“رأي حر”ـ كتب رئيس التحرير أنطوان مراد في “إذاعة لبنان الحر”:
بلغ التجنّي حدّاً مذرياً، وحملات التشكيك بـ”القوات اللبنانية” ورميها بالسهام الجارحة باتت ظاهرة مرَضية متمادية لا بد من ردعها بكل ما هو مشروع ورد الاتهامات إلى نحور أصحابها.
فما قاله السيد أحمد الحريري غير مقبول، وذر الرماد في العيون غير مقبول وإطلاق القنابل الدخانية للتعمية غير مقبول، والتعامي وحرف الأنظار عن فظائع “حزب الله” بحق الوطن والدولة غير مقبول.
إن “القوات اللبنانية” غير ملزمة ولا هي تستثيغ تقديم براءات الذمة لأحد أياً كان هذا الأحد، وما يقوله سمير جعجع في مجالسه يقوله على الملأ، ومن يريد تغطية قبة ارتكاباته وإرباكاته بحبة “القوات”، فليقلع عن هذا الرهان الساقط.
لقد طرح السيد أحمد الحريري علامات استفهام كبيرة مع “القوات” بشأن الأداء الحكومي قائلاً: “ونحن بحاجة لأجوبة”. ومضى في مطالعته الاستجوابية: “ونريد أيضا أن نعلم بما حصل مع سمير جعجع بشأن زيارته السعودية”!
والواقع إن “القوات اللبنانية” وقبلها اللبنانيون برمتهم وعلى اختلاف مشاربهم، هم الذين يحتاجون إلى أجوبة عن الأسئلة الكبيرة والخطيرة والكثيرة حول منطق الصفقات وتبرير الهدر كما حول القضايا السيادية النافرة، لأن الشكوك والمخاوف تجتاحهم بدءاً بالإصرار على تمرير صفقة البواخر التركية الشنيعة، وصولاً إلى صفقة النفط والغاز، وما قبلهما وما بينهما وما بعدهما.
ليست “القوات” من تُسأل عن أدائها الحكومي، فأداؤها في الحكومة هو الأشرف والأنزه والأنبل، وستقول لا من دون خجل أو وجل عند كل شطط وعند كل زلّة.
تساءلوا ما شئتم وشكّكوا ما شئتم وحرّضوا ما شئتم، فـ”القوات” هي هي في الحكومة وخارج الحكومة، في لبنان وخارج لبنان، في الصالونات وعلى جبهات التحدي والتصدي في وجه الإفتراء والتعدي.
كفى سخافة وتسخيفاً، فالمملكة العربية السعودية لا تنتظر ما يقوله سمير جعجع لها عن لبنان لتبني سياساتها واستراتيجياتها مع أقرب الناس إليها، وسمير جعجع ليس من الذين يطعنون في الظهر، وإلا لما واجه الغدر والظلم بصدره، ولما رفض الهروب أو التلطّي، ولما قبل الرهان بين الحرية والعبودية.
والسلام