https://www.facebook.com/lebanese.forces.official.page/videos/10156553800750312/
تقوم الأنظمة الديموقراطية على وجود الأحزاب السياسية التي تتنافس في الانتخابات وفق برامج انتخابية واضحة، بهدف الوصول الى السلطة وتحقيق هذه البرامج.
في لبنان، النظام هو نظام ديموقراطي ولكن قانون الانتخاب كان حتى الأمس القريب قانون اكثري يسمح بالتشطيب، فتأتي الكثير من اللوائح خليطاً من المرشحين المتنافرين سياسياً وانتخابياً، والذين لا يجمع بينهم اي شيء، سوى تلك اللائحة التي ينتقيها الناخب من كل وادٍ عصا، ويُسقِطها في صندوق الاقتراع طمعاً في إرضاء الجميع، او مسايرة الجميع، او حفظ خط الرجعة مع الجميع، فتتراجع بذلك المفاهيم الديموقراطية الصحيحة، وتتقدم الولاءات العائلية والعلاقات الشخصية.
قانون الـ60 الذي كان معمولاً به سابقاً هو إذاً قانون الإرادات المتعارضة، والولاءات المتعددة، والمحسوبيات المتفرقّة، والبرامج المتناقضة ضمن اللائحة الموحدّة، وهذا بعيدٌ جداً عن مفهوم الأحزاب التي تقوم على الهوية السياسية الواحدة، والإلتزام الواحد، والمشروع السياسي الواحد، والتي هي ضرورة قصوى لتطوّر الحياة السياسية وتقدمّها في كل الأنظمة الديموقراطية الراقية.
لقد جاء القانون الانتخابي الحالي، القائم على النسبية مع اللوائح الانتخابية المُقفلة التي لا تسمح لبعض الناخبين بالتشطيب وبتعدد الولاءات السياسية والشخصية، ليكون قانون الأحزاب المثالي الذي يضع الجميع امام سكّة الوصول الى حياةٍ ديموقراطية سليمة انطلاقاً من وجود تكتلات حزبيةٍ كبيرة تمارس السياسة وفق مفاهيمها العلمية العريضة، لا وفق سياسة المختار والناطور.
واذا كان بعض الناخبين يعانون من معضلةٍ شخصية تمزقّهم من الداخل، فيحاولون القول بأنهم انتخبوا فلان فقط من دون ان يكونوا داعمين للمرشحين الحزبيين الآخرين في اللائحة، او داعمين للحزب الذي يقف خلف تشكيل لائحة هذا “الفلان”، محاولين بذلك التفريق بين الحزب من جهة وبين بعض مرشحيه من جهةٍ ثانية، فهذه مشكلتهم مع القانون الانتخابي اولاً، ومع تعدد ولاءاتهم وتضاربها ثانياً، ومع عقليتهم القديمة التي لم تهضم بعد ان الديموقراطية تقوم على الأحزاب وليس على الولاء للتقليديين، وهذه مشكلتهم مع المبدأ الفيزيائي الشهير الذي يقول بأن الأحجام الكبيرة هي التي تجذب الأحجام الأقل حجماً وتجعلها تدور في فلكها وليس العكس.
اما القوات فهي منسجمة تماماً مع نفسها، ومع كل مرشحيها، ومتفقّة معهم على كل الخطوط العريضة والرفيعة لما قبل ولما بعد الانتخاب، وملتقانا معهم في 7 ايار في التكتل النيابي للقوات اللبنانية.