رصد فريق موقع “القوات”
يوم حافل يخرق الجمود المعتاد. فبين اجتماعات التشكيل في بعبدا والدعم في السراي، وبروكسيل الذي يتمحور حول لبنان، يبدو ان سفينة لبنان اليوم تخرق بما فيها من مصائب ومشاكل من دون ان ينذر ذلك بالخير، اذ هذا البلد عالق بين السيء والأسوأ.
فزيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري إلى بعبدا، مرجح ان تكون بلا نتيجة لان الأجواء لا توحي بالتقدم، والخلاف بين الطرفين على حاله. الحريري يحمل في جيبه اليوم تشكيلة من 18 وزيراً، فيما رئيس الجمهورية ميشال عون يصرّ على 22 وزيراً والثلث المعطل.
اما اجتماع الدعم برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بانتظار الفرج الآتي من عالم الغيب، لان خيارين لا ثالث لهما، اما ترشيد الدعم أو رفعه، فيما يرجح أن دعم “المحتاجين” لا السلع.
على الجهة الأخرى، تشهد بروكسيل اليوم بحثاً معمقاً في الازمة اللبنانية، للخروج منها، وضع حزب الله وتصنيفه، وحتى عقوبات على شخصيات لبنانية، ليأتي بعدها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل الأعياد ليغسل يديه امام المسؤولين اللبنانيين مؤكداً ان المشكلة ليست فقط معه.
اذاً، وحتى يتوجه الحريري الى بعبدا، وعلى الأرجح اليوم الإثنين، يبقى الانتظار سيّد الموقف، لمعرفة كيف سيتعامل عون مع ما في جعبة الرئيس المكلف. وأوضحت مصادر مطلعة، لـ”الجمهورية”، انّ الحريري اتصل بعون بعد ظهر السبت، طالباً لقاء معه، فتحدّد موعده الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم الاثنين، على ان يُستأنف خلاله البحث في تأليف الحكومة.
وقالت المصادر، انّها لم تطّلع بعد على مضمون زيارة الحريري، بما فيها التوليفة الحكومية التي تحدث عنها كثيرون، قبل ان يتبلّغ رئيس الجمهورية ما يدلّ الى شكلها ومضمونها بالأسماء والحقائب.
وكشفت مصادر “اللواء”، عن ان الحريري سيحمل في جعبته مسودّة من 18 وزيراً التي من المرجح ان يرفضها عون الذي يصر، وحزب الله، على حكومة من 22 وزيراً مع ثلث معطّل.
ويتصدر موضوع رفع الدعم عن المحروقات والطحين والدواء، بدءاً من اليوم، اذ يعقد اجتماع في السراي الكبير برئاسة دياب، مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة او مَن ينتدبه والوزراء المعنيين للبحث في مسار الدعم، وفقا او ترشيدا او تدرجا، بانتظار الفرج الآتي من عالم الغيب.
ويركز الاجتماع، وفقا لمصدر مطلع لـ”اللواء”، على البحث عن آليات، وخيارات التعامل مع المخاطر المحدقة بنفاذ احتياطي المصرف المركزي من العملات الصعبة، في وقت لا يتعدى اسابيع قليلة، لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة.
ويدور النقاش، من زاوية تغيير المقاربة، عبر دعم الناس المحتاجين، لا السلع المدعومة التي يستفيد منها الاثرياء والميسورين، مثل الفقراء والمعوزين. والملفت، ترقب اصحاب المطاحن والافران للقرار الذي سيصدر عن اجتماع السراي، في ما خص رفع الدعم، على ان تبلغ الاجتماعات ذروتها غداً الثلاثاء.
دولياً، كشفت مصادر عن انّ بروكسل تشهد اليوم بحثاً معمقاً في الازمة اللبنانية، خلال الاجتماع المقرّر على مستوى وزراء خارجية الدول الاوروبية، بدعوة من وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، الذي سيطلع نظراءه الاوروبيين على ما آلت اليه المبادرة الفرنسية في لبنان، والمعوقات التي حالت دون انطلاقها في المراحل الاولى التي قالت بها، بعد مرور ثلاثة أشهر على زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاولى للبنان.
ولفتت هذه المصادر لـ”الجمهورية”، الى انّ الاجتماع سيناقش ورقة عمل المانية واخرى توصلت اليها حكومات المانيا وبريطانيا وبلجيكا، تتناول الوضع في لبنان من بوابة المواقف الاوروبية المتشدّدة تجاه حزب الله وتصنيفه، بالتنسيق مع الإدارة الاميركية وبرنامج العقوبات الذي طاول بعض الشخصيات اللبنانية، تزامناً مع العقوبات الاميركية على سوريا وايران.
أمنياً، علمت “الجمهورية” انّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، عرض في الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى للدفاع تقريراً يحاكي تأثير الوضع الاجتماعي والاقتصادي على الوضع الامني، متطرقاً الى التهريب عبر الحدود والاشتباكات التي تحصل على معابر سمّاها “معابر الجوع” والتي بدأت تتحول معابر للموت.
وتطرّق ابراهيم في تقريره الى ما يجري في الجامعات والتحريض الطائفي وتأثيره على الامن، ولا سيما منه ما حصل أخيراً في الجامعة اليسوعية، كذلك عودة الاغتيالات والتصفيات الشخصية داخل المخيمات والانقسامات. وقدّم ابراهيم بالتحليل، ومن ضمن العمل الاستباقي، معلومات عن عمليات اغتيال واردة معتبراً “انّ الاعلان عنها يحوّل الاهداف السهلة صعبة”.
واستفسرت “الجمهورية” من ابراهيم عن هذا الكلام، فأكّد صوابية الاعلان عن هذه المعلومات، كونه من مدرسة تعتبر انّ هذا الامر جزءاً من الوقاية والردع، “فاستعمال الاعلان في وقته هو من ضمن الخطط الاستباقية”، كاشفاً عن أنّه أبلغ هذه المعطيات الى المعنيين بالتهديد الذين اتخذوا على الاثر الإجراءات اللازمة”، وقال، “كل ما يُقال خلاف ذلك هو تسييس ومحاولة مزايدات مكشوفة، والافضل التنبّه الى الامن حالياً وليس الدخول في سجالات للبحث في نظريات أثبتت فشلها في السابق”.