نصرالله بعد تسريب اللقاء السوري الإسرائيلي… “كنت اعلم”

حجم الخط

ضج تقرير أمني مسرب، مساء أمس الاثنين، عن لقاء سري جمع عدداً من الشخصيات التابعة للنظام السوري مع شخصيات إسرائيلية في القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، والتوجه عن اتفاق تطبيع بين سوريا وإسرائيل بمباركة روسية.

من يقرأ الأحداث الأخيرة التي طرأت في الشرق الأوسط خلال الأشهر الماضية، يدرك أن هناك تغيراً جذرياً يجتاح العالم العربي وخصوصاً الشرق الأوسط.

ومع دخول إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الأسبوع المقبل إلى البيت الأبيض، تتجه الأنظار العربية إلى كيفية تعاطي الإدارة الجديدة مع ملف التطبيع، وفق أوساط إقليمية تعتبر أن لدى بايدن أولوية تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل.

لبنانياً، من يدقق في كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في الخطابين الأخيرين، يرى أن هناك تبدلاً في المواقف تجاه “الحليف القديم” لـ”الحزب”، أي النظام السوري. ففي مقابلته خلال “حوار العام” افتخر نصرالله بصديقه الاستراتيجي رئيس النظام السوري بشار الأسد بأنه مقاوم شرس ومدافع عن القضية الفلسطينية ولن يقبل المساومة عليها. اما في خطابه الأخير عن لبنان، تعمق نصرالله في ملف انفجار بيروت طالباً الكشف عن صفقة نترات الأمونيوم، وما بين الخطابين فترة أسبوع، وبعدها بأسبوع آخر تم الكشف عن علاقة النظام السوري بـ”شحنة الموت”.

يقول العميد المتقاعد نزار عبد القادر إن موضوع التسريبات حول الاجتماع السوري الإسرائيلي “يمكن ربطه من حيث إمكانية حدوثه وصحته في الموقف الذي عبر عنه نصرالله في خطابه الأخير عندما طرح بجدية كشف ملابسات صفقة نترات الأمونيوم وانفجار مرفأ بيروت، وكأنه يقول، لماذا لا تذهبون بالتحقيق إلى الوجهة الصحيحة من أجل الكشف عن ان هذه البضاعة سورية وتحديداً تابعة للنظام السوري وانه هو من تسبب بالكارثة في العاصمة اللبنانية؟”.

ويضيف العميد عبد القادر، في حديث عبر موقع “القوات” الالكتروني، أن “كلام الأمين العام وسيلة للضغط على النظام السوري وتحذيره من مهبّة الذهاب إلى التطبيع والانفتاح على إسرائيل على حساب الوجود الإيراني والميليشيات في المنطقة”.

إقليمياً، يرى العميد أن “المشروع السوري ـ الإسرائيلي هدفه إخراج ايران وميليشياتها من سوريا، وسيدفع ثمنه النظام السوري، وهذا المشروع سيحاصر حزب الله في لبنان وسيخسر بُعده الاستراتيجي الذي كان يلعبه في سوريا على صعيد استيراد السلاح والصواريخ من إيران عبر سوريا، وحرية العمل التي كان يتمتع بها في مسرح العمليات العسكرية في سوريا، كما سيخسر إمكانية توسيع جبهة المواجهة مع إسرائيل بما أنها لا تقتصر على جنوب لبنان فقط بل الجولان”.

ويضيف، “هذا المشروع سيكون له نتائج استراتيجية على المنطقة، وإيران كانت تتكل في سياستها وهيمنتها على لبنان وسوريا والعراق واليمن لاختراق مختلف الدول العربية”.

ويرى العميد المتقاعد ان “الاتفاق الإسرائيلي من خلال ضم عدد من دول جديدة، يشكل جبهة ضد إيران، وفي حال انضمت سوريا إلى هذه الجبهة ومدت الأذرع الأمنية الإسرائيلية في المنطقة لضرب جميع الميليشيات الموالية لإيران، سيؤدي ذلك إلى تقوية الموقف الحكومي العراقي للانضمام إلى محور التطبيع وتشكيل جبهة من كل الدول العربية والمحيطة بإيران وإسرائيل، ضد توسع نفوذ الأولى في المنطقة.

ويتابع، “وفي حال ذهب الأسد إلى هذه الخطوة وتمكن من اخراج إيران من سوريا تنتقل حينها الغارات الإسرائيلية إلى قصف الميليشيات الإيرانية في العراق وتتوسع العمليات والغارات الجوية من اجل تحرير الحكومة العراقية ودفعها للذهاب إلى التطبيع”.

ويلفت إلى أن “الجبهة المواجهة لإيران يجب تكوينها والتي ستضم مصر والإمارات والبحرين والسودان والأردن، ومستقبلاً، قد تكون سوريا والسعودية، وبوساطة روسية، على ما يبدو، وإذا حدث هذا التطور في موضوع التطبيع مع سوريا ينتقل التطور الميداني والعسكري من سوريا إلى العراق لإضعاف النفوذ الإيراني هناك، وضم العراق إلى محور التطبيع”.

ويرى أن النظام السوري يواجه اليوم مشكلة كبيرة، متسائلاً، “للسير في هذا المسار والذي هو بمبادرة روسية، هل يجد آذاناً صاغية من الغرب وتحديداً أميركا، وخصوصاً أن النظام يرزح تحت العقوبات؟ وهل يتم اعطاؤه تسهيلات مالية لدفع الديون الإيرانية المتوجبة عليه؟”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل