل اليوم في موضوع تشكيل الحكومة، مما سيضعنا مجددا أمام مأزق الفراغ، على اعتبار أنّه في ظل غياب الحل الوسط عند الحزب، فالبلاد ستقع حتما فريسة مطامع حزب ولاية الفقيه، الذي حتّى بكركي ضاقت ذرعا من تصرّفاته”، معرّجا في هذا الإطار على ما دار في اجتماع لجنة الحوار بين بكركي وحزب الله، قائلا إنّ “القوات اللبنانية مع تقارب بكركي-حزب الله، ويوم المنى أن تتمكّن بكركي حيث فشلنا في إقناع الحزب بتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني، والعودة إلى كنف الدولة بشروط الدولة اللبنانية”.
وكيف ينظر جعجع، إلى تقارب عون والمملكة العربية السعوديّة؟ وهل بات يمكن الحديث عن خارطة طريق سياسية جديدة في ظل نعي برّي لتحالف قوى الثامن من آذار؟ يردّ بالقول إذا كان نعي برّي لتحالف 8 آذار صحيحا وليس خدعة مركّبة كما أعتقد “فالله يسمع منّو وياخد بيدّو”، ملمّحا في هذا المجال إلى إمكانية حصول تموضعات سياسية جديدة مستثنيا منها حزب الله والقوات اللبنانية “خصوصا وأنّ العماد ميشال عون، ومن أجل كرسي رئاسة الجمهورية، ومن أجل الإتيان بصهره قائد للجيش، مستعد لنقل البندقيّة من كتف إلى كتف، مثلما فعل عام 2006 حيث وقّع ورقة التفاهم المشؤومة مع “حزب الله” طمعا برئاسة الجمهوريّة”.
المشهد العربي
وبالإنتقال إلى التطورات الحاصلة في المنطقة العربية، يوضّح جعجع حقيقة شعار “فليحكم الإخوان” الذي رفعه بعد انتخاب مرسي للرئاسة المصريّة، فيقول مستعينا بالتصريح الحرفي الذي أدلى به إلى إحدى الصحف “فلنحتكم إلى ديمقراطيّة الشعب، والشعب العربي بات ناضجا ولا يمكنه العودة إلى القمقم، وبالتالي إذا وجد الشعب المصري أنّ حكم الإخوان سيئا فسيثور عليه”، ومستدركا “الشعار كان صائبا، بدليل ما حصل حيث خرج المصريون بالملايين وبمشهد غير مسبوق ضدّ حكم الإخوان، وتمكنوا بانقلاب شعبي وليس عسكرياً من إسقاط مرسي، الذي يعادل سقوطه سقوط الإسلام السياسي في مصر مهد حركة الإخوان المسلمين”.
وعن الوضع في سوريا، وتقدّم قوّات الأسد في مناطق استراتيجية من البلاد، يؤكّد جعجع أنّ الرئيس السوري بشّار الأسد لن يبقى في السلطة “لأنّ المعادلة باتت اليوم لا الأسد ولا النصرة”، ولذلك ما يجري اليوم في سوريا هو عمليّة كر وفر، حيث ينجح النظام في مكان وتنجح المعارضة في مكان آخر “ومن هذا المنطلق النظام سيسقط بغض النظر عن التوقيت والفارق الزمني”.
ويكرر جعجع أنّ لا خوف على المسيحيين في الشرق، داعيا إياهم إلى الصمود في أراضيهم، لأنهم جزء لا يتجزأ من هذا الشرق “الذي مصير الأقليات والأكثريات فيه سيّان، ولذلك وعلى الرغم من أنّ الخوف موجود على الأقليات، ولكن ذلك مرهون بمدى تأقلمهم مع التطورات والنظم السياسية البديلة عن الدكتاتوريات الحالية”.
جاء ذلك في خلال استقباله وفد رابطة خريجي الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية برئاسة الزميل الدكتور عامر مشموشي.
«إيران والسعوديّة دخلتا في مُواجهة مُباشرة ومُكلفة على كلّ الجبهات وربّما دخلنا في المجهول»
جعجع : هناك مُشكلة مع جنبلاط وودّ مع بري وخلاف جذري مع حزب الله
تبدّلات عون شخصيّة والتمديد لقهوجي إذا تشكّلت الحكومة ولا يُمكن أن نغطي أخطاء الجيش
كتب رضوان الذيب في صحيفة “الديار”:
يخرج الاعلاميون من معراب بصورة قاتمة لمستقبل الاوضاع في البلد، بعد الجلسة مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في «مربعه الامني» الهادئ في معراب والمعاكس للصورة السياسية السوداء لمستقبل البلد اليي يطرحها «الحكيم» جراء قراءته للتطورات في ظل الصراع الكبير في المنطقة ودخول لبنان المواجهة المباشرة لاتون الصراع السعودي – الايراني، ومن هنا فإن جعجع خائف جدا على الاستحقاقات والبلد ومصير الجمهورية اللبنانية برمته وليس استحقاق الرئاسة فقط والاستحقاقات الاخرى.
