نظم حزب القوات اللبنانية، بالتعاون مع منظمة “كونراد اديناور” و”مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات الاستراتيجية”، ورشة عمل بعنوان “القوات في مواجهة التحديات المالية والاقتصادية”، في فندق “سيتيا”، عند العاشرة قبل ظهر اليوم الأربعاء، بحثت في سبل خفض العجز المالي في الموازنة.
بدأت الورشة بجلسة افتتاحية حضرها نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، ووزراء العمل كميل أبو سليمان والشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان والتنمية الإدارية مي شدياق، والنواب: جورج عدوان، بيار بو عاصي، وهبي قاطيشا، جان طالوزيان، انيس نصار، جوزف اسحق، زياد حواط، ماجد ادي ابي اللمع، عماد واكيم، وفادي سعد.
وكذلك النواب السابقون: انطوان زهرا، فادي كرم وجوزف المعلوف، المدير العام لوزارة المال آلان بيفاني، الامينة العامة لحزب “القوات اللبنانية” شانتال سركيس، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في “بنك بيبلوس” الدكتور نسيب غبريل، والخبراء والخبيرات في الاقتصاد والمال: سامي نادر، مازن سويد، هلا بجاني، عليا مبيض، ناصيف صالح، سيبال رزق، وروي بدارو، المراقب الأول في المجلس الأعلى للجمارك هشام ابو ابراهيم، رئيس الجمعية اللبنانية لحقوق المكلفين كريم ضاهر، وعدد من الشخصيات السياسية والمالية والاقتصادية. وأدار الورشة الإعلامي موريس متى.
أبو سليمان
بداية النشيد الوطني ونشيد “القوات”، ثم القى الوزير أبو سليمان كلمة قال فيها:
“انه من دواعي السرور والضرورة ان نلتقي اليوم في ورشة عمل “القوات في مواجهة التحديات” الهادفة الى شرح ما آل اليه الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان علنا، وبعد المداولات، نصل الى اقتراحات حول خفض العجز”.
وأضاف: “يعيش لبنان أزمة مالية واقتصادية قاسية ومتفاقمة. لقد حذرت المؤسسات المالية العالمية المختصة، بما فيها البنك الدولي، من خطورة هذا الوضع ومن عدم تحرك الحكومات اللبنانية المتعاقبة ازاءه.”
وقال: “من المعالم التي تبين خطورة الوضع الحالي، ان نسبة الدين العام الى الناتج المحلي الإجمالي في لبنان تتخطى 150 في المئة، وهي ثالث اعلى نسبة في العالم، وهي بارتفاع مستمر.
وقد ارتفعت نسبة العجز في الموازنة بشكل سريع وخطير من 7 في المئة في نهاية العام 2017 الى اكثر من 10,5 في المئة لعام 2018 وسيتخطى العجز العام ال 6 مليارات دولار.
ومن المتوقع ان نسبة الدين الى اجمالي الإيرادات قد تتجاوز 50 في المئة في العام 2018، وهي تعتبر اعلى نسبة في العالم. ومن المحتمل ان تزداد هذه النسبة بسرعة”.
وأضاف: “ان الحكومة تواجه استحقاقات ديون كبيرة بالدولار في الفترة الممتدة من العام 2019 حتى 2022. كما ان الاقتصاد اللبناني في حال ركود، ويبدو ذلك من خلال توقف آلاف المؤسسات التجارية عن العمل. لذا فنظرة الأسواق المالية الى الأخطار السيادية في لبنان تزداد سلبية، ويتمثل ذلك في خفض تصنيف “موديز” للبنان في شهر كانون الأول الماضي”.
وأشار الى أنه “لهذه الأسباب، يدعو حزب “القوات اللبنانية” الى اتخاذ خطوات جذرية وعاجلة، بعيدا من التجاذبات السياسية وتحقيقا لمصلحة الشعب اللبناني. فالقوات اللبنانية لم يخف يوما رأسهه في الرمال، هو الذي واجه أعتى الظروف خطورة، لا يمكنها ان يقف متفرج على ما يهدد مصير العباد والبلاد”.
واستطرد: “لذا نعتبر اننا اليوم محظوظون لوجودنا مع خبراء وخبيرات من القطاعين العام والخاص مشهود لهم، فنستمع الى طروحاتهم في وسائل خفض النفقات وتعزيز الإيرادات. وانطلاقا من طروحاتهم ومداولات الحضور حولها، نتمنى ان برؤية وسلسلة إجراءات تمكن وزراء “القوات” ونوابها من تبني مقترحات جدية، شجاعة ومدروسة”.
غاير
والقى الدكتور مالته غاير كلمة مؤسسة “كونراد اديناور”، اعرب خلالها عن سروره “للتعاون مع حزب “القوات اللبنانية” لتنظيم هذه الندوة التي تعنى بلبنان وتحليل الأوضاع والسياسات المالية والموازنة للبنان الذي شهد منذ قرابة أسبوع ولادة حكومة جديدة والتي ينتظر منها اللبنانيون انجاز الكثير”.
ولفت الى “اننا ناقشنا في ندوات سابقة مواضيع ومسائل عدة منها الحكومة الالكترونية ودولة القانون والسياسات العامة”. واعتبر ان “الثقة بالسياسيين والأحزاب السياسية تبدأ عندما يرى المواطنون الذي يعيشون هنا ان هناك من يهتم بحاجاتهم ويصغي الى تطلعاتهم وتوقعاتهم بتأمين أمور أساسية لهم ومنها الكهرباء والاتصالات”.
وقال: “ان المانيا مهتمة بأن يكون لديها شراكة قوية وثابتة مع هذه المنطقة، منطقة البحر المتوسط، وهي تتطلع الى التعاون على مستويات عدة سياسية واقتصادية وامنية لدعم كل ما يتعلق بالإصلاحات على أنواعها”.
مداخلات
بعد ذلك، القى بيفاني كلمة بعنوان “الموازنة العامة اللبنانية بالأرقام والوقائع”، وتناول الدكتور غبريل موضوع “الرواتب والأجور في الموازنة العامة”، فيما تحدث سويد عن “الإصلاحات البنيوية في الموازنة العامة اللبنانية”، وتوقف أبو إبراهيم عند “واقع التهرب الجمركي ومكافحة الإجراءات”، وتطرق ضاهر الى “التهرب الضريبي بالأرقام ووسائل المكافحة والملاحقة”، وعرضت مبيض “لعجز الموازنة ونظرة الأسواق المالية العالمية والمستثمرين الأجانب وتوقعاتهم للحلول”.
ويذكر أن كل الحديث تركز على ضرورة اتخاذ خطوات عملية حول كيفية تخفيض العجز المالي في الموازنة، والقوات اللبنانية بصدد تقديم ورقة متخصصة حول هذا الموضوع انطلاقا من النقاشات الغنية التي شهدتها ورشة العمل.