رأى منسق الامانة العامة لـ “14 آذار” النائب السابق فارس سعيد ان “حزب الله” فقد القدرة السياسية والعسكرية التي يستطيع بها فرض شروطه على الشعب اللبناني وبالتالي عقد مؤتمر تأسيسي لتغيير النظام في لبنان، وان الحزب حالياً لا يريد قطع “شعرة معاوية” مع 14 آذار لانه لا يستطيع تحمل مواجهة مع حالة وطنية ومذهبية كبيرة في لبنان كونه غارقاً في “فيتنام سوريا”.
وقال سعيد: “ميشال عون ليس مرشحاً توافقياً وهو كان عدائياً للآخرين منذ عودته للبنان عام 2005، وهو يسعى الآن ليكون مرشحاً توافقياً عبر الانتقال من ضفة الى اخرى بصورة انتهازية، ودعمه لا يكون إلا عبر قرار من قيادة 14 آذار وليس من اي فرد فيها”.
واعلن ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مرشح 14 آذار وصوتت له وبرنامجه هو من صلب فكرها وسحب ترشحه يبحث في قيادة 14 آذار وليس فردياً، وان تأييد 14 آذار لترشح جعجع جعل الاستحقاق يأخذ بعداً لبنانيا، ولكن مع استمرار غياب التوافق الداخلي سيرجح كفة التدخلات الخارجية في الاستحقاق الرئاسي.
ورأى ان “ما قامت به بكركي بجمع الاقطاب المسيحيين حول قانون الانتخابات والاستحقاق الرئاسي ارفضه وضده، فمسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية مسؤولية وطنية وليست مسؤولية المسيحيين وحدهم”.
واعلن سعيد ان “زيارة البطريرك الراعي للقدس عمل شجاع وضد تهويد المدينة المقدسة، وهي خدمة للقضية الفلسطينية وفي حال زار القدس سيكون البطريرك المقاوم الاول وسيجعل كنيسة الموارنة كنيسة للعرب”.
وهنا نص الحوار الكامل مع منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الذي سلط الضوء على موقف 14 آذار من مسار الانتخاب الرئاسي، وجاءت وقائعه على الشكل التالي:
حوار: د. عامر مشموشي، حسن شلحة
“حزب الله” لا يريد قطع شعرة معاوية مع 14 آذار
لأنه غارق في “فيتنام سوريا”
{ البلد يعيش ازمة انتخابات رئاسية برأيك الى اين ذاهب الاستحقاق الرئاسي؟
– الازمة التي يعيشها لبنان اليوم ليست نتيجة معركة رئاسة جمهورية، وانما هي نتيجة لوجود السلاح غير الشرعي الساعي للإمساك بمفاصل القرار السياسي في لبنان، وهو الذي يرمي بثقله اليوم امام استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو عادة اصحابه ما يستخدمون هذا السلاح للضغط على كل استحقاق.
وعليه يقول صاحب ومالك السلاح إما ان يأتي رئيس جمهورية لبنان يحمي مصالح المقاومة وحزب الله أو لا انتخابات في لبنان، وبالتالي يضع اللبنانيين امام خيار مستحيل، فهو يقول لهم اريد ان اقفل واعطل اللعبة الديمقراطية وبالتالي لا مجال لترشح احد وان تأخذ الممارسة الديمقراطية مداها، وايضاً اريد ان اتحكم بأي رئيس سيحكم لبنان، وكذلك يهدد بالفراغ.
وهو يدرك ان دخول لبنان بالفراغ يعني دخول لبنان بالمجهول على المستوى الامني والسياسي والدستوري، وخلال مرحلة الشغور الرئاسي يأمل ان يكون هو الطرف الاقوى من اجل فرض شروطه على الآخرين، وعليه الازمة ليست ازمة رئاسة جمهورية بل ازمة سلاح غير شرعي.
{ يعني ان البلد ذاهب الى توافق؟
– رؤيتنا حول الاستحقاق الرئاسي تختلف عن رؤية حزب الله، فهو يقارب الانتخابات الرئاسية من ضمن منظومة تتجاوز لبنان والمصلحة الوطنية، ويربط هذا الاستحقاق بما يجري في سوريا والعراق، وهو بذلك يعمل لتثبيت نفوذ ايران بالمنطقة، ويعني هذا اعادة انتخاب نوري المالكي في العراق، تثبيت (الرئيس) بشار الاسد ولو مرحلياً وجزئياً على 40 بالمائة من الاراضي السورية، وانتخاب رئيس يكون مطواعاً ويخدم مصالح “حزب الله” في لبنان.
