يرتفع منسوب التعقيدات وتتكشف النوايا في قضية قبرشمون التي لا تزال عالقة في زواريب السياسة، ومعها تفرملت عجلات الحكومة التي لم تنعقد منذ الحادثة أي حوالى الشهر و9 أيام، بسبب إصرار البعض على الذهاب نحو المجلس العدلي واعتبار القضية بمثابة محاولة اغتيال وزير في الحكومة.
ومع التصعيد الذي يرافق التحقيقات، بدا واضحاً ان هناك تدخلات صادرة من خلف الحدود في محاولة لاغتيال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سياسياً وعزله، أو على الأقل وضع حد امام “نقمته” على العهد.
وفي هذا السياق، علم موقع القوات اللبنانية الالكتروني ان موسكو أرسلت رسالة واضحة إلى النظام في سوريا مفادها ان جنبلاط خط احمر لا يجوز المس به.
ويقول المصدر الذي علم بفحوى الرسالة لموقعنا، ان الرسالة الروسية جاءت بمثابة تحذير بعدما المحت مراراً بأن التضييق على الصديق جنبلاط غير مسموح، لكن النظام السوري لم يأخذ التلميحات الروسية على محمل الجد، ما اضطر الأخيرة إلى ايصال رسالة واضحة.
ويشير المصدر نفسه إلى ان النظام السوري دخل على خط قبرشمون محاولاً استغلال القضية للتضييق على جنبلاط وتحجيمه في الجبل، الامر الذي يمهد الطريق امام خصوم جنبلاط للتمدد في عقر داره، والهدف من ذلك كبح جماح جنبلاط والقول له لست الزعيم الأوحد. ويشدد المصدر على ان هذا التدخل من قبل النظام السوري كان مناسباً للبعض الذي وجده فرصة لتسجيل انتصار على جنبلاط وتصفية حسابات ضيقة.
ويكشف المصدر عن ان روسيا كانت واضحة، وهي لا تريد الاخلال بالتوازنات داخل لبنان، خصوصاً في الوضع الإقليمي الراهن، لأن أي خلل لبناني يفتح الباب على صراعات لا يستطيع أحد السيطرة عليها.