تطالعنا بعض الصحف في لبنان وبشكل ممنهج عن حملة مقاطعة للمهرجانات الواعدة التي ستقام في لبنان هذا الصيف، والسبب بحسب هؤلاء هو أن الفنانين القادمين أو النجوم أحيوا حفلات في إسرائيل. إليكم بعض الأسماء التي وضعت على لائحة المقاطعة:
Michel Bolton،Trio Wanderer، Bonnie Tyler، Alessandro Safina، Sean Paul، Chris de Burgh، Helene Segara، شارل أزنافور، جمال دبوز… حتى الرياضة لم تسلم من تلك المقاطعة المضحكة فوصلت إلى حد المطالبة بمقاطعة تكريم رضا عنتر من لاعب برشلونةGerard Piqué ، لأن الأخير زار إسرائيل يوماً ما… بحسب المقاطعين.
إسرائيل عدو لبنان، هذا أمر لا لبس فيه، لكن أن تُفرّغ العقول من الحد الأدنى من التفكير لتعطيل السياحة في لبنان وإفشال الصيف الواعد، فهذا أمر يدعونا إلى طرح بعض الأسئلة.
لماذا لا نطالب بسحب صور لاعب برشلونة ليونيل ميسي وحظر إرتداء أي قميص تحمل صورته لأنه بدوره زار إسرائيل أيضاً؟
لماذا لا نطالب بإعتقال جميع مشجعي برشلونة بتهمة العمالة والأمبريالية الصهيونية؟
وبعدها، علينا التوجه إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد لمطالبته بفتح جبهة الجولان النائمة والناعمة الخجولة المحبة والحريصة على أمن الكيان الصهيوني. ومن ثم نطلب من إيران النووية أن تغرق إسرائيل في البحر خصوصاً أنها أعلنت مراراً قدرتها على محو تل أبيب عن الخارطة العالمية في غضون 7 دقائق ونصف!
هذه المقاطعة التافهة لا تفيد لبنان، ولا تضر بإسرائيل، ومن يقوم بتلميع صورة إسرائيل ليسوا هؤلاء الفانين والمغنين بل تلك السياسة الزائفة ومقولة “التصدي والصمود” والمتاجرة بالقضية الفلسطينية.
الفن أيها المقاطعون لغة عالمية تدخل جميع البلدان وتدخل إلى قلوب الناس من دون إستئذان بعيداً عن التسييس والتحوير والتحريف. ما تطالبون به اليوم، ليس مقاطعة إسرائيل، بل مقاطعة السياحة اللبنانية وإعلان الحرب عليها، إستيقظوا من غيبوبتكم الدائمة وإفتحوا عيونكم لتدركوا بأي عصر تعيشون…