لا يمكن وضع الردود على كلمة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلا تحت عنوان واحد: الإصرار على منطق التحجيم والإقصاء، هذا الإصرار الذي أدخل البلد في الفراغ، فيما مواصلة هذه السياسة يعني استمرار الفراغ.
مضمون الردود واحد: “جعجع ضد العهد”، ما يدل على افتقاد هذه الردود إلى الحجة السياسية، بل أكثر من ذلك انزعاجها لتمسك رئيس “القوات” بالتسوية الرئاسية وتجديد دعمه للعهد، وانتقاده من يتلطى بالعهد لتنفيذ أجندته الخاصة.
فكل الهدف منذ اللحظة الأولى تبرير محاولات تحجيم “القوات” عن طريق الإدعاء انها وقفت وتقف ضد العهد، وتحت هذا العنوان تم التنصل من اتفاق معراب، وهو مجرد عنوان تضليلي لا ينطلي على أحد، لأن “القوات” وقفت وتقف مع العهد وليس مع بواخر الكهرباء.
“القوات” مع العهد في العناوين الوطنية الكبرى، وتكفي العودة إلى خطاب جعجع للتأكد من دعمه للعهد، وتنويهه بما تحقق على مستوى قانون الانتخاب ومقاربة الرئيس ميشال عون لملف النازحين وملفات أخرى أكبر دليل على ذلك.
الحملة التي انطلقت على خطاب الحكيم هدفها أوحد: مواصلة التضليل. لا ينقص “القوات” الجرأة بانتقاد العهد ومواجهته متى لزم الأمر ذلك، ولكن مشكلتها ومشكلة البلد ليست مع العهد، إنما مع من يحاول التلطي خلفه تحقيقا لمآربه وأهدافه.
خطاب رئيس “القوات” واضح وضوح الشمس في دعمه للعهد وتمسكه بالمصالحة، وموقفه من سياسات التحجيم أو ملف الكهرباء ليس جديدا، وكان التمني ان يفتح هذا الخطاب الباب لمصارحة فعلية أرادها الدكتور جعجع علنية بحرصه على الرئيس القوي والقادر على حلّ الأزمات لا إدارتها، ولكن من الواضح أن هناك من لا يريد الخير للمصالحة ولا للبلد.