بو عاصي الوزير… واحدًا منهم

حجم الخط

بعدما رفع الصوت مرارًا وتكرارًا على طاولة مجلس الوزراء وتحت قبة البرلمان وعبر وسائل الاعلام، ها هو الوزير بيار بو عاصي ينزل الشارع رافعًا الصوت مطالبًا بحقوق الجمعيات ومؤسسات الرعاية، بعد قرار رئيس الحكومة تخفيض موازناتها بنسبة 20 في المئة!

يفعلها من كان مناصرًا للحق، لوجع الناس، للحقيقة، والحقيقة المرّة في لبنان ان لا مكان فيها للضعفاء، لا صوت فيها لاصحاب الحق الأنقياء، الحقيقة في لبنان، من كان وزيرًا في دولة ينخرها الفساد، لا يمكن ان يصل صوته ما دام لا يحمل بذور تلك الآفة، اي الفساد!!

لم يُبالِ الوزير بأي من الإعتبارات الرسمية او ما شابه، حسبه احتياجات الناس وحقوقهم بالرعاية وآلامهم وآمالهم، نزل الى الشارع ليكون لهم ومن بينهم، مواطن صاحب حق يصرخ مناديًا بحقوقه، بعضًا منها، وقف الوزير هناك عند طريق القصر الجمهوري وسط تلك الجمعيات، كأي مواطن مسّه القرار بالعمق، محتجًا، معترضًا على قرار يعتبره كمن يطلق النار على سيارة اسعاف وليس اقل، قرار جاء غير مجد ومجحف ينال من عمل تلك الجمعيات، خصوصًا ان بو عاصي كان استبق قرار الحكومة الأخير منذ اول دخوله الوزارة، حين اوقف التعاقد مع عشرين جمعية لا يستوفي اداؤها الشروط المناسبة، وانصب اهتمامه على الجمعيات الأخرى التي يعتبرها ضمانة اساسية للامن الاجتماعي في لبنان.

لم يكتف بو عاصي بذلك، بل كان استبق الوزارات كافة حين الغى التعاقد مع مئات العاملين المتعاقدين في مشروع “الرصد السكاني” اياه، بعدما كانت انتهت عقودهم بالأساس ما ادخلهم في البطالة المقنعة. كذلك حين خفّض عدد العاملين في مشروع “الفقر” بعدما كان بلغ ضعفي ما هو مطلوب، والغى 60 الف بطاقة غير مستحقة فخفض عدد البطاقات من 104 آلاف الى 44 الف بطاقة فقر مستحقة، ما وفر ملايين الدولارات التي كانت توضع في المكان الخاطئ بغية استخدامها في المكان الصحيح لخدمة المحتاج.

لم يكترث الى الاحتجاجات الكبيرة على خطواته الاصلاحية بهدف التخفيف من اعباء الوزارة، فانصرف الى عملية ضبط الهدر في الوزارة، لتبقى وزارة تعمل من منطلقاتها الإنسانية والتنموية قبل اي زبائنية او ما شابه “75 بالمية من موازنة الوزارة للاعمال الانسانية وما تبقى بتروح رواتب ومصروف مكاتب، عندنا سوء فهم فظيع لعمل الوزارت بلبنان وتحديدًا وزارة الشؤون الاجتماعية” يقول محتجًا على ما يجري، وهو ليس الاحتجاج الاول الصادر عنه، اذ عندما صدر قرار تخفيض موازنة الجمعيات، عقد بو عاصي مؤتمرًا صحافيًا شرح من خلاله اهمية تلك الجمعيات، مناشدًا الدولة ورئيسها عدم المضي بالقرار الخطير كي لا تقع تلك المؤسسلات الضامنة للأمن الإجتماعي في لبنان تحت العجز، معرضة الالاف من المستفيدين منها للتشرد ولم يستجب له، لماذا؟

لماذا هذا القرار الآن، ولماذا لم يُعد النظر به كما كان وعد رئيس الجمهورية؟ وما تستفيد الدولة أساسًا من تشرّد وضياع فئة كبيرة من اللبنانيين هم بأمسّ الحاجة لاهتمام ورعاية الدولة بها ومن حقها ذلك؟

يمضي بو عاصي في صراخه لأجل حقوق الناس، حسبه ان الحق لا يضيع ان كان وراءه مطالبًا، لكن هذا لبنان والحقوق هنا غالبًا بالمقلوب يا وزير الانسانية …

بالصور- بو عاصي: سأضع قلبي وعقلي على طاولة مجلس الوزراء من أجل الجمعيات

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل