أقيم مساء أمس الأحد حفل توزيع جائزة رمزي عيراني السنوية في فندق “فينيسيا” في لقاء بعنوان: “يوم من أيام اعتقال الوطن” بدعوة من مصلحة المهندسين في حزب “القوات اللبنانية”، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب جورج عدوان في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، وزير الصناعة وائل ابو فاعور، وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان.
والنواب؛ مروان حماده، سليم عون، جورج عقيص، جوزف اسحق، إدي ابي اللمع، نقيب المهندسين في بيروت جاد ثابت، النائبين السابقين ايلي كيروز وشانت جنجنيان، جيسي عيراني واولادها ياسمينا وجاد، رئيس مصلحة المهندسين في القوات اللبنانية نزيه متى رؤساء المصالح والمهن الحرة في الأحزاب مدراء واساتذة الكليات الجامعية والإعلاميين.
بداية، النشيد الوطني، ونشيد “القوات اللبنانية”. قدمت الحفل الإعلامية ديامان رحمة جعجع التي قالت: “حول رمزي عيراني وحول تلك المرحلة نلتقي اليوم، هي لحظات في عمر التاريخ وتاريخ في عمر الزمن، وساعات سرقت من حياة ملؤها السعي والحلم، هي مرحلة من سواد ورماد وقهر ولدت املا ثم انتصارا”.
ورأى متى أن “الأوطان لا تبنى الا بالأثمان الباهظة والشهادة تهون والدماء ترخص عندما يكون الثمن هو الاستقلال، واللبنانيون يعلمون ان كل هذه التضحيات والدماء التي بذلت هي التي دفعت للتقارب بين الطوائف جمعاء، ووحدت الأحداث وجعلت الثورة، ثورة وطنية بامتياز. فلو لم تكن هناك مصالحات ووحدة في الأهداف والروية لبناء وطن، ولو لم تكن هناك من تضحيات من كل الأطراف في سبيل هذا الوطن، لما كان يوم جلاء اخر جندي محتل عن اراضي لبنان في 26 نيسان عام 2005، ولما اعيد المستبعدون وحرر المعتقلون ولما حرر الوطن”.
واعتبر أن “ما دفع من ثمن بعد التحرير لا يقل شأنا عما قبله، فالاغتيالات لم تتوقف والنفوس الحاقدة بقيت تمارس هواية رقصة الموت على اجساد شهداء ثورة الأرز فاغتالوا ونالوا من مفكرين وسياسيين”.
وعاهد الشهداء بـ”البقاء على العهد وعدم التفريط بشهاداتهم كي لا تذهب تضحياتهم سدى. وأكد الحرص على المبادئ التي عمل رمزي لإحقاقها من الحفاظ على العيش المشترك واستكمال مسيرة سيادة والحرية والاستقلال”.
والقى كيروز كلمة قال فيها: “خطفوا رمزي واعتقلوه واغتالوه ولكنهم فشلوا في خطف واعتقال واغتيال الروح، وحولوه الى رمز من رموز المقاومة اللبنانية في وجه الاحتلال وادواته الأمنية والقمعية. نلتقي في حفل الليلة بعد مرور 17 عاما على اغتياله الذي لا يمثل يوما من ايام اعتقال الوطن بل هو يوم من ايام نحر الوطن”.
وأضاف، “الحفل الليلة يعيدنا الى زمن موحش ومتوحش وحزين بعلامات مضيئة، الى زمن القوات اللبنانية في عز المقاومة السياسية دفاعا عن القضية اللبنانية وعدم القبول بالمساومة على الثوابت اللبنانية، ويعيدنا الى زمن سمير جعجع الذي بخياره حتى حدود السجن لخص مرحلة دقيقة في تاريخ لبنان، واعطى الحياة السياسية اللبنانية معنى وبعدا آخر. والى زمن طلاب القوات اللبنانية الذين شكلوا حالة حية في حالة ميتة ومثلوا رأس حربة في نضال الجماعة الملاحقة والمرزولة”.
وأردف، “يعيدنا الحفل الليلة الى البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي كسر حال الحصار والصمت واحتضن قضية القوات عندما تخلى الجميع عنها، كما عيدنا الى النداء التاريخي لمجلس المطارنة الموارنة عام 2000 وإلى الموقف التاريخي لوليد جنبلاط الذي طالب بإعادة تموضع الجيش السوري في لبنان، اخترق وليد جنبلاط خطوط التماس المفروضة من نظام الاحتلال السوري على كل اللبنانيين. ويعيدنا الى المصالحة التاريخية في الجبل بين الدروز والمسيحيين، والى لقاء قرنة شهوان الذي دعا الى انسحاب الجيش السوري من لبنان، كما يعيدنا الى تجربة 7 آب عام 2001 التي اختبرنا فيها تجربة الاعتقال الصعبة”.
