رافقتُ “المسيرة” ورفاق المسيرة ستة وعشرين عاماً، والمسيرة لم تتوقف، لم تتعب، لم تيأس، لم تستسلم، لم تخضع، ولم تركع المسيرة، وأسرة المسيرة إلا لخالقها، ولم تحنِ الرأس إلا للأبطال الشهداء، شهداء لبنان من رفاق الدرب.
سارت “المسيرة” واستمرت في مسيرتها وكانت كلمتها كالمعلم لا لا ونعم نعم. فهي أول من سلك الدرب الوعر والصعب درب المقاومة اللبنانية الحق دفاعاً عن أرض لبنان وأهله وسيادته ضد كل محتل غريب أو مختل رهيب أو دخيل تحت أي ذريعة أو مسمى إرساء للديمقراطية والعيش الكريم اللائق الحر وسط محيط هذا الشرق المعذب الذي لحكمة إلهية أوجدنا الله وأبقانا فيه.
ثقوا أن الله سيبقي لبنان ويحميه ويبقينا صامدين مهما اشتدت النكبات والنزاعات والإحن والمحن.
فقد تسلقت “المسيرة” طريقها الشاهق والشاق حتى بلغت قمة النصر والنجاح من مجرد مجلة ووسيلة إعلامية عادية الى مدرسة للتنشئة الوطنية شملت الحياة السياسية والحزبية والاجتماعية من نشاطات محلية ودولية، ثقافية ـ فنية ـ أدبية ـ بيئية ـ صحية ـ بلدية، وبالأخص أخبار “القوات” وقضايا الشباب والحياة الاجتماعية في لبنان وبلاد الانتشار في ظروف صعبة زمن الحرب وزمن الأزمات وزمن السلم، وأيضاً مؤخراً زمن المصالحات حيث أخذ رئيس حزب “القوات اللبنانية” المبادرة الشجاعة وقلب الأوضاع السائدة وأعقبها الاتفاق التام والصريح على إرساء ودعم وتسمية المرشح لرئاسة الجمهورية وقال نعم نعم مثنى وثلاث.
كانت “المسيرة” صوت وصورة لأحد أهداف حزب “القوات اللبنانية”، وهي مصلحة لبنان في سيادته وحريته واستقلاله وجيشه، واقتصاده وازدهاره، أي مصلحة اللبنانيين المخلصين الصادقين، بناة لبنان الوطن أولاً وأخيرًا، لبنان الفريد في تنوّعه وخصوصيته وانفتاحه وانتشاره في القارات الخمس، لبنان مركز الإشعاع، ساحة ومساحة الحرية، واحة الحوار والتلاقي والتقارب بين الشرق والغرب للعالم عامة ولمحيطه العربي خاصة. لبنان الواحد الأحد بجناحيه المسيحي والمسلم، المقيم والمغترب.
إن رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، بفضل قيادته وحكمته وخبرته ومصداقيته وصبره وتضحياته وتوجهاته ولقاءاته، حقق إحدى أمنياتنا الملحة ليس لكسب رهان أو منفعة خاصة أو سبق صحافي أو كسب معركة أو حرب على مكوّنات وأحزاب أو مسايرة لإرادة خارجية وإنما فقط لكسب أغلى ما في لبنان: بقاء الوطن. نعم نعم بقاء لبنان ومصلحة لبنان.
هكذا مهدت “القوات اللبنانية” وحرص رئيسها إثر المصالحات التي بدأها انتخاب رئيس الدولة بعد الفراغ الرهيب والطويل، حيث أعطى بالفعل للدولة رئيساً وأعلن عنه قبل إجراء عملية الانتخاب، وغدًا إن شاء الله حكومة جديدة وقانون انتخاب جديد في بداية العهد.
“المسيرة” ماضية في مسيرتها، وإني أهنئها وأهنئكم جميعاً بعيدها الثاني والثلاثين. ومهما بلغ عمر “المسيرة” وما قدمته للبنانيين مع رئيسها وسائر المسؤولين عنها وفيها طيلة هذا العمر، فإني أعلن لكم ولها ولهم من رأس الهرم حتى القاعدة عن تمنياتي بعمرٍ يطول ليطول العطاء.
عشتم جميعاً يا صفوة الأصدقاء وأشرف الرفاق وعاشت “المسيرة” قدوة ومدرسة في خدمة لبنان لحيا لبنان.
للإشتراك في “المسيرة” Online:
http://www.almassira.com/subscription/signup/index
from Australia: 0415311113 or: [email protected]