أصدرت “منظمة الدفاع عن المسيحيين” In Defense of Christians من واشنطن البيان التالي تعليقاً على نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان في 6 أيار الجاري:
“تهنئ “منظمة الدفاع عن المسيحيين” الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بإجراء الانتخابات البرلمانية لأول مرة منذ تسع سنوات. وبينما أظهرت نتائج الانتخابات مكاسب هامشية لحزب الله وحلفائه، فإن أحزاباً أخرى معتدلة، بما في ذلك الأحزاب السياسية المسيحية الرائدة، شهدت، من جهتها، زيادة حصتها التمثيلية في السلطة بشكل ملحوظ.
وتشير المنظمة، وهي رائدة في الدفاع عن وجود المسيحيين والأقليات الدينية في الشرق الأوسط وتربطها علاقات متينة مع دوائر القرار في واشنطن، إلى أن لدى لبنان نظاماً سياسياً معقداً للغاية. لذا، فإن مكاسب حزب الله في الانتخابات الأخيرة لن تمنحه بالضرورة حق النقض في البرلمان. ومعلوم أن قوة حزب الله تنبع من الدعم المالي والعسكري غير المحدود الذي يتلقاه من إيران، والضحية الأولى للقوة العسكرية للحزب الممول من الخارج هم أبناء الطائفة الشيعية، وهي الفئة اللبنانية الوحيدة التي فشلت في تحقيق تمثيل متنوع في البرلمان.
إن “القوات اللبنانية”، وهي حزب مسيحي معارض لـ”حزب الله”، ضاعفت عدد مقاعدها وأصبح لديها الآن أعضاء في البرلمان أكثر من “حزب الله”. كما فاز العديد من المرشحين المستقلين بمقاعد نيابية. وكان لافتاً أن القاعدة السنية الناخبة لرئيس الوزراء سعد الحريري لم تشارك بقوة في التصويت وكانت النتيجة خسارة كبيرة في مقاعد تيار المستقبل. رغم ذلك، لا يزال الحريري المرشح الأقوى للبقاء على رأس الحكومة اللبنانية، وهذه نتيجة إيجابية أخرى للانتخابات.
وإذ تدعو المنظمة الولايات المتحدة إلى زيادة دعمها للبنان في هذه اللحظة الحرجة التي تحاول فيها إيران بشدة إحكام سيطرتها على بلد يرزح تحت عبء استضافة مليون ونصف المليون لاجئ سوري، تذكّر بأن الدعم الأميركي للبنان حقق أكبر عائد على الاستثمار الأمريكي في الشرق الأوسط، حيث أن لبنان بلد تعددي ومتسامح وحر يتمتع منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990 بالتعايش السلمي بين أبنائه المسيحيين والمسلمين. فإذا توقفت واشنطن عن مساندة لبنان، ستخسر حليفًا استراتيجيًا في الشرق الأوسط وستضع هذا البلد تحت سيطرة إيران، مما سيعرض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، بمن فيهم إسرائيل، للخطر.
وترى منظمة الدفاع عن المسيحيين أنه سيكون من مصلحة الولايات المتحدة وسياستها الشرق أوسطية أن تواصل – بل تزيد – دعمها للجيش اللبناني والمؤسسات الحكومية اللبنانية الأخرى. ولن يؤدي ذلك إلى تعزيز سيادة القانون والحكم الديمقراطي في لبنان فحسب، بل سيأتي بمنفعة مشتركة كبيرة للولايات المتحدة ويمنع حزب الله وإيران من الهيمنة على الحياة اليومية للمواطنين الشيعة ومختلف الفئات اللبنانية الأخرى المتضررة”.