ورغم الاجواء الودية التي يحاول الدكتور جعجع اضفاءها خلال اللقاء مع رابطة خريجي كلية الاعلام، عبر سيل من «النكات» بين «الجملة والجملة» باتجاه العماد «عون» و«الاورنج» مع «طراطيش» لكنها تحمل الكثير من الجدية عند مقاربة الخلاف مع حزب الله وود لافت تجاه الرئيس نبيه بري، وعدم فهم «جنبلاط» حتى الآن بتصرفاته رغم تطابق «الكريزما» بيننا، وكل ذلك مصحوبا بقلق ظاهر يعيشه «الحكيم» في نظرات عينيه وحركات يديه الدائمتين، وهذا ناجم ربما عم اصاب الرجل من اهوال في مسار حياته السياسية، وبالتالي يصبح تفسير الاجراءات المشددة حتى على مداخل اسوار «قلعته الامنية» بالامر الطبيعي، خصوصا ان من يجلس مع الدكتور جعجع يصل الى استنتاج ان هذا الرجل لا يمكن ان يعيش دون «خصومات» و«منازلات» دائمة يصر الان على مغادرة طابعها العسكري، وانه دفع كالآخرين ثمن هذه «التجارب» التي فرضت عليه حيث «تحملنا وزر اخطاء الاخرين، وعدم تمكنهم من التأسيس لقيامة الدولة».
وفي المقابل ايضا، يزداد «الرسوخ» اكثر فاكثر عند محاوري الدكتور جعجع ان هذا الرجل ما زال هو هو، يهوى التطرف و«المغامرة» ويكره «الاعتدال» ولا يتعايش مع «الوسطية» و«يا ابيض يا اسود لكن مش رمادي» ويعتبر العماد عون سبب كل مآسي البشرية والنكبات التي حلت بالمسيحيين، ولا يمكن التفاهم معه، وهذه هي الحقيقة وليس مجاملات.
اما حزب الله، فهو في قلب المشروع الاسلامي في لبنان وصميمه وكل تضحياته حتى ضد اسرائيل خدمة مشروعه، اما بشار الاسد فهو الى زوال دائم وحتمي وايران العدو اللدود، والمالكي على الطريق نفسه، وبوتين محركهم الاكبر، اما «القوات اللبنانية» فتمثل «الملاك» و«الصفاء» والنقاء المسيحي، ولا احد سواها اما الحلفاء «فجيدون» نوعا ما وهذا ما يؤكد ويجزم لاي سياسي او اعلامي يعرف ان يتابع اخبار «الحكيم» انه لم يغادر طروحاته السياسية مطلقا وما زال متمسكا بنظرية «الانتقال السكاني السلمي والهادئ والطبيعي من منطقة الى اخرى كي يحصل النقاء الطائفي بدلا من ان يحصل ذلك بالدم والدموع والمجازر»، وهذا ما طرحه خلال حرب الجبل وقبل المواجهة الكبرى في ايلول 1983 رغم ان لهذا الطرح معضلة كبرى تتمثل بكيفية حل عقدة «الجنرال» واستحالة الوصول الى تفاهمات معه.
يبدأ «الحكيم» حديثه بإدانة متفجرة الضاحية الجنوبية ووصف ما جرى بالعمل المجرم، لكنه يستطرد بـ«دخلنا بحقبة جديدة وخطرة»، و«جلبنا الدم الى كرمنا» محملا المسؤولية المباشرة الى حزب الله ودخوله في لب الازمة السورية، و«ورطنا وورط نفسه والبلد» لكن الاسوأ بنظر الدكتور جعجع ما حصل في طرابلس من اطلاق نار ابتهاجا يمتفجرة الضاحية، وللامر دلالة خطرة، والسبب في الوصول الى هذا الانقسام هو حزب الله هناك «شارع» معين بدأ ينظر الى حزب الله نظرة شك وريبة، وبالتالي على حزب الله اعادة النظر في مواقفه قبل «المجهول».
ويضيف «اشك» ان يعيد حزب الله النظر في مواقفه، فحزب الله ليس عميلا لايران، فهم بالاساس في صلب عقيدة الثورة الاسلامية ولذلك لن يعيدوا النظر في مواقفهم.
* وهنا قاطعه العديد من الزملاء الصحافيين «اين مسؤولية الفريق الاخر وحزب الله من «العصر» في سوريا اما حلفاؤك في تيار المستقبل فمنغمسون في سوريا بكل شيء ايضا، وحتى الرياض؟
– «هذا امر مناف للحقيقة»!
