أنجزت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية التحضيرات اللازمة لاطلاق حملة وطنية شاملة للتحصين ضد مرض شلل الاطفال وذلك على مرحلتين الاولى بين 8 و12 تشرين الثاني الجاري والمرحلة الثانية بين 6 و10 كانون الاول المقبل. وقد احاط وزير الصحة علي حسن خليل جميع الوزارات والمؤسسات علما بهذه الحملة لتأمين التجاوب معها حماية للاطفال اللبنانيين والاطفال النازحين من سوريا من كل الجنسيات.
وجاء في الكتب التي أرسلها الوزير خليل إلى الوزارات والمؤسسات المعنية بهذه الحملة أن ثمة إصابات ظهرت في صفوف عدد من الاطفال في سوريا بينهم 10 في بلدة دير الزور السورية، الامر الذي حتم المباشرة بسلسلة انشطة للتحصين ضد شلل الاطفال منها الحملة التي ستتم على مرحلتين، علما أن لبنان يعتبر وبشهادة لجنة الاشهاد الاقليمية في منظمة الصحة العالمية، خال من مرض شلل الاطفال منذ أكثر من 12 عاما، لأن وزارة الصحة عهدت من خلال البرنامج الوطني للتحصين للحفاظ على موقع لبنان المتقدم في مكافحة مرض شلل الاطفال، بحيث عززت التلقيح الروتيني، جعل نسبة التغطية التحصينية للقاح شلل الاطفال لا تقل عن 98 % للجرعة الاولى التي تعطى للاطفال بعمر الشهرين و96% للجرعة الثانية التي تعطى للاطفال بعمر الستة أشهر.
وبناء على توصية اللجنة الوطنية للاشهاد ضد شلل الاطفال، ونظرا لما يشهده لبنان من اكتظاظ سكاني ونزوح متواصل قد يساهمان في اعادة دخول فيروس شلل الاطفال، قررت وزارة الصحة تنظيم الحملة الوطنية للتلقيح من منزل الى منزل، ضد مرض شلل الاطفال مستهدفة جميع الاطفال من عمر يوم حتى خمس سنوات من اللبنانيين وغير اللبنانيين بغض النظر عن عدد الجرعات السابقة وتوقيتها. وتنظم هذه الحملة بالتعاون مع وزارات الشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم العالي والاعلام والداخلية والبلدات ومؤسسات القطاع الاهلي المعنية والتجمعات العلمية والمهنية وبدعم من منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف وسيعطى اللقاح مجانا للاطفال من خلال الفم.
وتنفيذا لدعوة وزير الصحة، باشر اطباء الاقضية بالاتصال بالمسؤولين عن المستوصفات والمراكز الصحية لاطلاعهم على تفاصيل الحملة وتسليم اللقاحات وآلية التنفيذ مجانا ولا سيما في المدارس ودور الحضانة والمراكز الصحية التي ستفتح أبوابها أمام جميع المواطنين على مختلف جنسياتهم لحماية الاطفال الموجودين في لبنان .
اضاءة على مرض شلل الاطفال
وفي اطار التوعية على مرض شلل الاطفال، أوضحت مراجع طبية ” للوكالة الوطنية للاعلام” ان الشلل مرض فيروسي معوي شديد العدوى يسببه فيروس البوليو عادة للاطفال وينتقل بسرعة خصوصا بين الاطفال ما دون الخمس سنوات، عبر الفم او البراز في المراحيض وخصوصا اماكن الصرف الصحي المكشوفة وتتراوح شدة المرض بين بسيطة الى مرض يصحبه شلل رخوي في الاطراف وخصوصا الجزء السفلي من الجسم، ويمكن للاصابة ان تبقى لمدى العمر.
ان هذا المرض ينتقل بين شخص وآخر بسرعة ويمكن أن يصبح وباء، ما يفرض آنذاك عزل المريض بالمستشفيات في حال اصابته بالمرض او الاشتباه به واعطائه العلاجات اللازمة للحالات المترخية. والعلاج بسيط لكنه يحتاج الى ارادة، وهناك مضاعفات يمكن ان يسببها للمريض ومنها: الالتهابات الرئوية، قصور في عضلة القلب، التهابات بالمسالك البولية حدوث اعاقة موقتة او دائمة.
إشارة إلى أن الاصابات بشلل الاطفال انحسرت في السنوات الاخيرة نتيجة التطعيم او التلقيح، لكنه ما زال موجودا في بعض الدول مثل افغانستان وباكستان والهند ونيجيريا. وأكدت بيانات حديثة لمنظمة الصحة العالمية وجود اصابات في شمال شرق سوريا وخصوصا في منطقة دير الزور، إضافة إلى وجود الفيروس في مصر وفلسطين في مياه الصرف الصحي.
التلقيح سلاح الوقاية
ويقول الاطباء ان التلقيح يعتبر السلاح الاساسي للوقاية من هذا المرض ويتم عبر اعطاء فيروسات معدومة الفعالية تسبب عمليا في حماية الاطفال من هذا المرض علما أنه لا يوجد علاج شاف لمرض شلل الاطفال لكن يكون للتركيز على الاتقاء من المضاعفات ويتطلب إعادة تأهيل على المدى الطويل بما في ذلك السنادات والاحذية الطبية الخاصة وفي بعض الاحيان العمل الجراحي”.
واللقاح على نوعين الاول عن طريق اعطاء قطرتين بالفم وهو الافضل لأنه يحمي الشخص والبيئة التي يعيش فيها، والثانية من خلال التلقيح بالإبرة وهو للحماية الشخصية، إلا أنه في الحملات الوطنية يعتمد اللقاح ذو القطرتين في الفم لحماية البيئة والدفاع ضد الفيروس البري.
ويمنع اعطاء اللقاح للاشخاص الذين يعانون من حساسية من اللقاح والذين سبق أن تلقحوا وكان اللقاح قد سبب لهم الحساسية وكذلك للاولاد او الاشخاص المصابين بحرارة مرتفعة والمرضى الذين يعانون من نقص في المناعة.
بكلمة، لقحوا أطفالكم لأن الندم لا ينفع.