“بدو يطوّل بالو علينا باسيل”​… الجسر: السياسة الخارجية من صلاحية مجلس الوزراء والوزير يطبّقها

حجم الخط

وصف عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر اجتماع رئيس الجمهورية ميشال عون بسفراء الدول الخمس الكبرى أمس بـ”البداية الصحيحة لمعالجة ملف النازحين السوريين، فالمعالجة تتم على هذا الشكل وليس في الكلام عن المحادثات الثنائية مع سوريا”.

وأضاف الجسر في حديث لبرنامج “كلام بيروت” عبر شاشة “المستقبل”: “لقد وضع فخامة الرئيس الأمور في نصابها، لانه في اعتقادي ان انعكاسات النزوح على لبنان كبيرة وأكبر من حجم لبنان وسوريا، وهي لا تحل بمحادثات ثنائية ولا يجوز جر لبنان الى مثل هذه المحادثات”.

ولفت الى ان “النزوح عندما تم بدفع سوري نظامي للسكان للخروج من بلدهم نحو الحدود اللبنانية ما استشرنا به، ولا افهم بموضوع عودتهم لماذا الإصرار على المحادثات الثنائية، خصوصاً ان الآلاف عادوا من دون محادثات والاخطر اننا نخاف من مسألة التغيير الدموغرافي واشراكنا فيها بطريقة او باخرى، ولذلك هذا الموضوع يجب ان تتولاه الامم المتحدة لإعادة الناس الى بيوتها وحقوقها”.

وقال ان” الاهتمام الفاتيكاني بلبنان قديم وهو مهم وأساسي، وعلى مدى السنوات الماضية كان يقدم له الدعم المعنوي وزيارة الرئيس الحريري الى هناك مهمة جداً، وكذلك زيارته الى روما للتحضير لانعقاد مؤتمر روما 2 المخصص لدعم الجيش اللبناني خصوصاً أنه يأتي بعد المؤتمر الاول الذي بعد انعقاده بأسابيع بدأت المساعدات العسكرية الغربية تصل الى الجيش وخصوصاً الاميركية منها وهي زوّدتنا بأسلحة ما كانت موجودة لدى جيشنا وهذا يدل على الثقة الكبيرة بالمؤسسة العسكرية”.

وقال الجسر رداً على سؤال: “إذا تمكن العرب من وضع الاشكالات جانباً يتجاوزون أغلب المشاكل، فغياب التضامن العربي الحقيقي والرؤية الجامعة هو ما أوصلنا الى حالة التشرذم والهوان وفتح المجال لإيران وغيرها بالعبث في اكثر من دولة عربية، ولو ان هناك تضامناً عربياً سليماً لا إيران ولا غيرها يمكنه ان يلعب في الساحة العربية، آمل ان يحدث هذا التضامن ولو اني لا أراه قريباً لكن علينا ألا نفقد الأمل”.

واضاف: “بكل اسف ان غياب المشروع العربي ورثته إيران وأخذت قضيتنا المركزية فلسطين وتبنّتها بطريقة ما وحلت مكان العرب، في الوقت الذي نحن لدينا قضية أضعناها وتشرذمنا، والحقيقة ان التمسك بالقضايا العربية والرؤية الجامعة هو الحل للخروج من الأزمة وعدم فتح شهية لأحد للتدخل بالشأن العربي”.

وفي الشأن الداخلي قال الجسر: “هناك قناعة عند الجميع ان لا مصلحة بحصول انقسام سياسي كبير، فتجنيب البلد المشاكل هو الأهم وهذه سياسة الرئيس الحريري”.

وقال: “نعم التسوية الرئاسية تعرضت لاهتزاز لكن الكل لديه قناعة أن لا مصلحة لأحد بحدوث انفجار سياسي في البلد”. واضاف: “أي عاقل يدرك ان لا مصلحة بضرب التسوية السياسية التي حدثت، لأن ذلك سينعكس على الوضع الحكومي الحالي والمستقبلي”.

وبشأن خطابات وزير الخارجية جبران باسيل الأخير في الشوف، قال الجسر: “لا يمكن القبول به ولا بأي شكل من الاشكال، والمؤسف انها تؤسس لانفجار كبير اذا ترك الكلام على غاربه، واعتقد ان لا حكمة في استخدام هذا الخطاب لاستنهاض الشارع وخوض الانتخابات”.

واضاف: كل شيء له حدود “بدن يطولوا بالن علينا”، فكلام الوزير باسيل أيضاً عن السياسة الخارجية لا يمكن القبول به، فالسياسة الخارجية لا يبنيها معالي الوزير جبران باسيل بل ان كل السياسيات من دون استثناء هي من صلاحية مجلس الوزراء وليس من صلاحيات الوزير، الوزير فقط يطبق السياسة، وهذا ما تضمنه الدستور في البند الاول من المادة 65 منه. وهناك كلام عن الإطاحة بالنصوص الدستورية المتعلقة بالتوظيفات وعدم البت بقرارات الناجحين في مجلس الخدمة المدنية وتعليق النتائج بحجة التوازن الطائفي، فما المطلوب؟ إلغاء مجلس الخدمة؟ لا بدو يطول بالو علينا هذه امور لا يمكن تخطيها”.

