كرم: لقاء جعجع – فرنجية مرحلة تتويج تمهد لتفاهمات أعمق

حجم الخط

عناوين سياسة كبيرة تضع “القوات اللبنانية” وتيار المردة على طرفي نقيض، أبرزها العلاقة مع النظام السوري والموقف من سلاح حزب الله، في حين يلتقيان في النظرة إلى ملفات وقضايا اجتماعية تجلت بشكل واضح في حكومة تصريف الأعمال الحالية، حيث تناغم وزراء الطرفين في ملف الكهرباء، مبتعدين إلى الحدود القصوى عن وزراء التيار الوطني الحر.

وقد تكون المصالحة المرتقبة خلال ساعات، مرحلة التتويج التي تمهد لمرحلة التفاهمات الأعمق في السياسة، وفي اتجاه العلاقة بين الطرفين، وفق النائب السابق وأمين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم، الذي تولى ملف التفاوض مع “المردة”.

وفي حديث خاص بـ”القبس”، يشير كرم الى ان الملفات الأساسية متروكة إلى ما بعد لقاء رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع برئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي يختم مرحلة من الصدامات والمواجهات، ويشكل حدثاً مهماً على الصعيدين الوطني والمسيحي، مفتتحاً مساراً جديداً للعلاقة بين الطرفين على نحو ايجابي يريح الساحتين.

ويلفت كرم الى ان المفاوضات بين الحزبين ليست حديثة العهد، ولكنها تزخمت في الفترة الأخيرة، نافيا اعتبارها ردة فعل على خلافات بين اطراف أخرى. فالمفاوضات بين “المردة” و”القوات” بدأت قبل أربع سنوات، وسبقت “تفاهم معراب” بين “القوات” و”التيار”، الذي مهد لوصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.

ويلفت كرم الى ان الاتصالات بين الجانبين ركزت في مراحلها الاولى على بعض التفاهمات “من دون طموحات كبيرة”، بفعل الخلاف السياسي العميق، بيد أنها أسست لتطوير المفاوضات بالاتجاه الايجابي مع تنوع المفاوضين واللجان، الى ان بلغت مراحلها الاخيرة.

مصالحة لطي صفحة الماضي أم تقاطع مصالح، يحضر خلالها طيف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وتلوح في أفقها معركة رئاسة الجمهورية، التي يطمح اليها كل من جعجع وفرنجية وباسيل؟ والى أي مدى أسهم استفحال الخلاف بين “القوات” و”التيار” وكذلك بين “التيار” و”المردة” في دفع هذه المصالحة أشواطا الى الامام؟

يكرر كرم أن المفاوضات عمرها أعوام، من دون ان يقصي “فضل” الوزير باسيل في تزخيم هذه المفاوضات، بفعل سلوكه الذي خرّب علاقته مع الآخرين، وظهَّر هذه المصالحات وكأنها موجهة ضده، في حين أنه هو من يستهدف كل الاطراف لغاية وحيدة: الاستئثار بالتمثيل المسيحي.

ولدى سؤال كرم ما إذا كانت مصالحة “المردة” – “القوات” ستقوم على تفاهم خطي، على غرار “تفاهم معراب”، يقول ان لكل مفاوضات ظروفها وشروطها، وصيغة هذا التفاهم تبقى رهن بلقاء جعجع – فرنجية، مستدركاً أنه ما من داع لورقة مكتوبة “لأن الفريقين صادقان وكلمتهما واضحة”، مذكرا في المقابل بأن ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر و”القوات” ليست ورقاً وحبراً وإنما شرف والتزام.

وعن التباينات في العناوين السياسية الكبرى، وخشية تأثيرها على مسار المصالحة مستقبلا، يقول كرم ان لا علاقة للمصالحة بالمواقف السياسية، مؤكدا انها تحصل لطي صفحة أليمة لدى الطرفين.

ويضيف كرم ان التفهمات السياسية متحركة بطبيعة الحال، وفي ما يتعلق بالمسألة الاستراتيجية، التي يتباين فيها الطرفان، اي سلاح حزب الله، فهي ليست ملكهما، بل تدخل في معركة إقليمية ستقرر مصيرها. ويذكر كرم بأن “القوات” جلست الى جانب حزب الله في الحكومة، وتعاونا سويا في الملفات الداخلية، تاركين الموقف السياسي الخلافي جانبا.

وكانت المرجعية المسيحية في بكركي، التي لطالما باركت اي لقاء يتوّج بمصالحة، مؤكدة أن الوقت قد حان ليتخطّى “القوات” و”المردة” حواجز الماضي.

لا يستسيغ كرم لقب “عراب” المصالحة الشمالية، يقول أنه أحد المشاركين فحسب، مؤكدا أنه سيعمل على حصانتها وصيانتها على المدى الطويل، لأن هذه المصالحة تعني له الكثير، كونه ابن الكورة التي كانت ساحة لمواجهات دامية بين الحزبين في الماضي.

ولدى سؤاله: هل سيتزامن نشر هذا المقال مع لقاء القطبين المسيحيين الشماليين، يكتفي بالقول “قد يكون”، تاركاً تحديد موعد اللقاء في عهدة الاحتياطات الأمنية.

المصدر:
القبس

خبر عاجل