واعتبر كيروز ان “ما يزيد على الحال اليوم ظلاما وظلامة بأن ملف التحقيق في قضية رمزي لا يزال مجهلا وفارغا ولقد تقدمت منذ سنوات بسؤال الى الحكومة اللبنانية حول اسباب عدم جلاء ملابسات هذه الجريمة، ثم قمت بتحويل السؤال الى استجواب، وجاء جواب الحكومة في 26 آب 2015 بأن مبدأ فصل السلطات لا يجيز للسلطة التنفيذية ان تتدخل بعمل القضاء، وان الحكومة ترغب بالتريث الى حين البت بالملف من قبل السلطة القضائية المختصة. واليوم بعد مرور 17 عاما على الاختطاف والاغتيال اسأل الى متى تتريث؟ ومتى تبت السلطة القضائية المختصة بالملف، واسأل من قتل رمزي عيراني؟ ولماذا لا يتم الاستماع الى القادة الأمنيين الذين كانوا مسؤولين في تلك الحقبة؟”.
وتحدثت السيدة جيسي عيراني وقالت: “يوم من يوميات اعتقال وطن، عندما قرأت العنوان استرجعت الذاكرة وعدت الى مرحلة كثرت فيها الأحداث المأسوية والمراحل السوداء وقلت هل هي قصة يوم واحد من اعتقال الوطن؟ وتطرقت بالتفصيل لما حصل مع رمزي عيراني واغتياله.
وأضافت “لقد خسرنا رمزي ولكن كل ما تعرض له والأحداث المشابهة من تنكيل واغتيالات وتصفيات كانت السبب لفك اسر هذا الوطن وتحريره من معتقله، هذا ما يعزينا ويقوينا مع ان الثمن الذي دفعناه غال جدا، الدم الذي ذرف كان كبيرا ولكن الحرية لا تزهر الا في حقول الشهادة وعلى دروب الوطن واستكمال مسيرة السيادة والحرية ليس خيارا انما قرار نابع من الانتماء والوطنية. ومن هذا المبدأ يجب ان يستمر ونضاعف جهودنا لنحافظ على استقلال هذا الوطن لأن الوطن سيظل معتقل طالما هو مرهون والطفل يخلق مديون، وسيظل معتقلا طالما هناك طلاب درست وتعلمت وتفوقت ولما تخرجت وجدت نفسها غارقة في حقول البطالة ومستنقعات اسواق العمل الضيقة، والوطن سيظل معتقلا طالما ان دولتنا مفلسة وعلى حافة الانهيار، وهناك اناس تتغنى بالمكاسب وتحقيق الانتصار”.
تابعت “طالما أن هناك ضياعا بين الفوضى والحرية وطالما ان هناك حقيقة ضائعة وحقا مسلوبا وعدالة مفقودة والحكم في جريمة موصوفة من صنع الإنسان اهملت ووضعت في ادراج النسيان فسيظل الوطن معتقلا، فالوطن لا يزال معتقلا طالما المجرمون احرار وابطاله تحت التراب”.
بدوره، قال عدوان “عملية اغتيال رمزي عيراني لم تكن عملية فردية معزولة بحد ذاتها، وليست عملية شخصية تستهدف تصرفات شخصا بذاته، بل كانت حلقة من سلسلة متكاملة ومن فكر يعتبر أنه باستطاعته أن يصحح المسار السياسي بالاغتيال الجسدي، وهكذا يجب أن ننظر لعملية اغتيال رمزي عيراني”.
وأعطى لمحة سريعة عن تطور الأحداث في تلك المرحلة، وقال: “في العام 1992 عندما رفض المسيحيون المشاركة في الانتخابات، وعام 1994 عندما تم اعتقال الدكتور سمير جعجع، وعام 2000 مع بيان المطارنة الذي أطلق للمرة الأولى الصرخة وطالب بأن يخرج الجيش السوري من لبنان، وبعد هذا البيان تكونت قرنة شهوان وأطلقت نداء، صحيح أنه مسيحي إنما بعده وطني لانضمام بقية الأفرقاء اللبنانيين”.
وتوقف عند “مصالحة الجبل، التي أسست للاستقلال الثاني وفتحت الباب لغير مصالحات، وأدت لاحقا لانتفاض اللبنانيين جميعهم”، قائلا: “لا يحاولن أحد أن يوظف مصالحة الجبل بالسياسة الضيقة، فهذه المصالحة هي منحى ومسار وبداية انطلاق ووحدة الجبل، ووحدة لبنان التاريخية. وضمن هذا المناخ رأت سلطة الوصاية أن اللبنانيين يقتربون من بعضهم البعض وكانت 7 آب، والتصرف الوحشي والاعتقالات التي حصلت، ومن بعدها أتى اغتيال رمزي عيراني، الذي تم عندما رأت سلطة الوصاية وأجهزتها أن التحركات الطلابية معطوفة على بيان المطارنة، ومعطوفة على مصالحة الجبل وعلى التحرك لتوحيد اللبنانيين، أن هذا يشكل خطرا على الوصاية، فكان من الضروري أن يوجهوا ضربة بمفهومهم”.
