امارة وولاية… فأين الجمهورية؟!

حجم الخط

دخلنا في الامارة، انتقلنا، تطورنا، رُقّينا من الجمهورية اللبنانية الى الامارة الداعشية!! لا رئيس جمهورية عندنا، انما صار لنا ما هو أفضل، أمير على امارة، عبد السلام الاردني امير الدولة الاسلامية في لبنان! نعم نتكلم عن لبنان وليس عن  افغانستان أو العراق أو سوريا وما شابه من بؤر التطور الانساني العميم! أعلنوها بالامس أو قبله لا يهم، امارة تشبه تلك الامارة الساحرة على الشاطىء اللازوردي، إمارة موناكو، وأمير أجمل بكثير وأكثر رقيا وثقافة وإنفتاحا من ألبير دو موناكو، وستكون باذن الله باذن الله، إمارة تفوق موناكو وما يشبهها في تلك الاوروبا العريقة العتيقة، من رقي وانسانية!ستكون امارة تمجّد القتل لتحيا غريزة الموت والنحر، عكس تلك الامارات البائدة التي تكرّم الانسان وروحه وعلمه وثقافته، ستكون إمارة ينحني لها الذعر مستسلما، لانها ستفوقه مقدرة على بثّ الانفاس الانسانية المتقطعة هلعا على أوصالها من حدّ سكين، سيكون هو القانون والدين والدنيا والآخرة بطبيعة الحال!

إفرح يا لبنان،إفرح وبالصوت العالي، زلغطي يا نساء بلادي، صار لنا، لكنّ، أميرا ساحرا يسكن أحلام الصبايا، وامارة موعودة بالجنّة والحوريات المتبدلات دائماوعلى مدى أربع وعشرين ساعة من دون توقف، وقد تكنّ نساء بلادي تلك الحوريات الراقصات على أحلام الجهاد والاستشهاد الانتحاري المدوي حياة في الآخرة! خلص ما عاد ضروريا انتخاب رئيس للجمهورية، ولشو الجمهورية أساسا، عندنا الامارة والامير المتربّع على عرشها، اذهبوا وخبّروا المرشّح غير المرشّح علّه لم يعرف بعد، علّه يرسل مندوبا لامير الامارة يطلب منه التنحّي ليجلس مكانه، ولا بدّ لا بدّ أن تزبط معه بشي مطرح، فاذا عصت عليه كرسي بعبدا لا بد أن يخضع له تاج الامارة. أخبروه ليرسل مرسالا من أقربائه حبايب قلبه لحلفائه أولا، يخبرهم ما فعلوا بلبنان، كيف حوّلوا الجمهورية الى الفراغ تميهيدا لتقزيمه وتحويله الى دويلة وإمارة يسرح فيها “امراء” السكاكين وميليشيات الحروب وآلهتها.

صار عندنا إمارة يا بَعدي ويا عيني، وأميرها سكن أحلام الصبايا وطموحات الشباب وصلوات النساء وجهاد الرجال. قصر الامارةهو حيث تقترب الارواح من مقابرها، أغنى القصور وأجملها، قصر التراب الذي يغمر الاجساد بعد أن يعّمدها بأشلاء الانسانية، شو حلو!

افرحوا فهذه الامارة وليدة تلك الولاية، ولاية الفقيه المتعمشقة على شرايين الجمهورية، فلولا الولاية لما ولدت الامارة، ولولا جنود الولاية لما فرّخ امراء الدواعش وما يشبههم بالتطرّف والتخلّف، ولولا حروب الولاية واجتياحاتها لحدود مفتوحة لهم وحدهم على كل الدماء والاستباحات، لما سمحت “الامارة” لنفسها أن تفتتح لها فرعا هنا في لبنان، بلد الحضارة والقديسين والحرف والشهداء والاخضر والانسان.

افرحي ايتها الجمهورية اللاجمهورية، افرحوا واهتفوا ليس للامير الجديد الذي يمتطي صهوة عبواته الناسفة، بحثا عن سندريللا قتلتها تفاحة أميرة شريرة وتنتظر قبلته لتحيا من جديد، بل للامارة التي احتلت مكان الجمهورية، والامير الذي سلب الكرسي لينصب مكانها عرشا، ولـ لبنانيين، وهنا الهتاف العظيم، لـ لبنانيين يهتفون باسم لبنان حينا وباسم الله كل الاوقات، يصلّبون ويحمدلون… ويفتحون لنا القبور  إمارة!!!

اذهبوا وبشّروا بفرح عظيم، وخبّروا من قضى العمر على أبواب كرسي وقضى على عمر الكرسي، فليلهث بعد الان خلف لقب “الامير” اذ ما عاد يليق به أن يعيش في “التاريخ” لاهثا خلف لقب بائد اسمه”الرئيس”، ولا جمهورية مترنّحة في ماض سحيق، فما لم يدبّره الدهر هناك لا بدّ ان يستجيب له الواقع هنا، والربّ على كل شيء قدير… زلغطوا…

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل