ما حققه حزب “القوات اللبنانية” من فوز في الانتخابات النيابية يؤسس لمرحلة سياسية جديدة. “القوات” قبل الانتخابات ليست كما بعدها”، كما انه يعتبر محطة مهمة في سياق الانجازات الوطنية بعد التسوية الرئاسية التي كان عرابها الأول الدكتور سمير جعجع والتي انهت حقبة سوداء في الحياة السياسية جراء فراغ رئاسي دام عامين ونصف العام.
بعيدًا عن المجاملة ولندع احقاد الماضي تُدفن وبمنأى عن الاتهامات السياسية بحق حزب “القوات”، هل يستطيع أحد وضع شارة سوداء على الممارسة السياسية لهذا الحزب منذ خروج الدكتور سمير جعجع من معتقله؟، هل سمعتم عن صفقات يلوثها الفساد او السمسرة ارتكبها وزراء “القوات”؟
يا “حكيم الوطن”… أعداؤكم في السياسة دائمًا يعودون بنا الى مرحلة صعبة وقاسية وتجارب مريرة في تاريخ الحزب والتي تخللها احداث دموية، ولكن التاريخ يشهد ان معظم الأحزاب السياسية في لبنان كان لها هفواتها وسجلها الحافل وطبقًا للمثل “من كان بيته من زجاج لايرمي الناس بالحجارة”.
يا أبناء وطني الأعزاء، هل سمعتم في الفترة الأخيرة أحدًا من قيادات “القوات” أو مسؤوليها عمل على نكىء الجراح عبر خطابات قذرة تعيدنا الى مرحلة مشؤومة، كما فعل كثيرون لأهداف مشبوهة ولشد العصب الانتخابي من دون مراعاة لمبدأ الحفاظ على السلم الأهلي؟
لبنان شبع من الخطابات السياسية المستعرة بنار الحقد الأعمى، اللبنانيون يريدون وطنًا جامعًا لكافة طوائفه وتياراته السياسية بعد ان اختبروا “المنفى” و”السجن”. فلتتحطم جدران التعصب السياسي وليُهدم الشعار المزيف “أنا أو لا أحد”، لاننا جميعًا أقوياء بلبنان الوطن الجامع لكل مكوناته السياسية والطائفية والمذهبية والحزبية من دون الغاء أو تهميش لأحد.
لبنان لنا جميعًا، اتعظوا أيها الفرقاء، افهموا ان لبنان دولة تضم مؤسسات وهي ليست ملكًا لأي من الذين يصنفون نفسهم بـ”الأقوياء”، لبنان قوي فقط بوحدته بين جميع مكوناته رغم الاختلاف السياسي، وسيكون أقوى عندما يصبح دولة القانون والمؤسسات، مع اقتلاع جذور الفساد من اجل مواطن مقهور يعيش بين مطرقة المواجهة السياسية وسندان الوضع الاقتصادي الكارثي.