بحسب ما نعلم ، فإن حزب الله ينتمي في مرجعيته العقيدية والسياسية إلى الولي الفقيه ، ويرتبط جوهرياً بالجمهورية الإسلامية الإيرانية .
وبحسب ما نعلم أيضاً ، فإن حزب الله يدافع ويدفع ضريبة الدم لصالح النظام السوري الذي يدّعي العلمانية ومحاربة التطرّف الإسلامي .
وبحسب ما نعلم أيضاً وأيضاً ، فإن التيار الوطني الحر اللبناني العلماني في حالة تحالف موثّق مع حزب الله الديني الإسلامي الشيعي الصافي .
ولن نسأل لماذا وكيف وإلى متى ؟ ولكن لا بأس من إنعاش الذاكرة القصيرة لدى البعض .
يقول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حديث لل “إل بي سي” مع الصحافي الشهيد جبران التويني ضمن برنامج رئاسيات 1995 ، واسمعوا جيداً :
إن حزب الله حركة إسلامية جهادية عقائدية . الإسلام بالنسبة إلينا هو دين في المسجد والمدرسة وفي الشارع وفي الدولة ومؤسساتها . هو دين قادر على الثورة وقادر على بناء الدولة .
ويضيف السيد نصرالله : إننا كحركة إسلامية ،لا أكون صادقاً مع نفسي وأناور ، إذا قلت إنني لا أطمح إلى يوم أقيمُ فيه دولة إسلامية في لبنان . الدولة الإسلامية هي الحل لمشكلة المجتمع ولو كان فيه تعدد !
وإنني يوم أشعر بإمكان قيام دولة إسلامية سأقيم الدولة الإسلامية . ومتى يتوافر هذا الإمكان ؟ يتوافر عندما تجمع على ذلك غالبية الشعب اللبناني .
ما قولكم في هذا الكلام . هل أصبحتم تدركون ماذا يعني حزب الله عندما يعلن أنه يمثل الأكثرية الشعبية ؟
هل أصبحتم تدركون ماذا يريد حزب الله من الهيمنة على الدولة ومؤسساتها ؟
هل أصبحتم تدركون إلى ما يرمي حزب الله من التشكيك في اتفاق الطائف والدعوة إلى مؤتمر تأسيسي ليطرح المثالثة مكان المناصفة صريحة او مقنعة ؟
إن هذا ما أوحى به في الساعات الماضية كلام النائب طلال إرسلان وبعده أحد وزراء تكتل التغيير والإصلاح ، وهو ما ندعو الكنيسة وآباءها إلى التنبه له ، بدلاً من دعم بعض أساقفتها “عل العمياني” من يغطي من المسيحيين رهانات الإطاحة بالصيغة اللبنانية والتوازن الوطني .
من له أذنان سامعتان فليسمع ، ومن يعاني الصمم أو يفتعل الطرش ، لا بد أن يسمع شيئاً من دوي الإنهيار الكبير لا سمح الله ، ولو سمح حزبه ! والسلام .