وشدد عدوان على أن “هذا كان الخطأ الكبير لأن القمع والاغتيال يشجعان على الثورة ولا يخمدانها، وأكبر دليل على ذلك استمرار التحرك، ومن بعدها كانت محاولة اغتيال مروان حمادة في السياق نفسه، واستمرت الأمور حتى وصلنا إلى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فكانت كل الارادات اللبنانية بدأت تقترب من بعضها، ووصلنا لانتفاضة وثورة الأرز”، معتبرا أن “هذه الثورة حصلت ولكن لم تحقق كل أهدافها ولم ترس لمفهوم الوطن السيادي والحر، الذي يملك قراره وحرية هذا القرار”.
وسأل: “ماذا نفعل نحن اليوم حتى ننقذ الدولة من الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي؟”، معتبرا أن “الدولة لا يمكن أن يتوقف انهيارها إن لم يتوقف الاستتباع، ولا يمكن أن نوقف الانهيار إن لم تتوقف المحاصصة فيها، ولا يمكن أن نوقف الانهيار إن لم نختر الكفوء مكان المستزلم”.
وعن واقع الشباب قال: “اليوم ماذا نقول للشباب؟ وماذا فعلنا ونفعل لهذا الشباب مثل رمزي عيراني، ماذا أمنا لهم وهم الذين ساهموا في تأمين سيادتنا؟ أأمنا لهم وظائف ضمن الكفاءة؟ أأمنا لهم مناخ الحرية؟ أأمنا لهم المستقبل؟”.
وعن ملف التعيينات، تابع عدوان سائلا: “إن كان في القضاء أم في المجلس الدستوري أم في الإدارات العامة، عمن نبحث في التعيينات؟”، وتابع: “في القضاء نبحث عن اهم المواقع لكي نأتي بمن هم تابعين لنا، فكيف لهم أن يحكموا باسم الشعب؟ وفي المجلس الدستوري نبحث عن الذي فشل أكثر من غيره عندما كان قاضيا، لكي نأتي به إلى هذا المكان ويكون هو الميزان للأحكام الدستورية. وفي الإدارات العامة، البشائر مشجعة، والبحث هو عن الأكثر كفاءة بمفهوم أن الأكثر كفاءة هو الأكثر انبطاحا والأكثر تزلما”.
وختم كلمته مشددا على أن “القوات اللبنانية مصممة على أن تعطي شباب لبنان فرصة أن يكون لهم وطن يحترم الكفاءة، ولن تقبل أن تحصل التعيينات بالمحاصصة، ولن تقبل أن يستتبع القضاء، ولن تقبل أن تستمر الالتزامات والتعهدات كما هي. سنحارب مع كل من يريد سيادة الوطن وسنضع يدنا بيده لكي نحافظ على السيادة، وسنحارب مع كل من يحارب الفساد والفاسدين لتتوقف هذه المهزلة الكبيرة التي ستقضي على كل شيء”.
والقى الوزير ابو فاعور كلمة قال فيها: “انا من جيل لم يعش الحرب عسكريا ولكن عاشها بكل معانيها واجوائها ومناخاتها لأنني اشتراكي ابن اشتراكي وجنبلاطي ابن جنبلاطي. كان غريبا بعض الشيء ان اتعرف الى قواتي صميم، والغريب اكثر اني ورمزي، وكل يأتي منا مسافة بعيدة وبعيدة جدا بمنطق الخصومة الفكرية السياسية والعسكرية، ان نصل وان نترافق الى احدى مراكز تصوير الخرائط الهندسية ليقوم رمزي بتصوير الخرائط، الغريب انه لم اكن في يوم من الأيام اتوقع ان اعيش هذه التجربة ان ازوره في الجامعة اللبنانية ويزورني في الجامعة الأميركية، ولا احتاج الى كبير جهد في كسر الحواجز التي بنيت في شخصيتي وفي شخصية رمزي على مدى الحرب اللبنانية، كنا نأتي من موقعين مختلفين ولكن رمزي كان يسهل الأمور، كان لطيفا ودمثا، كان في شخصيته جاذبية تكسر الكثير من الحواجز. تعرفت اليه كما تعرفت الى الكثير من الشبان المسيحيين في المنطقة الشرقية وكنا نأتي من انقسامات تاريخية وعميقة، وكنا نكتشف هذا الآخر ولكن كنا ايضا نكتشف انفسنا، تعرفت على كثير من الشبان قواتيين، عونيين، كتائب احرار مستقلين كان ذلك الآخر الذي كنا نضع انفسنا ونضعه في موقع العدو الذي على مدار سنوات من تاريخنا كنا نعتبر اما نهزمه او يهزمنا ولا احتمال ثالثا في العلاقة. رويدا كنا نكتشف ان المسافات أقصر مما نظن. وما كنا نعيشه سواء كنا في السجون او احرار من نظام امني يقيمه النظام الأمني السوري اللبناني المشترك يضعنا في موقع واحد ليس فقط بالقناعات انما بعدم وجود الخيارات”.
