كتب الروائي عمر سعيد عبر صفحته على “فيسبوك”:
إلى الشهداء الشهداء، شهداء المقاومة الوطنية اللبنانية.
ليس لدي ما هو أثمن مما أملك وأستطيع، لاقدمه إليكم، لذلك كان الصوم عن ارواحكم اغلى ما لدي، فقدمته، وآه لو كنت التمس طريقا إلى جمائلكم وصنائعكم سوى طريق الوجدان، والحلم الوهم .
وها أنتم في عالم تسيرون فيه نحو الحياة، لا يعنيه ما نسعى إليه نحن الأحياء في عالم نسير فيه صوب الموت..
هنا حيث يحمل الواحد منا جسده ويخرج باحثا عن كسرة خبز، او حبة دواء، او بعض حب ووطن..
يخذلنا الجميع كل يوم وكل لحظة، ونخذل أنفسنا كلما وعدناكم بوطن..
ونعود لنتغذى عليكم، كلما اتسعت صحارى جوعنا للتضحيات.
فأنتم مقاومة الجذور التي تتقد في دمائنا نارا على مدى المحاولة.
وآه ما اصعب السير في درب الإيمان بوطن يحاول قتله فينا اللصوص وابطال الهزائم وتجار المواقف، ونحن نستمر في سيرنا السوي بجلودنا التي رواها شوق الوصول.. وأنى لنا استبدالها.
لا شيء في هذا الوطن يذكرنا بالصبح سواكم.. وطن يكاد يصبح بلا قعر..
وطن لا سلاح فيه للدفاع عن المقاعد إلا الفساد.. وطن يشغلون الناس فيه بحوار مع الجوع والإحباط والصبر.
وطن تفوح منه روائح النفايات والصفقات والتزوير والخيانة والفساد والاقطاع، ولا نشتم فيه روائح التضحيات والمبادئ والوفاء إلا إذا قصدنا قبوركم..
أنا لا اكتب إلا لاني في حال، يشبه حال الجوعى حين يسترسلون في سرد قصص عن الطعام وأصنافه، بغية التلهي عن تقلص امعائهم الخاوية..
لست محبطا، ولكني أشعر بالخواء لوطن يليق بتضحياتكم.. فاعذروني فيما قدمت، وتقبلوا مني ضعفي المحرج.