هكذا يرى “حزب الله” المنظومة الاقليمية وهكذا يضع انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، ولكن نحن نعتبر ان الحزب اضعف ويدرك تماماً ان الارض في سوريا هي بين مد وجزر وان الرئيس بشار الاسد في احسن احواله غير قادر على اعادة انتاج حكم البعث كما كان سابقاً قبل الثورة، ويدرك الحزب ايضاً ان الجو الداخلي اللبناني أكان على المستوى المذهبي والطائفي اي السني – الشيعي او على المستوى الوطني اي المسيحي العام تبدل تجاه حزب الله، وبالتالي غير قادر على فرض شروطه على لبنان، واعتقد ان ما قام به من تنازلات من اجل تشكيل الحكومة الحالية لا يشير الى انه سيذهب الى انتخابات رئاسة الجمهورية، حاملاً مشروع الغلبة على حساب الآخرين، بل سيأتي عبر مشروع التبريد مع اللبنانيين لانه يكفيه غرقه «بفيتنام» سوريا ولا يريد الغرق بساحة اخرى، بل يريد ان يحمي ظهره بتبريد علاقاته مع السنة في لبنان حتى يستكمل قتاله مع السنة في سوريا.
{ ولكن حزب الله يشترط في الرئيس القادم ان يأخذ بخيار المقاومة وحماية ظهرها؟
– الرئيس الوفاقي يجب ان يلتزم بالدستور اللبناني والشعب اللبناني وليس حزب الله او غيره، وبالتالي ما يقوله يتناقض مع قدرته وعجزه عن تنفيذه، واعتقد ان حزب الله فقد القدرة المعنوية والسياسية والامنية لفرض شروطه على الشعب اللبناني وعلى الدستور اللبناني.
{ هل ترى اتمام الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء المدة الدستورية؟
– ان حزب الله وفريقه ينظر للرئيس ميشال سليمان بعين «الزعل والحقد»، وبالتالي لا يريدون ان ينهي الرئيس سليمان عهده بشكل طبيعي، اي ان يسلم الرئاسة لخلفه كما سلم الرئيس فؤاد شهاب الرئاسة لخلفه الرئيس شارل حلو او كما سلم الرئيس حلو الرئاسة لخلفه الرئيس سليمان فرنجية، فهم يريدون تصفية الحسابات مع الرئيس سليمان ولا يريدون نهاية طبيعية لعهده انتقاماً منه بسبب مواقفه الوطنية.
{ من المستهدف بالتعطيل الرئاسة أم الاستقرار؟
– المستهدف بالتعطيل هو الفريق الذي لم يخضع لغاية الآن لشروط حزب الله، فهو من خلال الشغور في الموقع الرئاسي يسعى لتحسين شروط مفاوضاته مع فريق 14 آذار، ولذلك لا يريد قطع «شعرة معاوية» مع 14 آذار لانه لا يريد ان يواجه حالة وطنية ومذهبية في لبنان كونه غارقاً في «فيتنام سوريا»، وهو في ذات الوقت لا يريد مجيء رئيس جديد يطالب بحصر السلاح بالدولة فقط، ويقول للحزب وظيفتك ضد اسرائيل انتهت فهناك القرار 1701 وعليك ان تخضع للدولة.
{ ولكن المقاومة ما زالت حاجة لتحرير بقية الارض والدفاع عن لبنان؟
– الدفاع عن لبنان مسؤولية الدولة وجيشها، والمقاومة انتهت، فهناك ترسيم جديد للحدود مع سوريا سينهي قضية مزارع شبعا.