* كيف؟
– المستقبل مع الدولة ومشروع الدولة، لكن السيد نصرالله قال بوضوح نحن لا نثق بالدولة ولا يريدون الدولة.
* لكن حضرتك قلت في حديث صحافي «فليحكم الاخوان».
– هنا انتفض الحكيم بحدة وكأنه اصيب بالصميم جراء هذا الكلام طالبا من مستشارته الاعلامية احضار نسخة عن هذه المقابلة «واعاد علينا قراءة النص بحذافيره وبانه لم يذكر هذه الجملة» ومصرا على قراءة الجملة اكثر من مرة وتوزيعها على الاعلاميين».
* اذا ماذا عن موقفك من السلفيين؟ فأجاب «موقفي من السلفيين مثل موقفنا من حزب الله، نحن ضد مشروع حزب الله وضد مشروع الاسير والسلفيين.
* لكن ماذا عن مشاركة المستقبل في سوريا وظاهرة التطرف؟
فرد قائلا ودون اي حماس «مشاركتهم تختلف عن مشاركة المستقبل» وحاول الحكيم وقف السجال حول هذا الملف عند هذا الحد قائلا «اسألوا المستقبل عن مواقفه».
* وماذا عن السعودية؟ فرد «هناك دعم سعودي للمعارضة وليس مشاركة!
* لكن المستقبل حاول تغطية حركة الاسير؟
يا خيي «اسألوا تيار المستقبل ولماذا الاسئلة موجهة لي»؟ شو يا حكيم نسيت انك حليفهم!
فعدل جعجع في جلسته وقال «نحن مع الجيش ضد حركة الاسير «الخنفشارية» وكل اخبار المستقبل مع الجيش، لكن هناك واقع خطر لا يمكن تجاهله وبدأ ينمو حاليا، حيث ترتسم معالم خط في الطائفة السنية ان الجيش ليس لهم، وليس للطائفة السنية، بل انه «جيش الشيعة» وهذه الفكرة يجب «سحبها» من عقول الناس «نحن مع الجيش لكن هناك تجاوزات لا يمكن السكوت عنها ومثلا اين التحقيق في قتل هاشم السلمان امام السفارة الايرانية، وكيف يترك الجيش مسلحين اخرين يشاركونه عملية عبرا، كيف قتل سامر حنا ولماذا سكت الجيش، نحن ضد هذه الممارسات.
* لماذا النظر في عين واحدة للامور «السلفيون مارسوا كل انواع ضرب الاستقرار في البلد وقوى الامن غطتهم، فرد «لا اوافق على هذا الامر «يا خيي اسألوا المستقبل»، لست محامي الدفاع عنهم. وعاد «الحكيم» الى حزب الله «ونغمة» عدم ايمانه بالدولة ووضع كل جهده وثقله لبقاء بشار الاسد واضاف «حزب الله مخالف دائما وهو لا يريد الاشتراك في الحكومة لخدمة الدولة اللبنانية، بل لخدمة مشروعه.
ويذهب «الحكيم» الى ابعد من ذلك بكثير دون تقدير للعواقب وما تخلفه على البلد قائلا: «انا ضد تمثيل حزب الله في الحكومة» ولن نشارك في حكومة يشترك بها حزب الله» وقال له احد الزملاء «هذا الامر فيه مغامرة كبرى على البلد وهل تقلع حكومة من دون حزب الله» فأجاب «نعم وما المشكلة»، وليسمح لنا الحاج محمد رعد عندما قال «لا حكومة من دون حزب الله» هذا تهديد، واذا حزم الرئيس سلام امره «تمشي الحكومة» وما المشكلة.
* ماذا تفعل بالشيعة، هل ترميهم في البحر؟
– كلا، هناك شيعة معتدلون فليشاركوا، فرد احد الزملاء «وماذا يمثلون، فقال ضاحكا: «كما يمثل نجيب ميقاتي في السنة، عذرا ميقاتي صديقي، واسحب كلامي، واقول كما يمثل حسان دياب في السنة مثلا».
فقيل له: انها مقاربة مختلفة ولعب بالنار وبالبلد، فقال: لماذا؟ واستطرد «اذا تمثل حزب الله في الحكومة كيف سيكون البيان الوزاري، واقول بصراحة اذا لم يتم تدارك الموقف ذاهبون الى المجهول.
* كلامك يعني خراب البلد، يجيب بحدة، ارفض هذا التشخيص، نريد حكومة من شخصيات معتدلة وهذه ليست حكومة امر واقع.
ثم انتقل الحديث الى مكان آخر، معيدا التأكيد ان الكباش الايراني – السعودي دخل في مواجهة مباشرة على كل الجبهات.
