الناتو العربي الجديد!

حجم الخط

تعددت اللقاءات الأخيرة ما بين القيادة الأميركية وقادة دول الخليج ، لا سيما اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصاحب وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ، والذي عقد في ظل اجواء امنية اكثر تعقيدا من العام الماضي الذي كان يسيطر عليه ازمة الملف الخليجي.

ففي ظل الأجواء الحالية، هناك تحالفات جديدة ما بين تركيا وروسيا وإيران حول سوريا ، وهناك انهيار في الليرة التركية، بالاضافة الى عقوبات اقتصادية كبيرة على إيران اسهمت كذلك في انهيار العملة الإيرانية.

في الوقت نفسه، يواجه الرئيس الأميركي الكثير من الصعوبات مع خصومه السياسيين في الداخل الأميركي، على الرغم من تحقيقه انجازات كبيرة في وقت قصير على مستوى انعاش الإقتصاد الأميركي من خلال اعادة هيكلة العلاقات الأميركية الإقتصادية مع جميع الدول سواء مع شركائها او خصومها، وقد طال ذلك الإتحاد الأوروبي ، واعضاء نافتا كندا والمكسيك، والصين واليابان، بالاضافة الى اعادة النظر في المساهمات الأميركية في المنظمات الدولية والتي طالت حتى الفلسطينيين في محاولة لفرض ما سمي بصفقة القرن وهي الرؤية الأميركية – الإسرائيلية لانهاء الملف الفلسطيني.

في ذلك السياق، جاءت دول الخليج كمنطقة محورية كذلك لتلك السياسة، لأهداف اقتصادية وسياسية بما فيها الرغبة الأميركية بتدشين ما يسمى بالناتو العربي تحت قيادة المملكة العربية السعودية.

توحيد الصف الخليجي وانهاء الأزمة الخليجية وتقوية الركائز الأمنية لدول الخليج، يصب بلا شك في تعزيز الأمن القومي الخليجي والعربي، ولكن لا تزال الرؤية الأميركية لذلك الناتو العربي غير واضحة، فجميع دول الخليج مرتبطة بشراكات مع حلف الشمال الأطلسي ، والذي بدوره اطلق ما سمي باتفاقية اسطنبول، والتي تقوم على بناء القدرات لجميع القوى المسلحة في دول الخليج والاستفادة من الخبرات الاستراتيجية والعسكرية للحلف، وقد اتسعت تلك الشراكات لتضم العديد من الدول بما فيها باكستان واستراليا وعدد آخر من الدول.

لهذا فان الرؤية الأميركية الجديدة لهذا الناتو العربي كيف ستختلف عن تلك الاتفاقيات، وكيف سيسهم هذا الناتو بتحقيق التوازن العسكري والأمني المفقود في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل تنامي التواجد العسكري والاقتصادي الصيني، سواء في بناء قواعد عسكرية كتلك التي في جيبوتي وتحسين اداء القوة البحرية الصينية وكثافة الوجود الصيني في المنطقة الآسيوية والأفريقية تحديدا، كل تلك تحديات مهمة، فكيف ستتمكن مواجهتها الادارة الأميركية التي ترغب في الاحتفاظ بمكانتها كقوة عظمى لكن دون تحمل تكاليف تلك العظمة!

المصدر:
النهار الكويتية

خبر عاجل