تختنق الطرقات من زحمة السيارات، مع دخول لبنان أسبوعَي الأعياد، على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، أضف إلى انتشار وباء “كورونا”. لكن إلى أين يتجه أصحاب هذه “العجقة”؟ المحال التجارية شبه فارغة ونسبة البيع ضئيلة جداً خصوصاً في هذه الفترة. وفي مطاردة “حشرية” مهنية لمئات السيارات، تراها تتجه نحو شوارع المطاعم والنوادي الليلية، علماً أن نسبة الاستيعاب لا يجب أن تتجاوز الـ50% كإجراءات وقائية.
لكن الامين العام لاتحادات النقابات السياحية جان بيروتي يدحض هذا الواقع، معتبراً أن “التراجع في القطاعات السياحية كبير جداً بالنسبة إلى السنة الماضية مع العلم أنها كانت سنة الثورة وما تبقى من المطاعم التي تعمل أقل بكثير من المطاعم التي أقفلت أبوابها”.
وعن الإجراءات التي اتخذتها المطاعم بظل وباء “كورونا”، يقول بيروتي في حديث لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، “الإجراءات جيدة وهناك التزام كبير ونحن كاتحاد علينا أن نعطي التوجيهات، وعلى الدولة أن تراقب مدى الالتزام”.
ولا يستبشر الامين العام خيراً في حجوزات ليلة رأس السنة، لافتاً إلى أنه “لا يمكن معرفة نسبة الحجوزات من اليوم في المطاعم والوضع لا يبشر بالخير”، موضحاً أن نسبة حجوزات المغتربين المعيّدين مع أهاليهم في لبنان ضعيفة جداً”.
لكن نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم خالد نزهة يناقض تماماً كلام بيروتي، معتبراً أن “هناك نسبة اقبال جيدة على المطاعم في نهاية الأسبوع الماضي ويجب أن تعود الحياة إلى هذا القطاع لأن هناك أكثر من 100 ألف شخص يعتاش منه”.
ويوضح نزهة أن “عملية إقفال المطاعم عند الساعة 10 مساءً شكلت خطراً لأنها أدت إلى اكتظاظ في المطاعم، باعتبار أن الناس ستتهافت في الوقت ذاته، لذلك طالبنا بالفتح لغاية الـ3 فجراً لأنها ستخفف من هذه العملية”، مؤكداً أن وضع المطاعم أمر وجودي، ونراهن على المواطنين لأن الدولة لم تقدم أي شيء لهذا القطاع”.
ويكشف نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم، في حديث لموقع “القوات”، عن أن نسبة المغتربين الذين جاؤوا إلى لبنان في الأيام القليلة الماضية مرتفعة جداً، خصوصاً مع اقفال معظم الدول الأوروبية في فترة الأعياد، وحتى اللحظة يمكن القول إنها تجاوزت حاجز الـ70 ألف مغترب”.
ويرى أن “قطاع المطاعم هو القاطرة الأساسية لمعظم باقي القطاعات لأنه يستهلك كل الإنتاج اللبناني من الأجبان والالبان واللحوم والنبيذ والعرق وغيره”، موضحاً أن “المطاعم اليوم توزع “franchise” لعدد كبير من الدول العربية والأوروبية وهذه علامة هامة جداً لقطاع المطاعم في لبنان”.
ويشير إلى أن 70% من هذا القطاع لم يعد قوياً كما كان في السابق نتيجة الأزمة الخانقة وجائحة كورونا التي أقفلت البلاد لإيام طويلة، واتفقنا مع اللجنة الوزارية المعنية بإجراءات كورونا على إعادة فتح وعودة الحياة لهذا القطاع ونعمل مع شركتين غذائيتين من أجل تنفيذ الإجراءات اللازمة ضد الفيروس، وهاتان الأخيرتان تعملان على صعيد دولي ومنها دبي”.