وقال رداً على سؤال: “اعتقد ان افضل وأبلغ رد على خطابات باسيل تغريدة النائب وليد جنبلاط في توجيه التحية لكل من البطريرك نصر الله صفير والبطريرك الراعي، فالانتخابات النيابية لا تحرز لاستخدام هكذا خطابات، والوطن أهم من اي مقعد نيابي، وليس من الحكمة تقديم المقعد النيابي على الوطن لانه ساعتها لا يبقى مقعد ولا يبقى وطن”.

ودعا الجسر الرئيس عون الى خطوة حكيمة ودعوة حكيمة بهدف لملمة الوضع لانه ليس من مصلحة احد ولا العهد اي يكون هناك اي ازمة سياسية جديدة.

وعن موضوع الموازنة وقطع الحساب، قال الجسر: “قطع الحساب يريدون تلبيسنا اياه، وللتوضيح فان الرئيس فؤاد السنيورة لم يعد وزيراً للمال منذ 11 عاماً، لماذا لم يصَر الى اجراء قطع حساب لهذه السنوات؟ هذا سؤال اساسي”.

وعن مسألة الـ11مليار دولار الشهيرة، اجاب:”هي كقصة قميص عثمان، كل ما اراد احد أمراً معيناً يتحدث به، اولا من اين انفقوا؟ كل فرنك ينفق من الدولة يمر عليه مئة قيد، وهؤلاء على ماذا انفقوا ايام الرئيس السنيورة؟ خمسة مليارات دولار فرق فيول للكهرباء، وفي عهد السنيورة جرت مرتان زيادة للمعاشات سُددت من هذه الاموال ويومها لم يكن هناك موازنة فأخذوا سلفات خزينة، وألفت الى ان الامر ذاته حدث ايام حكومة الرئيس ميقاتي وبنفس المبلغ تقريباً. لماذا ايام الرئيس ميقاتي جرى اصدار قانون خاص غطى هذه المبالغ، ولم يصَر الى اصدار قانون مماثل لتغطية الـ11 ملياراً؟ على اي حال نحن مع المحاسبة وليباشروا بذلك سيجدوا كل القيود موجودة”.

وعن الأجواء السياسية في طرابلس والحملات التي يتعرض لها الرئيس الحريري، قال الجسر: “هذه الحملات تهيئة للموضوع الانتخابي ولاي موضوع سياسي آخر، وهي حملات منظمة ولها فترة طويلة وكانت تتصاعد ولم يجرِ التصدي لها من قبلنا ومواجهتها على مستوى اعلامي كبير وهي تتركز على التنازلات السياسية وحقوق الطائفة وهذا قمة التجني، فن يريد التحدث عن ذلك عليه ان يبين ويحدد فالكلام بالعموم لا يوصل لمحل. وما اريد قوله في هذا الخصوص ان الرئيس الحريري اتخذ 4 او5 مبادرات ومن ينتقده فليحدثني عن مبادرة واحدة فقط اخذها، السياسة مبادرة وقرار”. وتابع: “أناس لا عندها مبادرة ولا عندها قرار تريد التحدث عن غيرها وتتهمه بالتنازل”.

وقال رداً على سؤال: “هناك خلافات سياسية بيننا وبين “حزب الله” وبكل مناسبة نكررها ونعيدها، ومن لديه حل او اقتراح لحل هيمنة “حزب الله” فليتفضل ويعطِنا اياه، ونحن نتبناه ونفعل اكثر من ذلك، فكفى مزايدات بكلام لا يقدم ولا يؤخر ويوتر العالم ويثير الغرائز ولا يؤدي الى اي مكان على الاطلاق”.

وعن سبب الحملة على الحريري قال الجسر:” هناك هاجس اسمه سعد الحريري لكثير من القوى السياسية لانه على الرغم من كل شيء لا يزال هو القوة الاكبر والاكثر تمثيلا على المستوى اللبناني وبالذات في الساحة السنية وله حضوره على كل المناطق اللبنانية”، واضاف: “اتعجب من اناس يدعون لوحدة الصف الاسلامي كمدخل لوحدة الصف الوطني، وهم اكثر الناس الذين يضربون الصف الداخلي فما هي هذه الدعوى التي ادعوه فيها من ميل واحفر له من ميل اخر؟”.

وتابع تعليقاً على عقد الحكومة جلستها في طرابلس قريباً واعتراض البعض: “لا اعرف ما سبب القول ان من يريد ان يخدم طرابلس يستطيع خدمتها من الخارج، فما هي هذه الشغلة العظيمة؟ لو اننا نشارك جميعاً في تأكيد مطالب طرابلس اليس افضل؟ بدلاً من قول البعض ان من يريد ان يخدم طرابلس بيقدر يخدمها من بيروت، فعندما يأتي الرئيس الحريري ومعه مجلس الوزراء الى طرابلس يقول لأهلها انا قريب منكم واوجه تحية لكم وللمدينة”.

وعن الواجهة البحرية المزمع اقامتها في الميناء قال: “ستكون نقطة جذب للسياحة، وهذا سيسمح بضخ اموال كبيرة في الاقتصاد الطرابلسي ويساعد الناس على تأمين فرص عمل”.

المصدر:
الوكالة الوطنية للإعلام

خبر عاجل