هل يسقط النظام الإيراني؟

حجم الخط

 

ما تشهده أكثر من ستين مدينة في إيران حاليا هو على الأرجح بداية لعملية تغيير واسعة قادمة سوف تشهدها الجمهورية الإسلامية في المرحلة المقبلة، هل هي ثورة أم مجرد احتجاجات أم هي انتفاضة شعبية تسعى لتحقيق مطالب محددة ؟.. من يقف وراءها؟ من هم قادتها؟ وأسئلة أخرى تطل على المشهد الإيراني الكبير.

ما يحدث في إيران اليوم ربما ينطلق من بذرته الأولى في عام 2009 عندما قامت ما أطلق عليها “الثورة الخضراء” وأجهضها “الحرس الثوري” بالحديد والنار.

السؤال الملح والكبير هو: هل بدأت نهاية النظام الديني في إيران؟

نعتقد أنه مهما بلغت حدة هذه الاحتجاجات إلا أن سقوط النظام الإيراني ليس بالأمر الهين، وعلينا ألا نفرط بالتفاؤل إزاء ذلك ، فالنظام الإيراني رغم كل مشاكله إلا أنه لايزال قويا في هياكله مستندا إلى قوى لا يستهان بها محكومة بدولة الحرس الثوري.

الأحداث الراهنة في إيران وإن كانت شرارتها اقتصادية إلا أنها تحولت الآن إلى سياسية في مطالبها تريد الإطاحة بالنظام في طهران والتقت عندها العديد من الفئات والأقليات والقوميات الإيرانية المهمشة مسلوبة الحقوق تحت وطأة الضغط والقوة.

ولعل ما يعطي هذه الاحتجاجات قوة مختلفة عن الثورة الخضراء السابقة هو انعدام وجود قيادة معلنة وواضحة لها ما يعكس طبيعتها العفوية وأنها تعبر عن انفجار شعبي لاشك له تأثيره الكبير في بنية النظام في طهران ، وهنا مكمن الخطورة التي يتوجس منها الرئيس حسن روحاني.

البعد المهم والمتغير الأكبر في الأحداث الحالية هو الموقف الأميركي القوي المساند للثوار الإيرانيين، لأن رونالد ترامب يختلف عن باراك اوباما الذي لم يكن له موقف حاسم خلال الثورة الخضراء في 2009 ولم يوفر غطاء خارجيا لها فترك المجال أمام الحرس الثوري لقمعها آنذاك..

ما نعتقده على أبعد تقدير أن تحقق الاحتجاجات الواسعة الحالية بعض المطالب الاقتصادية وربما تؤدي في حدها الأقصى إلى تنحي الرئيس روحاني والحكومة الحالية مقابل بقاء النظام الثوري الحاكم للجمهورية الإسلامية، وامتصاص حالة الغضب الشعبية العارمة.

المصدر:
النهار الكويتية

خبر عاجل