https://www.facebook.com/lebanese.forces.official.page/videos/10156572462785312/
من أبرز المؤشرات التي دلت عليها الانتخابات النيابية ان المزاج الشعبي هو مع الأحزاب لاعتقاد الرأي العام ان مطالبه الوطنية غير قادر على حملها سوى الأحزاب والكتل الكبرى، وهذا لا يعني الانتقاص من الشخصيات المستقلة، إنما الواقع السياسي الذي أفرزته الانتخابات دل بوضوح ان المنحى العام لاقتراع الناس هو للأحزاب.
وهذا التطور في الحياة السياسية يستحق التوقف عنده كونه يؤشر إلى وعي سياسي فعلي، لأن الأحزاب وحدها قادرة على المزاوجة بين حمل المشاريع الوطنية الكبرى السيادية والحياتية والإصلاحية والدفع باتجاه تحقيقها، وبين أوضاع الناس المحلية ومتابعة شؤونها وشجونها المناطقية.
ومعلوم ان العلاجات الفعلية لمشاكل الناس هي علاجات عامة، بمعنى ان الخدمات المحلية، وهي ضرورية، إنما تعتبر بشكل او بآخر مسكنات جزئية وموضعية، فيما الحلول الفعلية لهواجس الناس ومتطلباتها الحياتية تستدعي الدفع باتجاه قيام دولة فعلية ممسكة بقرارها الاستراتيجي وتعمل بوحي الدستور والقوانين المرعية بعيدا عن منطق الصفقات والسمسرات والزبائنية السياسية.
وإذا كانت “القوات اللبنانية” قد نجحت بما تملك من وزن داخل المؤسسات بالتأثير على السياسات الوطنية والحكومية والحياتية، فإن تأثيرها في المرحلة الجديدة سيكون مضاعفا بفعل التفويض الشعبي لـ”القوات اللبنانية” والذي ترجم نيابيا وسيترجم حكوميا.