رسالتي الى “القوات اللبنانية”… لا سبيل للخلود غير الشهادة

حجم الخط

 

 

 

 


كتب الروائي عمر سعيد على صفحته عبر الـ”فايسبوك”:

إلى رفاقي في “القوات اللبنانية”…

لم أتوقع ان افكر بحمل البندقية يومًا، ولست من هواة البنادق والرصاص، ولكني ألحظ تغيبرًا عميقًا في كياني…

فعلى الرغم من الخمسين التي عبرتها والتي افنيت غالبيتها في الدعوة إلا المحبة والسلام، إلا اني اليوم أشعر بالرغبة في أصابعي تقترب أكثر من حاجتها لملامسة الزناد، ليس حبًا بالتخلص من خصم، بل عشقًا للدفاع عن مكتسبات لا أجرؤ أن أكتم خشيتي على فقدانها، كلما راقبت ابنائي وهم يكبرون على مجهول قد ينتظرهم…

ولربما أكون قد كبرت على حمل البندقية، والقفز من جلّ لجلّ، او التنقل من خندق لآخر، او القتال من متراس لمتراس، ولكني لن اكبر على أن أكون إلى جانب القادر منكم على فعل ذلك، فاجهز له ذخيرته، واغسل له صحنه بعد الطعام، أو اطبخ له كوب شاي أو قهوة، او أن اجعل من فخذي وسادة لرأسه المتعبة.

كل هذا لألا أفقد ما تبقى من جذور وحياة، داستها طوال سنوات جنازير الدبابات الغازية من شرق وجنوب، دون ان تتمكن من اقتلاعها…

ولست من المبشرين بصبح حربي يشتهي مسيل الدماء، ولكنها سنة الحياة فينا، فإن كان لا بد من المواجهة فلن أتوانى عن فعلها، وعلى قدر ما خشيت الموت بعيدًا عن دياري، على قدر ما اعشق الموت في تراب هذا الوطن.

فما عاد للمداهنة والمجاملة من طعم، ففي كل يوم يستعر في شراييني حب الخلود، وأي سبيل لذلك غير الشهادة من أجل قضية أقل ما يقال فيها نحن الوطن .

احبكم…

عمر سعيد.

#كرمالكن

المصدر:
facebook، فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل