بات إنتصار الجيش اللبناني في عملية “فجر الجرود”، قابَ قوسين أو أدنى من أن يصبح حقيقةً تُشكّل انعطافةً أساسية تَطوي صفحة القلق من الإرهاب ، وتفتح على صفحة جديدة تضع السلطة السياسية أمام اختبار تحصين الانتصار وترجمتِه لاستئصالِ الخلايا الإرهابية في الداخل، ووضعِ مصالح اللبنانيين فوق الأنانيات والمزايدات. وهنا يَكمن الاختبار الأساس للحكومة.
الجيش على الحدود
وكشفَت مصادر عملانية لصحيفة “الجمهورية“، أنّ الجيش بلغ في تقدّمِه عدداً من نقاط الحدود مع سوريا باستثناء المنطقة المحيطة بوادي مرطبيا التي يتجمّع فيها مسلّحو “داعش”، من غير الذين فرّوا إلى داخل سوريا عبر معابر قديمة كانوا يستخدمونها في انتقالهم بين أراضي البلدين.
وقالت “إنّ قوى الجيش التي بلغت الحدود ، لم ترصد بعد أو تلتقِ بأيّ من عناصر جيش النظام السوري أو غيره. والجيش سيتوقف عند الحدود ولن يتقدّم شبراً في الأراضي السورية”.
ونبَّهت “من محاولات البعض الإساءةَ الى صورةِ الجيش وهيبته وطريقة تعاطيه مع المسلحين ومحاولات الزجّ به في مهامّ لم يقم بها، واستخدام آلياتِه في صورٍ تتحدّث عن أحداث سابقة لن تمسّ من هيبته ومعنوياته لكنّها في الوقت ذاته تعبّر عن نفسها بطريقة غير سليمة”.
وأكّدت مصادر عسكرية لـ”الجمهورية”، أنّ المرحلة الرابعة من معركة فجر الجرود هي الأخطر، حيث تشمل تحريرَ 20 كيلومتراً مربّعاً من المتوقّع أن يكون عدد من الإرهابيين لجَأوا إليها، أو أن يكونوا قد فرّوا إلى سوريا ، فكلّ الاحتمالات مفتوحة، والقيادة العسكرية تضع كلّ الخطط للتعامل مع المرحلة الرابعة”.
وشدَّدت على أن “لا إمكانية لأن يكون عناصر “داعش” قد هربوا إلى مخيمات النازحين في عرسال بعد اندلاع المعارك، لأنّ الجيش حاصَرهم ومنعَ أيَّ تسلّل، وكان يستهدف تحرّكاتهم، ووجودُهم كان يقتصر على جرود القاع ورأس بعلبك ، فيما كانت “النصرة” تتمركز في جرود عرسال”.
وأكّدت “استمرارَ برامج التسليح من دول عدة للجيش، وقالت إنّ الأميركيين والبريطانيين “كفّوا ووفّوا”، وهم يقفون الى جانبه في حربه ضدّ الإرهاب فعلاً لا قولاً”.
وفي السياق، إعتبر مصدر عسكري رفيع ان زيارة رئيس الحكومة اعطت دفعاً ايجابياً ومعنويات مرتفعة للعسكريين، خصوصاً انه تناول طعام الغداء معهم وجال على مواقعهم المتقدمة التي حررت منذ ساعات، مشيرا إلى أن هذه خطوة الدعم الثانية لقيادة الجيش بعدما كان زار رئيس الجمهورية غرفة العمليات في وزارة الدفاع مع انطلاق عملية “فجر الجرود” يوم السبت الماضي.
وأضاف المصدر لصحيفة “الديار“، أن هذا الدعم السياسي الذي حصل عليه الجيش من جهات عالية ونافذة، سمح له بالتحرك بحرية وتحقيق الانجاز الذي طال انتظاره بتحرير الارض من الارهابيين.
كما اشار الى ان الجيش لن يعلن النصر، بل انتهاء العمليات العسكرية. اما الحديث عن الإنتصار، فهو يعود لتقييم الشعب والاعلام.