عندما كان لبنان يحتضر، يغتصب، ينالون منه، يهاجمونه، يجتاحون أراضيه ويهددون كيانه الوجودي، كان لهم بالمرصاد، كالراهب أو الناسك اختار ان يتنازل عن كل ملزات الحياة لينضم الى قافلة شهداء صنعوا تاريخ لبنان، انه من قرر ان يقاوم ليحمي شعبه وامته وأرضه، إنه مواطن صالح ضحى بنفسه في سبيل غيره، انه من رسم سلفًا مستقبله ورأى موته بأم العين، إنه الشهيد، شهيد “المقاومة اللبنانية”.
اما واقع الحال الْيَوْمَ مضحك مبكي، فالشهيد حي في جنات الله، ونحن نكاد نصبح شهداء في وطن لم يقدّر يومًا ما فعل الشهداء من اجله، لم يقدر يومًا التضحيات، لم يستمع يومًا الى بكاء الأمهات، وطن حكامه حاولوا دفن الشهيد وطمره الف مرة ومرة.
الْيَوْمَ، ومثل كل يوم، هذا الحزب الذي ضحى، قاوم، صمد وقدّم التنازلات، يُنكل به، مثلما حاولوا أن يفعلوا بشهدائه في الماضي. هذا الحزب الذي حقق انتصارات ميدانية بمقاتلين شرفاء وانتصارات سياسية بنواب يشرفون الأمة، يحاولون تهميشه مع كل استحقاق، اهكذا يقدر ويكافأ من حافظ على الوجود المسيحي في المنطقة، أهكذا يُرَدُّ جميل من تنازل وضحى لقيام العهد القوي؟
رسالتي الى كل بيت فقد ابنًا، اخًا أو ابًا، وتوضع صورته فخرًا في صدر المنزل، لا تيأسوا ولا تتعبوا، فبناء الأوطان يستغرق أزمانًا ودهورًا، وان تغلبت السياسية يومًا على الميدان، فاعلموا ان كل وزير حر ونائب شريف، يعكس صورة ذويكم وهو شهيد حي لمتابعة القضية، واعلموا ان كل قوي يتنازل وكل ضعيف يستشرس وراء ضعفه.
دكتور جعجع انت من خضت الحروب الميدانية العسكرية والسياسية، انت حكيم بكل ما للكلمة من وصف، حكيم بقراراتك، بتنازلاتك، بنوابك، وبمن سوف تختار في الحكومة التي يبدو أنهم لن يشكلونها كيدًا، أنت رمز الوفاء، لأنك انت وحدك من يكرم يوم الشهيد، وكلمة حقّ تُقال، الف تحية لروح كل شهيد وراءه حزب بمستوى “القوات اللبنانية”، وشكرًا لكل شهيد فأنا الْيوم هنا بفضلكم.
#كرمالكن