تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، جاء فيها: ” الى صاحب الغبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق، أود أن أشكركم لاستقبالكم الكريم لي خلال زيارتي إلى لبنان والتي استمرت من 24 إلى 26 آذار 2016، كما اشكركم على الفرصة التي أتحتموها لي للتحدث معكم في مسائل أساسية بالنسبة للبنان.
وأود أيضاً ان أشكركم لرسالتكم بتاريخ 25 آذار 2016، التي من خلالها تشاركنا وإياكم التحديات التي يواجهها لبنان حالياً، ومن بينها مصير الجماعة المسيحية في البلد والمنطقة.ح
وكما أعلنت سابقاً خلال لقاءاتي في لبنان، إن الفراغ الرئاسي الذي طال أمده والشلل المؤسساتي في لبنان يشكلان مصدر إهتمام كبير للأمم المتحدة. إن إنتخاب رئيس للجمهورية هو أمر حساس جداً بالنسبة للوحدة الوطنية اللبنانية، وأيضاً بالنسبة لمكانة لبنان كنموذج للحرية الدينية، والتسامح والعيش المشترك. كما أنه أساسي للتمسك بسياسة النأي بالنفس عملاً بإعلان بعبدا، الذي، وحتى يومنا هذا لا يزال ذا أهمية رئيسة بالنسبة لمستقبل لبنان. وكما دعا مجلس الأمن، سأواصل حث كل الأفرقاء اللبنانيين على التصرف بمسؤولية وقيادة ومرونة لانتخاب رئيس للجمهورية بشكل عاجل، اضافة الى تشجيع الجهات الفاعلة إقليمياً ودولياً لتسهيل هذه الجهود.
لقد أخذت علماً بقلقكم حيال تأثير وجود النازحين في الأمن والإقتصاد والنسيج الإجتماعي اللبناني، بما في ذلك تحديات تأمين التعليم لأطفال هؤلاء لتجنب ضياع هذا الجيل. ان الأمم المتحدة ستقدم كل الدعم لضمان عودة النازحين إلى بلادهم بشكل كامل، والمساهمة في إعادة إعمارها ودعم السلام. وفي غضون ذلك، سنتابع تقديم المساعدة للبنان على استضافته السخية للنازحين بصورة موقتة، إلى أن يشعروا بأن الظروف تسمح لهم بالعودة سالمين الى بلادهم.
وكما ذكرت في خلال زيارتي، إن قدرة لبنان على الإزدهار تتوقف على معالجة الحرب الدائرة في الشرق الأوسط. والأمم المتحدة لن تدخر اي جهد لوضع حد للنزاع في سوريا، والتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط. وأنا أشاطركم الرأي بأنه وبناء على نموذجيته وتجربته الخاصة، فإن لبنان المستقل بمكانته الفريدة قادر على المساهمة في بناء ثقافة السلام والعدالة والحوار والعيش المشترك في المنطقة.
ولكون لبنان في طليعة المواجهين للإرهاب، لقد سررت في خلال زيارتي هذه بلقاء وتوجيه تحية تقدير وشكر للقوات المسلحة اللبنانية. وانطلاقاً من الدعوات المتكررة لمجلس الأمن والمجموعات الدولية الداعمة للبنان، سأواصل المناشدة لاستمرار الدعم الدولي للقوات المسلحة اللبنانية من خلال تقديم مساعدات إضافية وسريعة للمناطق التي تكون فيها القوات اللبنانية المسلحة بحالة خطر وبحاجة إلى دعم، ولا سيما حيث يواجهون الإرهاب ويحمون الحدود.
وأنا أشاطر الرأي القائل إنّ الحفاظ على استقرار لبنان هو مسؤولية وطنية، فضلاً عن أنه أولوية إقليمية ودولية، وخصوصا أن نموذج العيش المشترك الفريد في لبنان يجب أن يبقى مصدر أمل للمسيحيين وللأقليات الأخرى في المنطقة. لذا أود أن أؤكد تقديري الخاص وتشجيعي لاستمرار حكمتكم وقيادتكم الروحية لمساعدة القادة اللبنانيين على تحمل مسؤولياتهم لضمان خير الشعب اللبناني وازدهاره. أرجو أن تتقبلوا غبطتكم مني أسمى آيات التقدير”.