وقال: “كانت انتخابات العام 2000 وكنت احتاج الى من يقودني في طريق المنطقة الشرقية، وكان النظام السوري قد كشر عن انيابه وقرر اسقاط وليد جنبلاط تحديدا في منطقة بعبدا عاليه، زرت رمزي في يوم عيد الميلاد وطرحت عليه ضرورة ان يصوت القواتيون والعونيون والأحزاب المسيحية لوليد جنبلاط ليس دفاعا عن وليد جنبلاط انما على من بقي يقول لا. لم احتج الى جهد كبير، اخذني رمزي من يدي وجلنا على كل قيادات القوات وغيرها في منطقة بعبدا عاليه، وكان اللقاء الأول في منزل الأستاذ عادل صقر في اللويزة لوضع ماكينة مشتركة فعلت فعلها وغيرت الموازين. والأهم من ذلك ان الصوت الذي اعطي لوليد جنبلاط في ذلك الوقت لم يغير فقط في المعادلة بل حفر عميقا في ذهن وليد جنبلاط، وما ان انتهت الإنتخابات حتى دلف جنبلاط الى المجلس النيابي ولاقى مجلس المطارنة الموارنة في ذلك الخطاب الشهير الذي خون فيه. لم نكن ورمزي نملك تصورا الى اين يمكن ان تصل الأمور، كنا نتصرف بايمان بقضية دون تقدير العواقب. عشنا بعدها ايام اختطاف رمزي مع جيسي التي كانت رفيقة الرفيق لرمزي في نضاله وفي المعاناة التي اعقبت اختطافه ثم استشهاده. معرفة رمزي تقودني الى استحضار الكاتب رشيد الضعيف الذي كان يقول علينا ان نقنع الشهداء بالحوار، علينا ان نحضر الشهداء معنا الى طاولة الحوار، شهداء الحرب، فكيف بالشهداء الذين صنعوا هذا المستقبل الجديد في لبنان، وان يكن هذا المستقبل وان يكن تلك الثورة بقيت ناقصة، لأننا في لحظة ما اضعنا الفرصة ولكن المصالحة التي بدأت على المستوى شبابي والتي صنعها رمزي، هي التي ادت ان يذهب وليد جنبلاط الى منزل الدكتور سمير جعجع ويوقع على عريضة اطلاق سراحه”.
أضاف: “دم رمزي والكثر الذين يشبهونه، احياء وشهداء، ارث كبير وثقيل. واذا كانت اليوم بعد الحسابات السياسية القصيرة النظر تقود السياسيين من ابناء الفكرة الواحدة فكرة لبنان العلماني الديموقراطي العربي المستقل الحر تقود كل هذه الأطراف بعيدا عن بعضها البعض، فهذا الإرث السياسي لا يمكن ان يبدد، واذا غبنا او غاب البعض منا عن هذا الإرث لفترة سياسية ما فلا بد ان تكون عودة في يوم من الأيام، لأن هذا هو خلاص الوطن. المصالحة هي التي قادت الى الإستقلال والإستقلال كان يجب ان يستكمل في بناء دولة”.
وختم: “نجحنا في المصالحة والإستقلال وفشلنا في بناء الدولة، عسى ان تكون شهادة رمزي وشهادة تضحيات رفاق رمزي في كل الأحزاب اللبنانية وفي كل القوى الساسية التي ناضلت من أجل سيادة لبنان وعروبته واستقلاله وحريته، عسى ان تكون دافعا لنا في المستقبل لكي نحافظ على هذا الإرث”.
إشارة إلى أن المغنية نسرين حصني ديب أدت خلال الحفل اغاني وطنية وعرض فيلم وثائقي بعنوان :” يوم من ايام اعتقال وطن” من اعداد الإعلامية فيرا ابو منصف. بعد ذلك قدمت جائزة رمزي عيراني للطلاب المتفوقين في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الفرع الثاني وهم: رامي مهنا، جان رزق، ريتا بشعلاني وجورج طعوم.