يثبت حزب القوات اللبنانية قولاً وفعلاً أنه وجه لبنان الجميل المشرق الآتي. وأداؤه السياسي في مختلف القضايا الوطنية المطروحة يؤكد ذلك. وهذا ما جعله يحوز على احترام الجميع في الداخل والخارج، حتى بين أخصامه في السياسة، نظرا لما أثبته بالممارسة من التزام وجدية.
وكما سائر الأجهزة والمصالح في “القوات”، يبرز “جهاز العلاقات مع الأحزاب والمؤسسات الدولية”، علامة فارقة مميزة، نجح نتيجة الجهود التي بذلت منذ الـ2008 في إطار التوجيهات والسياسات العامة للحزب بالانفتاح والتطوير، في نقل “القوات” إلى مستويات متقدمة على الصعيدين الدولي والأوروبي، ليصبح حزبا شريكا لـ”حزب الشعب الأوروبي”- EPP”” في العام 2016، بإجماع الجمعية العمومية المقررة في طلبات الانتساب.
ويؤكد عضو الهيئة التنفيذية في حزب “القوات” الوزير السابق جو سركيس، أهمية الدور الذي قام به الجهاز بالوصول إلى هذه النتيجة. ويوضح أنه يواكب عمله منذ سنتين إثر تكليفه من قبل رئيس الحزب سمير جعجع بتمثيله بناء على الدعوة الرسمية التي وجهت اليه للمشاركة في المؤتمر العام لـ”EPP” في تشرين الاول 2016، وفي المؤتمرات اللاحقة، في المرحلة التي كان “القوات” يتهيأ فيها للانضمام. “وأثمرت لقاءاتنا مع كبار الناخبين المقررين وعلى رأسهم رئيس الـEPP جوزيف دول من الحزب الجمهوري الفرنسي، والأمين العام للحزب الإسباني أنطونيو لوبيز، بالإضافة إلى عدد من النواب في البرلمان الأوروبي من مختلف الأحزاب، من ألمانيا واسبانيا وايطاليا وبولندا والسويد، من تشكيل “لوبي” داعم تحضيرا لجلسة الانتخاب”.
وتوافق رئيسة “جهاز العلاقات مع الأحزاب والمؤسسات الدولية” ألسي عويس، سركيس، وتأكيده على أهمية هذه المنصة الدولية وحضور حزب “القوات” ووجوده على الساحة الدولية والأوروبية مع الأحزاب العريقة. وتضيف أن هذه الأحزاب كانت تعرف عن حزب “القوات” وتاريخ نضاله ونشاطه السياسي، لكوننا كنا بدأنا العمل والتواصل منذ الـ2008 من خلال مصلحة الطلاب في الحزب.
وتتابع، “حصلت لقاءات كثيرة بيننا، سواء في أوروبا أو في لبنان. لكن العمل بلغ مرحلة متطورة، والقضية كانت تحتاج الى دفع معين باتجاه مستوى أعلى عشية اتخاذ القرار في تشرين الثاني 2016، فقررت القيادة ارسال وفد رفيع المستوى لمواكبة عملية الانتخاب والقيام بجولة أخيرة تسبق التصويت”.
وتلفت الى انه تلت الجولة التحضيرية في تشرين الأول، زيارة ثانية إلى بروكسل في 14 – 15 تشرين الثاني 2016 الموعد المقرر لطرح انضمام “القوات” على الجمعية العمومية لـ”EPP”، والتي قررت بالإجماع التصويت لمصلحة طلب الانتساب، وبات حزب القوات شريكا لحزب الشعب الأوروبي منذ ذلك التاريخ، يشارك في كل مؤسسات الحزب ومختلف الاجتماعات والنشاطات.
وتذكر عويس أنه سبق ذلك في أيلول 2016، زيارة وفد ضم ممثلين عن الأحزاب الأوروبية المنضوية في الـ”EPP” الى معراب، إذ اطلعوا على البنية التنظيمية لحزب القوات ونشاطاته وعمله السياسي على المستويات كافة. وأبدوا اعجابهم بالمستوى التنظيمي والاحتراف لدينا، ما أثر ايجابا في اتخاذ قرارهم لاحقا.
ويلفت سركيس إلى أن ما يجمع “القوات” مع هذه الأحزاب الأوروبية، هو التشابه على مستوى الثقافة والفكر الحر والانفتاح والجذور المسيحية، بمفهومها الثقافي وليس الديني حصرا. وعلى هذا الأساس تم قبول طلب “القوات” بالانتساب كشريك لـ”EPP” لدرسه، إذ ليس متاحا لأي حزب التقدم بالطلب إلا إذا كانت مبادئه تنسجم مع قيم ومثل حضارية وفكرية وثقافية معينة أساسها الفكر الحر.
ويوضح، أن الـEPP”” يضم على سبيل المثال: الحزب الجمهوري الفرنسي، والإتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني “CDU” الذي كانت ترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل انتخاب أنغريت كرامب كارينباور قبل أيام خليفة لها، وحزب الشعب الإسباني، وحزب “فورسا إيطاليا”. أي أحزاب “يمين الوسط”.
وتكشف عويس عن أن “القوات” بات يتمتع بشبكة علاقات واسعة مع نظرائه في الخارج وتتجه الى المزيد من التوسع، مشيرة إلى العلاقات القائمة مع عدد من الأحزاب المسيحية في المنطقة، من العراق إلى تركيا ومصر.
