الإحتباس الحراري وتبريد الطاقة الشمسية: المواجهة تبدأ في 2020

حجم الخط

قد تصبح الشمس مُظلمة مؤقتا. ولكن لا داعي للذعر فالأرض لن تتجمّد!! هل سيؤدي التبريد الناتج إلى حدوث تغيرات في اتجاه الإحتباس الحراري؟

سيتمكّن حدث شمسي دوري، يُسمى “الحد الأدنى الكبير”، أن يتجاوز الشمس في وقت قريب، (حسب تقديرات العلماء في 2020 ويستمر حتى 2070) مما يؤدي إلى تقلّص المغنطة وإنتاج البقع الشمسية غير المتكرر ووصول عدد أقل من الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض. كل ذلك يجلب فترة برودة إلى الكوكب قد تمتد 50 عاما!!

حصل آخر حدث شمسي دوري في منتصف القرن ال17، اضطربت خلاله دورة الشمس لمدة 11 عاما بسبب نشاط البقع الشمسية. حينها سُمّي الحدث ب”الحد الأدنى المتوسط” فأدّى إلى طقس بارد جدّاً وسُمّيت الفترة ب”العصر الجليدي الصغير”.

ووفقاً للعلماء، من معهد سكريبس لعلوم البحار فى جامعة كاليفورنيا، لن يعود البرد القارس الذي شهدته الأرض منذ قرون. وفي دراستهم أظهروا أن متوسط درجات الحرارة العالمية إزداد منذ ذلك الحدث بسبب تغيّر المناخ.

تظهر البقع الشمسية، وهي بقع داكنة على سطح الشمس، حيث يكون الحقل المغنطيسي قويا كثيراً، ويزداد عددها وينخفض في دورة تدوم حوالي 11 عاما، تغذّيها التقلّبات المغناطيسية.

وبحسب وكالة الناسا فإنّ نشاط البقع الشمسية ارتفع عام 2014 ثمّ تراجع منذ ذلك الحين؛ فتحرّكت الشمس.

وقد شبّه العلماء نشاط البقع الشمسية على مدار الدورات الأخيرة بنشاط البقع في الماضي، تحديداً قبل الحدث الكبير للحدّ الادنى. ويشير هذا التشابه إلى إقتراب وقوع مثل هذا الحدث، وقد قدّر العلماء مدى كثافته من خلال تحليل ما يقارب 20 عاما من بيانات تسجيل الإشعاع الناتج من النجوم التي تتبع دورات مماثلة لتلك التي من شمسنا. وينخفض إنتاج الإشعاع الشمسي عادة خلال الحد الأدنى العادي للطاقة الشمسية، حتى لو لم يكن كافيا لتعطيل الأنماط المناخية على الأرض. ومع ذلك، فإن إنتاج الأشعة فوق البنفسجية خلال الحد الأدنى الكبير يمكن أن يعني تراجع النشاط بنسبة 70% إضافية.

نتيجة لذلك، فإن درجات حرارة الهواء على سطح الأرض يمكن أن تبرد بمقدار عدة أعشار من درجة فهرنهايت (تغيير نصف درجة F هو ما يعادل حوالي ثلاثة أعشار درجة مئوية) في المتوسط.

وستساعد نتائج الدراسة العلماء على خلق محاكاة أكثر دقة لنماذج المناخ، لتحسين فهمهم للتفاعل المعقد بين النشاط الشمسي والمناخ على الأرض خاصة في الإحتباس الحراري. وسيكوّنوا فكرة أفضل عن كيفية تأثير التغيرات في الأشعة فوق البنفسجية على تغيّر المناخ.

كريستين الصليبي

خبر عاجل