كرفانة “معبّاية” حكايات… وليسمع العالم

حجم الخط
أصبح السوري، اللاجئ أو المقيم في سوريا، مجرّد رقم عند عدد كبير من الناس أو الوسائل الإعلامية. فما بين تعداد القتلى والجرحى وأرقام اللاجئين ننسى أننا نتكلّم عن أناس. عن إنسان من لحمٍ ودم، من روحٍ وحياة. إنسان يشبهنا، ورغم تدمير منزله أو سرقة أحبائه منه، ورغم المشاهد الفظيعة التي رآها… ما زال يشعر، يحب، يخفق قلبه لابتسامة جميلة، يشتهي «البيتزا» مثلاً أو «كاس العرق»… يريد أن يسبح، أن يرقص، أن يغني، أن يُطرَب على صوت شجي لا على صوت الحرب. «الكرفانة» حمّلت حكايات بعض هؤلاء الأشخاص لتنقلها إلى العالم وتذكّر بأنّ للإنسان صورة واحدة مهما تعدّدت حكاياته.

«الكرفانة» مسرح شارع تفاعلي ينقل حكايات عدد من اللاجئين السوريين الذين يسكنون المخيمات في البقاع، إلى المناطق اللبنانية كافة للوصول إلى شريحة كبيرة من الناس.

مسرح الشارع

أعلنت الجمعية الثقافية «بیروت دي سي» عن بدء عروض مشروعها الجديد «الكرفانة والعالم يسمع» خلال مؤتمرٍ صحافي، عُقِد ظهر أمس في مقر الجمعية في فرن الشباك، بمشاركة زينة صفير أحد مؤسسي الجمعية ومديرة المشروع سابين شقير، في حضور الممثلين المشاركين في العمل وعدد من الصحافيين والمهتمين.

«الكرفانة» مشروع یجمع بین مسرح الشارع والقصص المسجّلة صوتیاً بهدف تسلیط الضوء على حكایات اللاجئین السوریین الموجودین في منطقة البقاع. فتتعاون مجموعة من المسرحیّین المحترفین مع مجموعة من اللاجئین لخلق مسرحیة شارع تفاعلیة تضمّ بعض المقابلات المسجّلة مع لاجئین سوریّین مقیمین في لبنان.

من 21 حزيران الحالي لغاية 23 تموز المقبل، سيروي عدد من الأشخاص حكاياتهم المُسجّلة بأصواتهم، والتي تترافق مع أداء تمثيلي تفاعلي مباشر في شوارع البقاع، عاليه، طرابلس، زغرتا، الكورة، جبيل، جونيه، عين المريسة وصور… حيث ستلتقط أذن كلّ مَن يمرّ في الشارع إحدى الحكايات التي يمكن أن تحرّك حسّه الانساني وتبدّل نظرته أو مفاهيمه حول اللاجئين.

حكايات الحب والموت

العمل من إخراج سابين شقير وأیلین كوننت، وتمثيل أشخاص من مخيمات اللاجئين في البقاع وبعض الممثلين المحترفين.

ولإنجاز هذا العرض المسرحي التفاعلي أمضت الفنانتان سابین شقیر وفرح قاسم، 40 یوماً في البقاع الغربي، حيث عمل الفریق مع 140 إمرأة و60 رجلاً و50 طفلاً من مختلف المخیمات التي تدیرها جمعیة سوا للتنمیة والإغاثة.

ونظّم الفریق ورشات عمل تتمحور حول سرد الحكایات وخلق مساحة مفتوحة حیث تحدّث المشاركون عن حاجاتهم، أفكارهم، وخبراتهم المتعلّقة بالإندماج في المجتمع اللبناني.

قصص عن الحب والموت والتمییز والذل وأيضاً الذكریات السعیدة. وبذلك يُظهر هذا المشروع القوة البسیطة للكلام ولمشاركة الأمور الهامة والجوهریّة عن النفس ومتعة الإصغاء ومشاركة التفاصیل الشخصیة مع بعضنا البعض. وقد تمّ اختیار 8 قصص لعرضها في «الكرفانة» من عشرين قصة سجّلها الفريق ویعمل على توليفها ونشرها عبر الانترنت.

كلٌّ يروي حكايته

ميدان عمل الفنانة سابين شقير المفضل هو الشارع حيث يتواجد العدد الأكبر من الناس وأيّ شخص يصل يمكنه متابعة الحكايات، فلا يتعدى وقت كلّ قصة الـ5 دقائق.

وتقول سابين لـ«الجمهورية»عن فكرة «الكرفانة»: «إضافة إلى عملي مع اللبنانيين وخارج لبنان، أنا متأثرة شخصياً بقضية اللاجئين وأشعر أنّ من واجبي كإنسانة أن أقوم بشيء تجاه هذا الموضوع. وأردت أن أقوم بعمل ثقافي وإنساني في الوقت نفسه، فكانت «الكرفانة».

وتعتبر شقير أنّ «الحكاية تقرّبنا من بعضنا البعض وتجعلنا نفهم بعضنا أكثر، فقرّرت أن أجمع حكايات اللاجئين، وبدل أن أوصل أنا حكاياتهم ارتأيت أن يوصلوها هم بأنفسهم وجمعت الصوت بالمسرح من خلال العرض الحركي المباشر المترافق مع الحكايات».

لنسمع بعضنا

جمعية بيروت دي سي للسينما، تنظم المهرجانات وورش العمل السينمائية، وعن مشاركتها في هذا المشروع تقول زينة صفير أحد مؤسسي الجمعية إنّ «الكرفانة مشروع مسرحي تفاعلي تنموي، وجمعيتنا معنيّة بالتنمية لذلك تهمنا المشاريع الفنّية الهادفة التي تتعلق بعدد من المناطق. كما يتماهى هدف المشروع مع هدف جمعيتنا أن نستمع لبعضنا البعض».

وتُنفّذ جمعیة «بیروت دي سي» مشروع «الكرفانة» بالإشتراك مع جمعیة سوا للتنمیة والإغاثة، «كلاون مي إن» ومسرح تیموا، بتمویل من قبل مشروع الدراما، التنوّع والتنمیة، (مشروع مموّل بالإشتراك مع الإتحاد الأوروبي كجزء من برنامج ثقافة مید وصندوق الأمیر كلاوس)، یونیسف ومعهد غوته.

المصدر:
صحيفة الجمهورية

خبر عاجل