وتلفت الى التعاون بين “القوات” والأحزاب الاوروبية في اطار ورش عمل وتدريب دورية، ان كان على صعيد الحكومة الالكترونية والانتخابات وتفعيل دور المرأة، وإنشاء شبكة تعاون بين “مركز الشرق الأوسط للبحوث والدراسات الاستراتيجية” في “القوات”- “MEIRSS” ومركز “كونرد أديناور فاونديشن” الألماني، ومركز البحوث في ليتوانيا، ومركز الدراسات والبحوث في الـ”EPP” وغيرها، وتوظيفه في خدمة مختلف قطاعات وأجهزة “القوات” لتطوير آليات العمل الحزبي والسياسي بأعلى المعايير.
وتشير الى متابعة مسؤول من جهاز الانتخابات مجريات الانتخابات البرلمانية الألمانية في أيلول 2017 على مدى أسبوع، ومواكبة العملية الانتخابية على الأرض في مقاطعات ألمانية عدة. كما التعاون مع الأحزاب الأوروبية الأخرى مثل حزب المحافظين في بريطانيا، حيث خضع فريق من جهاز الانتخابات برئاسة الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس لدورة تدريبية في لندن، تلاها ورش عمل مشتركة بين “المحافظين” و”القوات” في معراب. وأيضا، مع الحزب الجمهوري الأميركي، حيث قام مسؤول من جهاز الانتخابات بدورة تدريبية في واشنطن.
ويشدد كل من سركيس وعويس على أهمية الانضمام الى حزب الشعب الاوروبي لكونه يشكل منصة دولية تتيح لـ”القوات” عرض وجهة نظره في مواقع مؤثرة، وشرح ما يحصل فعليا في لبنان، ما يساهم في ايصال صورة صحيحة عن الاوضاع تسمح للفاعلين في مراكز القرار بالعمل على مساعدة لبنان. ويشيران الى أن العلاقات الجيدة التي أقامها الجهاز سمح بالوصول الى عدد من البرلمانات والوزارات في الإتحاد الأوروبي، والى البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية.
ويشيران في هذا الإطار الى المشاركة في المؤتمر السنوي للاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني في هامبورغ، حيث حصلت لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية وتم الاتفاق على خطة عمل للتعاون في المستقبل. فالكثير من المسؤولين في البلدان الأوروبية ينتمون الى الأحزاب المنضوية في الـ”EPP” ويشاركون في المؤتمرات الدورية التي تقام، وبات يمكننا الالتقاء بهم وايصال صوت “القوات” ووجهة نظره من الأحداث والتطورات الجارية.
وتلفت عويس الى التواصل القائم بين الجهاز والكثير من الصحفيين والمؤلفين والكتاب الأجانب أيضا الذين يقومون بزيارات الى لبنان والمنطقة، واللقاءات التي يتولى الجهاز تنظيمها مع مختلف المسؤولين في الحزب بدءا من أعلى الهرم، لنقل صورة ما يجري بما يخدم القضية اللبنانية.
وتضيف، أن الجهاز أقام علاقات أيضا مع الأحزاب والجمعيات المسيحية في بلدان الشرق الأوسط، في مصر والعراق والسريان في تركيا. لكن الأمر لا يقتصر على الأحزاب ذات الطابع المسيحي، فلدينا علاقات مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ومع الأكراد في العراق، (الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود البارزاني)، وحزب “مستقبل وطن” في مصر.
ويذكّر سركيس وعويس باللقاءات المهمة التي عقدها الوفد القواتي، وضم سركيس ممثلا رئيس الحزب، وعويس ونائبها أنطوني نشار، مع المسؤولين الأوروبيين في المؤتمر السنوي العام لـ”EPP” في تشرين الثاني 2018 في هلسنكي بفنلندا، والمؤتمر السنوي العام للاتحاد الديمقراطي المسيحي في 7 و 8 كانون الأول 2018 في هامبورغ- ألمانيا، لافتين الى الرعاية والعناية الخاصة التي لمسها الوفد القواتي.
والتقى الوفد القواتي في هلسنكي المسؤولين وتناول البحث التعثر في تشكيل الحكومة والضغوط الاقتصادية ومسألة النزوح السوري والتصعيد على الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
ولمس الوفد قلق الاتحاد الأوروبي جراء العرقلة في هذه الملفات. وشدد المسؤولون الأوروبيون على ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة فاعلة، وإلا فإن أموال مؤتمر “سيدر” لن تنتظر طويلا، لافتين الى المؤتمر الدولي المقرر عقده بمبادرة من بريطانيا في شباط 2019 لدعم الأردن، بمشاركة الدول المانحة التي التزمت بمؤتمر سيدر.
ويشدد عويس وسركيس على أن الخوف جدي وحقيقي في انتقال أموال سيدر الى الأردن في حال لم يكن لبنان جاهزا ولم تشكل حكومة فاعلة في أسرع وقت، كما حذر المسؤولون الأوروبيون. الأمر الذي تم نقله الى المسؤولين اللبنانيين الرسميين المعنيين لتدارك الأمر. مع الاشارة الى ما كشفته الرئيسة التنفيذية للبنك الدولي كريستالينا جورجيفا، عن تجميد مساعدات بقيمة 200 مليون دولار أميركي مخصصة للنازحين السوريين والمجتمعات المضيفة، بسبب عدم تشكيل الحكومة.
ويواصل “جهاز العلاقات مع الأحزاب والمؤسسات الدولية” في “القوات” عمله، من ضمن التوجيهات العامة للقيادة بالعمل الدؤوب بكل مسؤولية وجدية واحتراف في كل المواقع المتاحة في الداخل وعلى المستوى الدولي، لمحاولة اخراج لبنان من حال الاختناق التي يعانيها.
يبقى أن تتكاتف كل الجهود وأن يعي المسؤولون على كافة المستويات خطورة الأوضاع، وأن يقوموا بمسؤولياتهم للخروج من الأزمات المتراكمة، بدءا بالتعجيل بتشكيل حكومة جدية فاعلة قادرة، تمنع الانهيار الذي يحذر منه الجميع.