معقول ينعسوا الحراس؟!

حجم الخط

هل اذا كتبت من خوفي أكون خائنة لكم؟! هل ما زلتم عن جدّ الحرّاس؟! هل عن جد ما بينعسوا الحرّاس؟! وكيف يصمدون أساساً طوال الوقت وهم في حال التأهب؟! هذا وطن التأهب الدائم ما يعني حال الاستنفار والجهوزية الكاملة في كل الاوقات طوال الساعات، فكيف لا ينعسون؟!

تحت خط النعس بقليل يرمش وطني، لا ذاكرته عادت منتعشة كما يجب، ولا النسيان يشمل البقع التي يجب أن تنتسى…

تحت خط النعس بزيح واحد ليس أكثر يرمش الحرّاس، لا  يصعدون كي لا يناموا في النعس، ولا ينزلون الى تحت أكثر كي لا تضيع نوبة الحراسة بالعدم.

نحن في العدم يا حرّاس وصرت أخاف كثيراً كثيراً، ليس من نعاسكم الذي لن يطرأ، انما من غيبوبة وطن تأخذ بدربها كل الحرّاس وكل الحقول ولا يتبقى لنا الا الذئاب السارحة في الرِزق السايب. وتعرفون الرزق السايب بيعلّم الناس الحرام.

أخاف من الحرام يا حرّاس عمر النضال، لذلك أهبّ في الليل مذعورة أنده عليكم “أما زلتم في اليقظة؟” أنتم من تنامون في غابات الشهداء، في بيوت القيامة، في دمع الامهات وحرقة الآباء، في صلاة المسبحة، في لقاء الرفاق، في نبض النضال.

هل اذا سألت من قلة ايماني وضعفي ما اذا كنتم تنامون براحة بال واسترخاء ضمير والوطن من بعدكم الى مزيد من اللاضمير واللانسانية، أكون مشككة أنانية جاحدة ناكرة للتاريخ ولتلك الدماء التي أطعمته صفحات العز ولائم ولائم؟!

أظن اني كذلك، أظن أني لا أدري ما أفعل وأشعر ولا ما أقول وأكتب، وما أكتب ليس سوى نتيجة وهن يصيب مفاصل الكرامة حين تتغلّب المشهدية العامة السخيفة بتأثيرها المخدّر، على ذوي القلوب الواهنة والايمان المتأرجح على حدّ الشجاعة والجبانة.

لو كنت أكثر ايماناً لما سألت، لو كنت أكثر شجاعة لما ترددت، لو كنت أكثر مواطنية لما شككت، لو كنت أصلي من القلب وليس من الشفاه لشهداء الانسان في لبنان لما كنت سألت ولا حتى كتبت.

إذهبي يا بنت الى غابة من غابات الشهداء، الى بيت يأوي عطرهم ولا أستطيع أن أقول قبر، الى منزل لهم فيه فلذات وقلوب تقبّل جمر غيابهم ولا تحترق لان مطر الكرامة يقيها اللهب.

إذهبي واجلسي خلف أبواب هؤلاء واياكِ أن تسأليهم عن الدمع الذي انهار يوم غابوا لانكِ لن تسمعي ما يرضيكِ ليس عن سيرتهم، انما عن سيرتكِ الموغلة في اللايمان بهم، في الضعف والوهن والخوف على وطنهم.

قفي وأنت تصغرين أمام الشهادة خلف الابواب المفتوحة على عبق تراب الارض عند أول مطرة، ترابهم دائماً في المطرة الاولى تعبق منهم حضوراً، وأساليهم “كيف فعلتم ما فعلتم؟”.

لن يرد الصدى لان حيث القلب يقطر الدماء حباً، لا فراغ لا صدى لا خواء، هذه سماؤهم تسبح بنا وبهم، وحيث السماء الرب يسوع وحيث يسوع يكون، يكون لبنان ويكونون هم روحاً من روحه جسداً وقلباً منه وله…

يا قليلة الايمان، الحراس مش رح ينعسوا، وثمة منهم كثر كثر فوق، وأكثر أكثر بعد هنا…

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل