مسيحيو صيدا والشوف مستاؤون من تهجّم المطران نصار على «القوات»
تحرّكات باتجاه بكركي والفاتيكان لمواجهة التشرذم داخل الصف المسيحي
أكدت مصادر في «القوات اللبنانية» أن تحركاً يجري العمل على تهيئته من قبل مجموعات من مناصري «القوات اللبنانية» ومحازبيها من ابناء مناطق الشوف وصيدا ومعظم قرى الأبرشية المارونية والتابعة لسلطة المطران الياس نصار لتتجه نحو بكركي في حركة رفضية لما قام ويقوم به المطران نصار، على خلفية «حقد دفين» ضد «القوات اللبنانية» ورئيسها الدكتور سمير جعجع. وقد أشارت المصادر نفسها إلى أن المطران نصار قد أصرّ في أكثر من مناسبة راعوية وإعلامية على مهاجمة رئيس القوات بشكل مباشر وغير مسبوق من قبل رجل دين ضد أحد أبناء طائفته، الأمر الذي شكّل إزعاجاً واستفزازاً لمعظم رعايا المنطقة، الذين عمدوا إلى توزيع مناشير مناهضة للمطران نصار وأدائه الإستفزازي في مرحلة صعبة ومصيرية يمرّ فيها المسيحيون اليوم، وتطالب الفاتيكان وبكركي بالتحرّك الفوري لوقف إمعان أحد المسؤولين الكبار في عدم جمع القطيع بدل المساهمة المباشرة في تشتيته.
من جهتها، لاحظت المصادر نفسها أن مطران صيدا ودير القمر للطائفة المارونية، لم يرعوِ أو يندم على حركته الأخيرة، الأمر الذي جعل بعض المطارنة الموارنة يظهرون استياءهم منه، وكذلك بعض الكهنة الذين لا يؤيدون المطران نصار في طروحاته، وهم يحضّرون للقيام بتحرّك ومجموعة اتصالات باتجاه الصرح البطريركي ومراجع أخرى تضع الأمور في نصابها وتمنع التسيّب الحاصل على هذا المستوى. وكشفت المصادر أن رجل دين غير ماروني أساءه ما يطرحه المطران نصار في بعض المحطات، سيبدأ بعد غد الأربعاء حركة متقدمة بغية منع تكرار التجارب الإستخباراتية السابقة في الإساءة والتشويه إلى صورة رئيس حزب «القوات اللبنانية» من جهة، كما قطع الطريق على وصول «الإصلاح الفرنسيسي» الذي يقوده البابا فرنسيس إلى كنائس الشرق، وهذا التحرّك لن يقتصر على الطوائف المسيحية في لبنان، بل إلى سواها في خارجه . اشارت المصادر القواتية الى أن نائب رئيس حزب القوات النائب جورج عدوان سوف يكون له موقف عنيف مطلع هذا الأسبوع ، وهو لن يكتفي، بحسب أوساط شوفية مواكبة، بمجرد الكلام عن هذا الملف. وفي المحصّلة، تابعت الأوساط نفسها، إن ما فعله المطران الياس نصار قد اشعل النار في هشيم الرعية الشوفية الساخن، والتي على ما يبدو، تبدي استياء كبيراً منه في مواضيع عدة لها علاقة بحركة الرعايا إجتماعياً وكنسياً وسياسياً وإنمائياً، وهي تؤثّر على العيش المشترك الدرزي ـ المسيحي، خصوصاً بعد مصالحة الجبل التاريخية، والتي دفعت «القوات اللبنانية» ثمناً كبيراً فيها نتيجة أخطاء سواها.
من جهته، لفت مصدر مسؤول في «القوات اللبنانية» في منطقة صيدا، إلى أن حزب القوات لن يسكت عما فعله ويفعله المطران نصار، لأنه لا يشكّل إساءة إليها فحسب، إنما إلى الكنيسة الرسولية التي لطالما استشهدت واعتقلت القوات من أجل الدفاع عنها وعن خلفيتها السياسية والإجتماعية بشكل أساسي، فلا يجوز اليوم أن يستهتر أسقف بتضحيات المجتمع المسيحي وناسه، فيحوّلها إلى جريمة أو يستخفّ باعتقال المقاومين والمناضلين القواتيين من رئيسهم سمير جعجع إلى شهيدهم الأول الرئيس بشير الجميّل فيحوّلها إلى «زعرنة»، كما وصفها المصدر، ويجعل بسبب انتمائه السياسي من القاتل لشعب ووطن ومجتمع مقاتلاً، ومن المقاتل قاتلاً ومجرماً. إن القوات، أكد المصدر المسؤول نفسه، التي لن تقبل بديلاً عن الدولة وعن النشاط السياسي في محاسبة هكذا مستهترين أو عن الكنيسة في حال بلغ الإستهتار برجل دين وصاحب سلطة، هذا الحد، سوف تتحرّك تحت هذه المظلّة للوصول إلى أكبر المراجع الكنسية حسماً لهذا الملف.