عزيزي بابا نويل…

حجم الخط


هو زمن الرسائل إلى ختيار العيد، بابا نويل. انا بنت ضيعة بعيدة متمدّنة، لكن لا أزال اجد فيها كل مقومات الحلم. الحلم بميلاد اقطف نجومه نجمة نجمة على درب المسيح. اجلس في ليالي البرد في قلب المغارة التي صنعتها من حكايات ستي، ووضعت فيها الاشخاص المفترضين لزمن يسوع.

مغارة رششتها بالثلج الدافئ والاضواء الصفراء الباهتة لتمنحني المزيد من دفء الحنين. وضعت غصنا عاريا وغمرته بالقطن ليبدو الثلج سميكا فوق تفاصيل الحلم. قلت لنفسي انا من الرعاة الفقراء الابرياء في الحكاية، هؤلاء الذين اختارهم الرب ليكونوا شهودا على مجيئه، ووضع لهم تلك النجمة لترشدهم الى مزود الشمس.

جلست القرفصاء مع نبيذي المعتّق اراقب المغارة والدنيا مطر النعمة يتدفّق، الاصح جلست في قلبها، لامست وجه يسوع وخدود العذراء المشعة طهارة، وعصا مار يوسف المتدفق حنانا، هذه عائلة مقدسة صنعت وطنا للعالم كله، اسمه الحب حتى الشهادة على الصليب.

جلست في المغارة قلت لأبحث عن وطني، وينك يا حلو الزمان يا حكاية القلب والعمر؟ فلم اجده! هرعت الى الورق اكتب رسالة، اذ لا اعرف ما اذا كان عند بابا نويل انترنيت وفيسبوك وبريد الكتروني وما شابه. قلت فلنعد الى زمن البريد والبوسطجي لتكتمل منظومة الحلم وفعلتها، كتبت رسالة بخط اليد الى ذاك الهابط من المدفأة يحمل الحكايات المسيّجة بالنجوم…

 

عزيزي ختيار العيد، وحياتك انا احب الثياب الفاخرة جدا وتصاميم ايلي صعب تحديدا، احب آخر موديلات السيارات واعشق الالماس والمجوهرات خصوصا ذاك الحجر الاحمر ولا اعرف اسمه، على قلّة العادة والخبرة. واحلم ببيت من الحجر الازرق وطربوش القرميد على تلّة تكون جارة القمر، وأحب وأحب وأحب…

لكن يا رجل لا اريد كل هذا، اذ اعلم ان البرد صار يسكن كل تلك المقتنيات، لان الوطن يعيش في الصقيع وانا اريد الدفء، اريد ان اسكن في مغارة يسوع وان تزرك معي وطني، ازركنا جميعا هناك. هي مغارة صغيرة ضيقة لكنها وسع الكون وليس أقل، جد لنا زاوية وحياتك، ما تنسانا وانت منهمك بهدايا اطفال العالم. ستي خبرتني مرّة انك بليلة واحدة، وانت تحمل الكيس الصغير على ظهرك، تجول مع غزلانك العالم كله، ومن الكيس الصغير يخرج اكبر حلم على وجه الارض وفي السماء اسمه الميلاد، عندك بقجة ميلاد للبنان؟! بليز ما تنساني، ابنتك الصغيرة… أنا.

 

لا أعرف ما إذا كان ختيار العيد سيلبّي الطلب الصعب، ولا اعرف اساسا ما اذا كان ساعي البريد سيوصل له الرسالة، فقد يكون متواطئا هو الاخر مع المتواطئين الكثر في لبنان على لبنان وعلينا، ويهمل الرسالة لأنها متقشفة، لن ينال منها عمولة حرزانة، اذ ماذا يفيده “الدفء في المغارة” وكل هذه التفاهات التي لا تُصرف دولارات في مصارف الفاسدين؟ بل عمولتها الوحيدة شيء صار نادرا في لبنان اسمه “الحلم، النزاهة، القلب، الحب”!

طيب ما العمل وكيف أتأكد ان الرسالة ستصل؟ يا مسكينة لا تتأملي، لن تصل الرسالة ولن يقرأها ختيار العيد، ولن يعرف بها اساسا، لان ثمة رسائل بكميات هائلة ستحارب رسالتك وكل رسالة تشبهها، ستحارَب وبكل ما اوتيت من اسلحة، كل الاسلحة المتاحة، كي لا يصل زمن ما ويقرأ الختيار رسالتك، ويتحقق الحلم ويعود الوطن لبنان…

 

وانا جالسة مع نبيذي في قلب المغارة اناجي يسوع قال لي حلمي “اوعا توقفي تحلمي اوعا توقفي تآمني، قطفي نجومك ع درب المغارة، غلّي بيسوع وروحي انتِ وصحابك للي متلك ع بيت الميلاد، وهونيك في وطن جايي وفي رب الضو قاعد بقلب الارز وطالع علينا الضو”…

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل