السفيرة الأميركية الجديدة إليزابيت ريتشارد: إنطباعات.. وتوضيحات

حجم الخط

لم تهدأ السفيرة الأميركية الجديدة إليزابيت ريتشارد منذ وصولها الى لبنان، وأثبتت في خلال فترة زمنية وجيزة حضورا ديبلوماسيا لافتا.

زياراتها الى كل القيادات السياسية تجاوزت التعارف الى استكشاف المواقف والسياسات. في كل لقاءاتها، أظهرت إصغاء وإنصاتا وكانت مستمعة أكثر مما كانت متكلمة، وإذا تكلمت ففي إطار مبادئ السياسة الأميركية في لبنان وخطوطها العريضة من دون النزول الى التفاصيل، متحدثة عن مدى تأثير الأزمة السورية على لبنان، وموجة النزوح الكبيرة تجاه هذا البلد، وحجم المساعدات المقدمة في هذا المجال.

كما وتتطرق ريتشارد إلى جهود لبنان في مكافحة التنظيمات الارهابية من “جبهة النصرة” و”داعش” وغيرهما، إضافة إلى سياسات وبرامج المساعدات المخصصة للبنان على المستوى العسكري والمدني، مركزة تحديدا على الأزمة السياسية من خلال عدم إنتخاب رئيس للجمهورية طوال أكثر من عامين، حيث رأت أنه بعد طول هذه المدة حان الوقت لدعم مبادئ الديموقراطية في لبنان وإنتخاب رئيس وفقا للدستور اللبناني.

وتتوقف مصادر ديبلوماسية، وفق صحيفة “الأنباء” الكويتية، عند قرار الإدارة الأميركية تعيين ممثل ديبلوماسي لها في لبنان في ظل غياب رئيس الجمهورية ، الذي عادة ووفق الدستور هو الناظم للعلاقات الديبلوماسية بين لبنان ودول العالم، وترى فيه تصميما نهائيا على دعم لبنان. كما أن اختيار ريتشارد الخبيرة في السلك الديبلوماسي والشؤون الدولية على مدى 30 عاما، يعكس حقيقة الإهتمام الأميركي، ليس فقط بلبنان، بل بأن يكون لديها حضور ديبلوماسي قوي في الشرق الأوسط لمتابعة قضايا المنطقة.

كما وتشير المصادر إلى أن ريتشارد ، وفي جهودها الديبلوماسية في الدول التي خدمت فيها لا سيما في أفغانستان وباكستان واليمن، ومن ثم مساعدة رئيسية في وزارة الخارجية الأميركية، عملت على إعطاء دفع لأهداف سياسة الولايات المتحدة، والإشراف على منظومة المساعدات الأمنية التي تقدمها أميركا، وكذلك برامج دعم سياسات الحكم ومكافحة المخدرات، وهي في متابعتها لهذه القضايا، تدرك مدى الدور القيادي الذي تمارسه الولايات المتحدة في العالم، ومدى تعزيز قدرات أميركا القيادية نظرا لتأثيرات الأزمات المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط على مصالح الولايات المتحدة بالذات.

ومنذ وصولها الى بيروت باشرت ريتشارد مهماتها في بلد مأزوم يعيش الشغور الرئاسي بعدما انتدبت لهذه المهمة الاستثنائية عن سابق تصور وتصميم، في مرحلة هي الأخطر على المستويين الداخلي والإقليمي لوقوع لبنان على خط الزلزال الكبير الذي تشهده سوريا وانعكاساته الخطيرة على وضعه الداخلي والحدود على حد سواء، بالإضافة الى كم المشكلات المتصلة بالنازحين والتطورات العسكرية.

وتستغرب المصادر الديبلوماسية الحملة على مواقف السفيرة ريتشارد ، ولا سيما لجهة الإدعاء فقط “أنها جاءت لتشل حزب الله”. وتعتبر أن اقتطاع موقف السفيرة بهذا الشكل يدل بوضوح على الخلفية الحقيقية لهذا الأسلوب، وخصوصا لجهة استهداف ثوابت السياسة الأميركية في لبنان وليس فقط الاعتراض على الموقف الأميركي من حزب الله، خصوصا من قبل أولئك الذين لا يريدون للبنان أن يكون بلدا حرا مستقلا يحظى بدعم المجتمع الدولي.

ولعل المواقف التي أطلقتها السفيرة الأميركية منذ قدومها إلى بيروت شكلت ردا واضحا وغير مباشر على اقتطاع جزء من مواقفها خلال إدلائها بشهادتها لدى تثبيتها من قبل مجلس الشيوخ، والقول إنها جاءت فقط لتركز على شل “حزب الله”، فهي قالت بوضوح “ان أحد المفاتيح الرئيسية للدعم الذي تقدمه أميركا هو مساعداتها للجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية. لقد كانت أميركا في الماضي، كما في الحاضر، وستستمر مستقبلا، الشريك الأمني الأول للبنان. وهذه المساعدات المستمرة تظهر بوضوح التزام الولايات المتحدة بدعم الجيش لأنها تلاقي مسؤولياته في الدفاع عن لبنان وحماية حدوده”. مع التأكيد على أن برامج الولايات المتحدة المدنية لا تقل أهمية عن أعمالها ذات الصلة بالأمن.

المصدر:
الأنباء الكويتية

خبر عاجل