وعن التمديد لقائد الجيش حاول جعجع الهروب من الجواب دون اعطاء رد مباشر لكنه قال: التمديد لقائد الجيش يجب ان يكون من الحكومة الجديدة، فليسرعوا في تشكيل الحكومة وليمدد لقائد الجيش.
واذا لم تشكل الحكومة؟
اجاب: عندها حسب الظروف وفي وقتها «لكل حادث حديث».
* يبدو انك متفق مع العماد عون على عدم التمديد للعماد جان قهوجي.
– فرد، معاذ الله.. اتفق مع العماد عون في هذا الامر، العماد عون يرفض التمديد لقهوجي لانه يريد صهره العميد شامل روكز لقيادة الجيش، ولهذا يرفض قهوجي من منطلقات شخصية كعادته.
* في ظل هذا الصراع الماروني هل انت مرشح لرئاسة الجمهورية؟
– دخيلك بشو عم تحكيني، اذا بقي في جمهورية منفكر.
* هل تعتقد بوجود تموضعات سياسية جديدة؟ هناك فريقان لا يعيدان النظر في مواقفهما «نحن» و«حزب الله» ونحن مشروعنا السياسي واضح ومعروف وكذلك حزب الله، اما العماد عون «فيبدل» حسب الربح والخسارة لانه ليس عنده حسابات عقائدية او ايديولوجية الامور شخصية فقط.
* لكن العماد عون نجح في فتح علاقة مع السعوديين، وهذا اثار غضبكم. فأجاب بحدة: هل تراجع عون عن نظرته «الوهابية» بالنسبة للسعودية، واللقاء مع السفير السعودي في الرابيه كان للصورة والسؤال عن العائلة والاحوال والاولاد «مثلما يجلسون آل الخازن ويبدأون السؤال عن الاولاد والصحة والعائلة»، عون لا زال عند نظرته للسعودية بأنها وهابية.
* ماذا عن العلاقة مع المستقبل؟
– علاقتنا تشبه علاقة «الرجل والمرأة، وساعة هيك وساعة هيك» لكنه تجاهل الحديث عن عودة سعد الحريري من السعودية وموقفه من ذلك.
* وكيف هي العلاقة مع جنبلاط؟
– للحقيقة ليس هناك اخذ ورد مطلقا معه، لا اعرف ما هو السبب، العلاقة مقطوعة ربما يريد مسايرة حزب الله، كنا نلتقي دائما خلال فترة الـ2005 وكنا اكثر طرفين متفاهمين، كما كان هناك «كريزما بيننا».
اعتقد ان المشكلة بسبب تعالي جنبلاط علينا، ربما بسبب علاقته بحزب الله، «على فكرة» لماذا لا تسألون جنبلاط عن الامر، نتمنى جوابا، لا اعرف سبب القطيعة.
* اللافت انه في ظل هجومك على حزب الله اجتمعت لجنة التواصل بين حزب الله وبكركي، فقال: اتمنى ان تنجح بكركي في اقناع حزب الله لاننا نحن فشلنا في ذلك، واستطرد: ان حزب الله لا يريد قراءة بيان المطارنة الموارنة الاخير جيدا، وهو يشبه بيان المطارنة عندما دعا لانسحاب الجيش السوري في ايلول 2000.
ثم عاد للحديث دون اي سبب عن العماد عون وبأنه قام بحرب الالغاء من اجل الرئاسة وخدعوه ولعبوا عليه.
ورفض جعجع فكرة الخوف على الاقليات، معتبرا انها فكرة عونية، لان الخطر على الاقليات والاكثريات في هذه المنطقة واحد، داعيا الاقليات الى ان يكونوا اقوياء ويتمسكوا بأرضهم.
* «حكيم» دائما تعطي مواعيد وتتراجع عنها وحضرتك قلت ان الرئيس الاسد سيغادر منذ اشهر.
– نعم، قلت هذا الكلام، ولو تأخر الموضوع فالاسد سيرحل عاجلا ام آجلا.
* لكن الجيش السوري يحقق انجازات اخيرا؟
– أي إنجازات، القصير ضيعة صغيرة، حتى ولو اخذ حمص او الرستن «لا سمح الله» فانه سيرحل.
اذا انت مع مشروع فليحكم الاخوان، فقال: هل عدنا الى هذه النغمة، لا الاسد ولا النصرة سيحكمون سوريا.
لكن الولايات المتحدة تراجعت عن دعم المعارضة. فأجاب استراتيجيا. الادارة الاميركية الحالية لا تملك سياسة خارجية في المنطقة.
وعن الاستحقاق الرئاسي قال: حزب الله يريد رئيسا على «ذوقه» او لا انتخابات رئاسية ولا يريد حلولا وسطية، في كل الملفات وبالتالي الامور ذاهبة الى المجهول في كل الملفات.