تحتاج الجمهورية الى رئيس يعيدها الى الحياة بعد ان عانت موتاً سريرياً يشبه “فيري” ومثله يدوم ويدوم ويدوم…..
اول وابسط واجبات هذا الرئيس ان يكون قادراً على تشكيل حكومة تجتمع وتأخذ القرارات الصائبة، العادية والحياتية، بالاكثرية المطلقة، والسيادية بأكثرية الثلثين من دون “ثلث ضامن” ومن دون حق فيتو لاحد.
واول وأبسط واجباته أيضاً أن يرعى حواراً يؤدي الى ولادة قانون انتخابات عصري وحديث يعطي ما لقيصر لقيصر ويجعل الناخب يقترع مع معرفته ان اختياره مؤثر وفاعل وله قيمة سياسية ووطنية في آن.
من واجبات الرئيس العتيد ايضاً ان يقود سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة حتى تسلم صيغة التعايش والعيش المشترك فيه، ولا تكون تحت رحمة تدخل من هنا يستجلب ردوداً من هناك، وكلها تولّد فوضى أمنية لا يحتاج اليها وطننا الصغير في هذا الزمن الملتهب اقليمياً.
ومن أولى واجباته أيضاً أن يؤمن أن المؤسسات الشرعية، العسكرية والامنية، لها وحدها حق حماية أمن اللبنانيين وصون الحدود من دون شريك او منازع مستتر او محمي في ثلاثية يتضمنها البيان الوزاري ويتحفظ عليها ويرفضها نصف لبنان او أكثر من النصف.
من واجبات الرئيس أيضاً أن يجعل مجلس الوزراء على غرار مجالس العالم كله، يستعين بالخبراء في دراسة الملفات المعروضة أمامه ويختار لها حلولاً عملية وعلمية توضع موضع التنفيذ من دون تأخير او تردد.
من واجباته أيضاً أن يحرص أن لا تعطل عمل المؤسسات الدستورية “تعليمات” قادمة من وراء الحدود او محاصصات محلية وأن يجعل عملها قدوة في التشريع والتنفيذ فتكون ولايته ولاية مثمرة مع مؤسسات منتجة وفعالة على كافة الصعد.
ومن واجبات هذا الرئيس أخيراً ان يسعى كي يكون تداول السلطة سلس، من أسفل الهرم الى أعلاه، وان يتم انتخاب بديل له ضمن المدة الدستورية المحددة من دون حاجة الى حكومة انتقالية تغوص في جدل بيزنطي حول جنس الملائكة على مدى ايام فراغ طويلة كانت او قصيرة…
هذه الجمهورية تحتاج بشدة والحاح الى رئيس منتخب لها، واذا فصلنا المبادرات على هذه المواصفات لا يعود الامر يحتاج الاَ الى جلسة انتخاب، يترشح لها من يشاء ويفوز من يتعهد بالالتزام الكلي والتام بخارطة الطريق نحو الجمهورية الموعودة.