{ اعلن ميشال عون انه مرشح توافق ومقبول من 8 آذار هل 14 آذار ستقبل بعون كمرشح توافقي وذلك لمنع الفراغ؟
– منذ عودة ميشال عون من فرنسا عام 2005 ولغاية الآن لم يكن سلوكه توافقياً، فهو تناسى ما قام به الجيش السوري في لبنان من اعمال قتل وتخريب ولم يحمّله عون اية مسؤولية، بل حمل المسؤولية للرئيس رفيق الحريري كونه تعاون مع سوريا ايام وجوده جيشها في البلد، وبالتالي تجاهل تعامل جميع القيادات الاخرى مع النظام السوري، ولم يكتف بذلك بل شن الحملات على المسلمين السنة واتهمهم بأنهم من استفاد من الوجود السوري، هذا مع العلم ان السنة هم من تضرر من الوجود السوري في لبنان وهم من دفع ثمن خروجه من لبنان عبر استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
{ ولكنه اجرى انفتاحاً على الرئيس سعد الحريري؟
– لأنه امام استحقاق رئاسي يريد ان يطوي صفحة الماضي، وبالتالي ينتقل من ضفة الى ضفة، ويكون انتهازياً ليقول عن نفسه انه مرشح توافقي، وهذا غير مقبول.
من جهة ثانية، تدرك ان ميشال عون غير قابل للانتقال من ضفة الى اخرى فهو ممسوك بشكل كامل من جهاز امن حزب الله، وهو لا يستطيع ان يتلاعب مع امن الحزب الذي يستطيع ان يؤذيه خاصة بعدما امن له حزب الله جميع حاجاته المالية والسياسية، كما ان له عدداً كبيراً من النواب بتجيير اصوات الشيعة له، مقابل ذلك امن عون للحزب غطاءً مسيحياً لسلاح الحزب وهو سلاح غير شرعي، وهذه المقايضة محترمة من الطرفين، ولذلك لا اعتقد ان يحدث انفصال بين الحزب وعون بسبب المصالح المشتركة، لذلك اين هي التوافقية لدى عون، واعتقد الرئيس سعد الحريري غير قادر على تأمين ما أمن حزب الله لعون.
لذلك اعتقد ان الرئيس الحريري لم يقتنع بهذه التوافقية لدى عون، كما ان عون لن يغادر مكاناً مرتاحا فيه لينتقل للمجهول.
{ ولكن مرشحكم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اعلن انه على استعداد لتأييد ميشال عون اذا اعلن انه ضد وجود حزب الله في سوريا؟
– ان ترشح سمير جعجع ليس ملكاً له، لان ترشحه كان من صلب قناعة 14 آذار وهي التي صوتت له، وما قدمه من برنامج يجسد افكار ونهج 14 آذار، وفي حال سحب ترشحه سيكون بقرار من 14 آذار وليس بقرار منه فقط.
وثانياً في حال غادر عون حلفه مع حزب والتجأ لقوى 14 آذار فهذا ما نطمح اليه واهلاً وسهلاً به. اما دعمه للرئاسة فهذا يبحث داخل قيادة 14 آذار بصورة جماعية وليس فردياً.
{ الفريق الآخر عبر مقاطعة الجلسات يضيع الوقت وانتم بإصراركم على ترشيح جعجع كمرشح تصادمي الا تساهمون بتضييع الوقت ايضاً؟
– عندما اعلن جعجع في بكركي منذ يومين انه في حال حصل توافق على مرشح يخدم مصلحة لبنان ونهج 14 آذار فأنا مستعد للانسحاب، وهو اراد بذلك القول انه لا يتحمل مسؤولية اذا تجاوزنا المدة الدستورية، بأن يقال ان ترشحي هو الذي اوصل الى الفراغ، وهو اعلن ذلك قبل انتهاء المدة الدستورية بثلاثة اسابيع. وهو بذلك يفتح الباب امام التفاوض لمنع الفراغ، ولكن الفراغ اذا حصل يعود لمن عطل النصاب ورفض المشاركة في الانتخابات.
من جهة ثانية، الفراغ هو مطلب حزب الله لانه يعتقد ان مفاوضاته حول المرشح للرئاسة مع فريق 14 آذار ستكون اقوى كونه يرى ان المرحلة ستنتقل من مرحلة سياسية الى مرحلة امنية، خاصة اذا عادت الاغتيالات السياسية او انهار الاستقرار. ووقتها يسعى لفرض شروطه خلافاً للعملية الديمقراطية السائدة اليوم.
{ ماذا حققتم من خلال ترشيح سمير جعجع؟
– جعجع بالنسبة لي ولقوى 14 آذار كان يستحق ان تعاد اليه كرامته، فجميع القوى السياسية التي شاركت في الحرب الاهلية اللبنانية لم يحاسبوا باستثناء سمير جعجع، واعتقد ما قام به من ترشح وتأييد قوى 14 آذار له هو رد اعتبار له ولفريقه السياسي.
{ ولكن ميشال عون وفريقه عملا على «نبش القبور» ووضعوا 14 آذار في مأزق؟
– افضل رد قدمه النائب ايلي كيروز عندما طالب الحكومة اللبنانية بتشكيل «هيئة وطنية لتنقية الذاكرة»، وتكون مشكلة من مرجعيات لها مصداقيتها في جميع المستويات لتقول ماذا حدث في الحرب الاهلية، وذلك لنخرج من هذا المشهد غير الاخلاقي الذي شهده مؤخراً مجلس النواب.
فما جرى فتح لملفات الحرب بشكل استنسابي وهذا لا يجوز.
كما انني اقول ان فلسفة 14 آذار بأنها فرضت مصالحة شعبية عفوية بعدا ستشهاد الرئيس رفيق الحريري ولذلك لماذا العودة الى الوراء؟ فدم الشهيد الحرير ي وحد جميع اللبنانيين. علينا جميعاً الخروج من مستنقع العنف والحقد، واذا كان ميشال عون مسؤولاً عن هذا الكلام فعليه ان يعتذر من اللبنانيين لانه فتح ملف الحرب.
{ هل ترى بعد انعدام التوافق الداخلي اصبح القرار لانتخاب رئيس جديد خارج لبنان؟
– من ايجابيات ترشيح سمير جعجع وتأييد 14 آذار له اعطى هذا الاستحقاق لاول مرة منذ عقود بعده اللبناني، فنحن لبننا هذا الاستحقاق، واعتقد فيما لو استمر الحال على ما هو عليه الآن سيقوى العامل الخارجي في الاستحقاق الرئاسي.
فلا يوجد جهد لانتاج وفاق داخلي لان الفريق الآخر هو طرف لا يمتلك ارادة وطنية في المصالحة، فقرار الحرس الثوري الذي اعلن قائده السابق بأن حدود ايران باتت في جنوب لبنان، هو الموجه والمتحكم بالفريق الآخر.
{ بتقديرك هل بات دور بكركي غير مؤثر امام خلافات القيادات المارونية؟
– لن ينتهي دور بكركي، ولكن اعتقد الاستحقاق الرئاسي يجب عدم مقاربته مقاربة طائفية، فسمير جعجع ترشح كونه زعيماً وطنياص من قيادات 14 آذار التي يشترك فيها جميع الطوائف.
انتخاب رئيس الجمهورية هي مسؤولية وطنية وليست مسؤولية المسيحيين وحدهم، وما قامت به بكركي بجمع القيادات المسيحية حول قانون الانتخاب وحول انتخابات رئاسة الجمهورية انا ارفضه وضده.
شجاعة الراعي بزيارة القدس
{ هناك حالة تشويش حول زيارة البطريرك الراعي لفلسطين المحتلة واسرائيل كيف تنظر الى هذه الزيارة؟
– انا لست على علاقة جيدة مع البطريرك الراعي كما كنت مع البطريرك صفير، ولم اكن مرتاحاً لبعض مواقفه الخاصة بملف الانتخابات النيابية والرئاسية، ولكنني ارى بعزمه زيارة الاراضي المقدسة عمل شجاع جداً، وعمله يضع المسيحيين في العناوين العريضة المطروحة في المنطقة ويخرجهم من محليتهم السياسية، ويضعهم في خانة اصبحوا فيها حاجة لانفسهم ولمحيطهم، عندما تفتح الكنيسة باب الحج وتكسر قرار اسرائيل بتهويد القدس والقول بأن هذه مدينة مقدسة ومفتوحة للجميع مسلمين ومسيحيين ويهود، تكون وقتها الكنيسة تعمل لمليار مؤمن في هذه المنطقة وليس للمسيحيين فقط، ولتعود القدس قبلة للمؤمنين الموحدين، ولا ننسى حلم الملك فيصل ان يصلي في المسجد الاقصى، وحلم اي مسلم واي مسيحي هو زيارة القدس، ونأمل ان تساهم زيارة البابا بخدمة القضية الفلسطينية، وما ترحيب القيادة الفلسطينية والفلسطينيين بهذه الزيارة يؤكد على صوابية خيار البطريرك الراعي بهذه الزيارة.
واذا ذهب البطريرك الراعي للاراضي المقدسة فسأطلق عليه انه البطريرك المقاوم بامتياز وان الكنيسة المارونية هي كنيسة العرب.