صنعاء … مقبرة لمن؟

حجم الخط

سقط علي عبدالله صالح غدرا كما يقول مناصروه، هو الذي وصف يوماً إدارة الحكم في اليمن “بالرقص على رؤوس الثعابين” والتي اجاد اداءها طيلة أربعين عاما حتى السقوط.

وما قبل اغتيال “الحصان الأسود” لن تكون كما بعده، ونتائجها مع استمرار المواجهات العسكرية بين قواته المدعومة قبلياً والحوثيين في مختلف مناطق اليمن ومحافظاتها، تكرس طلاقاً لا رجوع عنه بين الطرفين. باتت قضية حياة او موت، حياة اليمن في محيطه العربي الطبيعي والقريب او موته على يد اتباع جارته البعيدة ايران، والقضاء على قياداته التقليدية وشيوخه وكوادر المؤتمر وضباط الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وهم نواة الأساس للجيش اليمني منذ عقود.

قد لا يجد قادة المؤتمر بداً من إيصال بديل عسكري لعلي عبدالله صالح لترؤس قواته الخاصة المقاتلة والإبقاء على نواتها الصلبة. ويبرز على هذا المستوى نجله احمد، والذي يقال انه وصل الرياض بعد اغتيال والده. فاحمد علي المعروف من المقربين منه  بـDouble A  ترأس الحرس الجمهوري مدة سبع سنوات تمكن خلالها من نسج علاقات وطيدة مع الكوادر العسكرية والسياسية المحيطة بوالده وتلك الجديدة من جيل الشباب إضافة الى رؤساء وشيوخ القبائل التي تمسك باصقاع اليمن السعيد.

لملمة الوضع العسكري لقوات صالح وإيجاد الرأس المناسب والمقبول لقيادتها يزيد من الزخم الذي اطلقه اغتياله، باعتبار ان لا جدوى للمسار السياسي في ظل احتدام المعارك العسكرية، وفي ظل الاحتضان السياسي والعسكري الذي ابداه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (رفيق صالح القديم) ومن ورائه التحالف العربي بقيادة السعودية، لمواقف صالح المناهضة للحوثيين.

يرتسم المستقبل القريب لليمن وعاصمته صنعاء خلال أيام بين حدين. حد عودة الهدوء بسيطرة حوثية وتوقع حصول تصفيات لتطهير العاصمة من فلول المؤتمر واتباعه، مقابل التحاق القوى العسكرية الموالية لصالح بالقوات الشرعية في عدن او الخروج من صنعاء الى المناطق المحيطة بانتظار المسار العام للاحداث في البلاد. وحد تزخيم الانتفاضة العسكرية والشعبية الجارية ثأراً لمقتل صالح وللعروبة وخوفاً من مصير مشابه ينتظر كل من يدعم المؤتمر الشعبي وزعيمه التاريخي، في مواجهة انصار الله ودعاة تصدير الثورة… وفي الحدين تصحو صنعاء وتنام بعد رحيل صالح على وقع اهدار الدم الذي يتوعد به الطرفان.

 

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل