“رأي حر”: مهلك يا سيّد، كفى “استدعاشاً”!

حجم الخط

لسان حال السيد حسن نصرالله كمن يقول: صحيح أننا نخسر الحرب في سوريا، لكننا نحقق نصراً مبيناً في القلمون. “يعني على هالمعدل”، كل مدينة في سوريا تسقط في يد المعارضة أو في يد داعش، تقابلها تلة جرداء في جرود القلمون تسقط في يد النظام والحزب وشبيحته.

أما لسان حال اللبنانيين الأحرار مسلمين ومسيحيين، فخلاصته: فُكَّ عنّا. إذا كانت المعركة معركة وجود ، فالمسألة تخصّ وجودك، أما وجودنا فلا شأن لك به. الدولة مسؤولة عن وجودنا بمؤسساتها التي تعملون فيها تعطيلاً ، وتعيثون فيها فسادا، والجيش هو المسؤول الأول عن ضمان أمن الوطن والمواطن. وإذا قصّرت الدولة لا سمح الله، فنحن بغنى عن مقاومتكم.

وفي الأصل، أين كنتم يوم قاوم المسيحيون جحافل التنظيمات الفلسطينية والمرتزقة من كل حدب وصوب، وأين كنتم يوم قاوم المسيحيون جيش النظام السوري عندما كان يحتل لبنان، وها أنتم اليوم تدافعون عنه عبثاً، بخلفيات مذهبية وخدمة لمشروع الهيمنة الإيرانية، وليس حماية للبنان واللبنانيين. وهل الذود عن حياض الحوثيين في اليمن هو لرد التكفيريين عن القبيات وقنوبين وزحلة وتنورين؟

عمّم ما شئت يا سيّد من شعارات مقاوماتية، وعبِّىء ما شئت ، و”عبِّق” ما شئت، فنحن لسنا معنيين بما تخوضه أنت وحزبك في دنيا العرب خدمة للعجم.

وأطلق ما شئت من وعيد وتهديد واتهام وتخوين. ونفِّس ما عندك من غضب وخيبة. فلن تنجح في إلقاء الذعر في نفوسنا، وفي دفعنا إلى الارتماء في حضنك.

كُفَّ عنّا حبّك وحرصك وحدبَك علينا.

داعش صنيعتكم وخليلتكم وطفلتكم المدلّلة وحليفتكم شكلاً ومضموناً.

 

لقد اعترفت يا سيد بأن حزبك يقاتل في مختلف المحافظات السورية، فلماذا فررتم كالأرانب مح جيش النظام وشبّيحته من تدمر وقبلها من الرقّة في وجه داعش، على غرار فرار الجيش العراقي الميمون من الموصل ونينوى والأنبار؟!

تريدون منا المشاركة في التصدي للمشروع التكفيري والباقي فراطة؟

لا يا أشرف الناس وأعزّهم.

دعنا نذكِّرك بأن النظام الحالي الإيراني كان أول نظام تكفيري وأول من دعا إلى تعميم الثورة الإسلامية في العالم بقوة السلاح.

تتحدثون عن الإنتحاريين والسيارات المفخخة؟

من كان الأمثولة؟

من فجّر مقرَّ المارينز قرب مطار بيروت بشاحنة ملغومة بأطنان عدة من المتفجرات؟

ومن فجّر مقرَّ المظلّيين الفرنسيين في الرملة البيضا بعملية مماثلة؟

ومن فجّر رفيق الحريري بالميتسوبيشي؟

ومن فجّر السفارة العراقية في بيروت ، وقضى على من قضى فيها، وبينهم بلقيس زوجة نزار قباني الذي مات وفي قلبه حرقة دمشق وياسمينها؟

أأنتم المثل والمثال؟ بالإذن من فخامته السابق.

إذهبوا وقاتلوا ما ومن شئتم في سوريا والعراق واليمن. فجِّروا حيثما تستدعي وظيفتكم المقدسة، في مصر ، في تايلند، في الأرجنتين، في ألمانيا، في بلغاريا، بيّضوا الأموال، إدعموا زراعة المخدرات وتجارتها، إرعوا التهريب، كابروا واستكبروا.

 

لكن للتاريخ كلمة، وللمنطق مساراً، وللوهم نهاية.

وحذار اللعب على وتر عرسال وتوريط الجيش في معركة لخدمة مشروعكم.

إنكم تخسرون. أعيدوا النظر في رؤياكم ونبوءاتكم.

مجال الفقه عندكم رحب، والجواز عندكم يغلب الوجوب.

أنتم لبنانيون، فتعالوا إلى لبنان سواء.

لم تخشَون الحقيقة ولو مُرَّة؟

مرارة الحقيقة أطيب من حلاوة الإنتحار. والسلام.

المصدر:
إذاعة لبنان الحر

خبر عاجل