في سياق الشعارات الصحيحة وتطبيقاتها الخاطئة برز اليوم شعار جديد، “النأي بالنفس عن الحرب وليس عن مصلحة لبنان واللبنانيين”، وجاء هذا الشعار في معرض الحديث عن ضرورة استفادة لبنان من معبر نصيب السوري، عبر الربط مع نظام بشار الأسد.
نعم، شعار صحيح في شقه الثاني، أي مصلحة لبنان واللبنانيين، وخاطىء في شقه الأول حيث النأي بالنفس عن الحرب.
فهل قال صاحب الشعار الجديد كلمة واحدة رافضًا توريط لبنان في حروب سوريا والعراق واليمن ومصالح “محور الممانعة”؟ وهل طلب من “حزب الله” النأي بنفسه عنها كي ينجو لبنان واللبنانيون من شرورها؟
أليس لهم مصلحة في الابتعاد عن حروب الآخرين كي تسلم مصالحهم الاقتصادية في الصناعة والزراعة والتجارة بين لبنان وعمقه العربي عبر معابر سوريا؟
المؤسف أننا لا نزال في دوامة الشعارات المستقيمة ونتائجها المعكوسة أو الملتوية.
وهذه هي ظاهرة تتوالى منذ الشعار الأول “سيادة حرية استقلال”، مرورًا بشعار “مكافحة الفساد” و”الإبراءات المستحيلة”، وصولًا إلى “مشرقيات” تحالف الأقليات و”لبنان القوي” الغارق في ضعفه واستضعافه!