حذر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن من خطورة تمدد تنظيم “الدولة الأسلامية” (داعش) وجبهة “النصرة” الى لبنان وعرض أمام مجلس الأمن أمس خريطة اتفاقية سايكس بيكو داعياً المجلس الى «عدم التعامل مع الوضع في لبنان بمعزل عن المنطقة التي أصبح استقرار حدودها مهدداً.
وأبلغ لارسن مجلس الأمن في جلسة مغلقة أمس الأربعاء أن لديه أدلة على وجود “داعش” في لبنان وهو عامل جديد يحمل تهديداً إضافياً للبنان يضاف الى الضربات التي ينفذها الجيش السوري على الأراضي اللبنانية، وأزمة اللاجئين السوريين، ودور حزب الله في سوريا.
ودعا مجلس الأمن الى القيام بزيارة جماعية الى لبنان لما للوضع فيه من أهمية لعمل المجلس كما حض المجلس على إجراء اتصالات مع أطراف في المنطقة لتسريع إجراء الانتخابات الرئاسية إن عبر تشجيع آخرين في المنطقة على ذلك أو من خلال عمل مجموعة الدعم الدولية للبنان، أو على المستوى الثنائي.
وشدد لارسن على ضرورة الإسراع في تقديم الدعم الى الجيش اللبناني ورحب بتبرع المملكة العربية السعودية بـ٣ مليار دولار الى الجيش وقد بدأ تسليم هذه المساعدة من فرنسا.
وعرض خرائط على المجلس لاتفاقية “سايكس بيكو” ومؤتمر سان ريمو العام1920٠ الذي حدد حدود دول المنطقة معتبراً أن “داعش” يهدد استقرار هذه الحدود ودعا الى عدم فصل التعاطي مع الوضع في لبنان عن الوضع في المنطقة.
وفي صحيفة النهار، نقل مراسل “النهار” في نيويورك عن مصادر ديبلوماسية عقب جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن بعد ظهر أمس واستمع خلالها الى احاطة من رود لارسن في شأن التقرير العشرين للأمين العام حول تنفيذ القرار 1559، أن الموفد الخاص حذر أولاً من “محو الإنجازات” التي أحرزها لبنان خلال السنوات الأخيرة من حيث تطبيق مندرجات القرار، قائلاً أن “تكيّف” لبنان في مواجهة تداعيات الحرب في سوريا “معرض أكثر من أي وقت مضى للتلاشي”. وإذ عبر عن “القلق من إخفاق مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد”، حذر أيضاً من “الأثر الضار” لترك هذا المنصب شاغراً، معتبراً أن “السياسيين اللبنانيين يجازفون كثيراً باستقرار بلدهم إذا أخفقوا في انتخاب رئيس جديد قريباً”. ودعا مجلس الأمن الى “النظر في زيارة لبنان”.
وبعدما لفت الى تزايد هجمات “داعش” و”النصرة” على الجيش اللبناني، حض على ايصال المساعدات العسكرية التي وعد بها لبنان “في أسرع ما يمكن” لأن “التأخير في نقليات الدعم الدولي يعرض للأذى صدقية القوات المسلحة اللبنانية تحديداً”، مرحباً خصوصاً بالمليارات الثلاثة التي قدمتها السعودية والعمل الذي بدأ مع فرنسا لتسليح الجيش. وأكد أن المساعدات هذه “ينبغي أن تصل الآن وليس لاحقاً”.
ولاحظ أن “لبنان يواجه حالياً تحدياً لا سابق له”، لأن “الجماعات الإرهابية مثل داعش تستخدم تكتيكات جديدة – لم تعد تستخدم (أسلوب) اضرب وأهرب كما في الماضي، بل تسيطر على الأرض وتتمسك بها”، مشيراً الى أن لبنان “ليس بمعزل عن تطورات بقية المنطقة”.
وتساءل عما يمكن أن يعنيه هذا للبنان، واستشهد بالحوادث الأمنية المتزايدة التي تقع في عرسال وبريتال، بما فيها الهجمات على مواقع “حزب الله”، كامتداد لما يحصل في منطقة القلمون السورية.